الرئاسة اليمنية تسخر من محاولات الإساءة لعلاقتها بدولة الإمارات

نفت حدوث واقعة مختلقة روجتها وسائل إعلام

TT

الرئاسة اليمنية تسخر من محاولات الإساءة لعلاقتها بدولة الإمارات

نفت الرئاسة اليمنية رسمياً، قصة روجتها أخيراً وسائل إعلامية معادية للتحالف العربي لدعم الشرعية، تحدثت عن حدوث مشادة مزعومة بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤول إماراتي رفيع أثناء لقاء قيل إنه جمعهما في الرياض بحضور أمير سعودي، كما نفى مسؤول إماراتي وجود أي خلافات سعودية - إماراتية، في اليمن تروج لها «جهات معادية».
ومن بين الوسائل التي روّجت للحادثة الأولى المزعومة، موقع جريدة الشرق القطرية، وموقع قناة «العالم» الإيرانية، إلى جانب مواقع أخرى تمولها الدوحة وطهران، ويديرها ناشطون موالون لجماعة «الإخوان» وميليشيا الحوثي. وعبرت الرئاسة اليمنية على لسان مصدر مسؤول عن سخريتها واستغرابها، من «القصة المختلقة والزائفة... وما رافق هذه الأنباء من سرد لوقائع من نسج خيال ضعفاء النفوس». على حد قول المصدر الرئاسي. ونفى المصدر «جملة وتفصيلاً ما أشيع عن لقاء الرئيس هادي بمسؤول إماراتي وبحضور أمير سعودي (لم يكشف عن هويته) وبحضور عدد قليل من المسؤولين في حكومة الشرعية وما رافقه من سرد زائف لنقاشات مختَلَقة».
وقال البيان الرئاسي: «تعودنا في رئاسة الجمهورية ألا نلتفت إلى أمور كثيرة طالتنا واستهدفتنا بمنهجية وبغير منهجية، إلا أننا اليوم مجبرون على نفي ذلك الدس والادعاء لوضع حد لتلك الترهات، وحرصاً على علاقتنا الأخوية بالأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة».
وأكد المصدر أن العلاقة مع الإمارات «جزء أصيل من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو التحالف الذي روت دماء أبنائه الطاهرة تربة وطننا الحبيب في سبيل إنهاء الانقلاب الذي قادته ميليشيات حوثية بدعم إيراني والحفاظ على اليمن في محيطه العربي».
وتزعم القصة المختلقة، أن نقاشاً دار بين الرئيس هادي ومسؤول إماراتي أثناء اجتماع مزعوم في الرياض، قبل أن يتطور إلى مشادة لفظية، أعقبتها محاولة الأول الاعتداء على الأخير بيده، لولا تدخل الأمير السعودي لمنع ذلك. وتتضمن الحكاية المفبركة تفاصيل أخرى خيالية، منسوبة إلى مصدر حكومي يمني، وذلك قبل أن يتم تسريبها بداية عبر موقع محلي، لتتلقفها عبره على نطاق واسع منصات النشر الإلكتروني والمواقع الأخرى المعادية للتحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية.
من جهة ثانية، نفى مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون التنمية الدولية سلطان الشامسي، مزاعم تحدثت عن خلافات سعودية - إماراتية، حول اليمن بالقول: «لا خلافات بين البلدين أبداً... أبداً». ومضى يقول إن السعودية والإمارات اللتين تغطيان مساحات كبيرة من احتياجات الأمم المتحدة الإغاثية في اليمن هذا العام، بما يصل قيمته نحو مليار دولار، مشيراً إلى أن «نجاح العمل الميداني في اليمن يجعل المغرضين يحاولون الترويج بوجود خلافات بين السعودية والإمارات في اليمن». وأضاف: «حديثهم مردود عليه ويجب أن نرد عليه وعدم ترك الساحة لهم»، واستطرد: «مشروعنا في اليمن محكوم بخطة ورؤية ويسير بشكل سليم وفق خطط حتى يتم دحر الحوثي وإنجاح الحل السياسي».
وذكر الشامسي أن «الإمارات تعمل بنفس النسق السعودي في اليمن، فبمجرد التحرير لأي منطقة يمنية وعودتها للشرعية تبدأ مرحلة الإغاثة، ومن ثم تبدأ الانتقال مرحلة إعادة التأهيل والبناء».
واستدل على ذلك، بنماذج تأهيل مطارات عدن والريان، بالإضافة إلى تأهيل موانئ في عدن وسقطرى والعمل يجري حالياً على المخا. وأضاف: «الآن يجري العمل في منافذ الوديعة والطوال والخضراء، وتم عرض استخدام ميناء جازان أيضاً فضلاً عن وجود مطار يستقبل الإغاثة في مأرب، كذلك تأهيل الطرق الداخلية لتسهيل النقل الإغاثي والتجاري».
ودعا الشامسي إلى ضغط دولي على الحوثيين الذين اتهمهم بأنهم «يسيسون المساعدات الإنسانية» التي تصل إلى الشعب اليمني، واصفاً عمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن خصوصاً من جهة السعودية والإمارات بأنها متكاملة. وزاد: «لا بد على المنظمات الدولية الضغط على الحوثي لعدم تسييس المساعدات والضغط على أن تصل إلى مستحقيها، إلى جانب الضغط الأساسي وهو الاستجابة للحل السياسي، لأنه هو المخرج للقضية في اليمن، والتحالف ورغم أنه عسكري، فإنه يؤدي ويساعد كثيراً في الجانب الأساسي».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.