صور للأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار في الغوطة الشرقية

منطقة جوبر من الأكثر تضررا (غوغل ماب)
منطقة جوبر من الأكثر تضررا (غوغل ماب)
TT

صور للأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار في الغوطة الشرقية

منطقة جوبر من الأكثر تضررا (غوغل ماب)
منطقة جوبر من الأكثر تضررا (غوغل ماب)

رصدت الأقمار الصناعية صوراً صادمة تظهر حجم الدمار الذي لحق بأحياء وشوارع غوطة دمشق الشرقية، بعد شن النظام حملة قصف عنيفة عليها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وفي محاولة لإعادة السيطرة على المدينة، استهدف النظام نقاطاً تابعة لفصائل المعارضة، ولم تستثن القذائف المدنيين والأطفال، حيث دمرت العديد من المستشفيات والمراكز الطبية والأبنية السكنية، وتسببت بمقتل أكثر من 630 مدنياً.
وعرضت الأمم المتحدة صوراً التقطتها الأقمار الصناعية في الغوطة الشرقية أمس (الجمعة)، تظهر الدمار الواسع عند مقارنتها بصور التقطت في الثالث والعشرين من فبراير (شباط) لمنطقة مساحتها 17.1 كيلومتر مربع في جيب الغوطة الشرقية المحاصر.
وأوضحت الأمم المتحدة أنها أجرت تقييماً سريعاً للأضرار في المنطقة، بعد تقسيمها إلى قطاعات، وأفادت بأن 17 في المائة منها أصيب بأضرار بالغة حديثة، بينما لحقت أضرار طفيفة حديثة بنسبة 22 في المائة منها.
وأظهرت الصور مباني سويت بالأرض وأنقاضاً في مناطق متفرقة.
كما أظهر تحليل لصور التقطت يوم الخميس لمنطقة أكبر على مساحة 62.5 كيلومتر مربع أضراراً بالغة جديدة، مقارنة بصور التقطت في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وقامت شبكة الاخبار البريطاني الـ«بي بي سي» بجمع صور لمناطق في الغوطة الشرقية، وتظهر الصورة أدناه حجم الدمار في الغوطة في شهر ديسمبر (كانون الأول)، حيث إن النقط الحمراء تعتبر مؤشراً على «دمار هائل»، والنقط البرتقالية تعني «دماراً متفرقاً» والنقط الصفراء «دماراً قليلاً».

وهنا، تظهر الغوطة الشرقية في أغسطس (آب) 2013، مع بدء احتدام المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة، مقارنة بفبراير (شباط) 2018، بعد الهجوم الدموي الأخير الذي ينفذه النظام على المنطقة.


- جوبر
قدرت التحاليل الدولية أن أكثر من 93 في المائة من مباني جوبر أصيبت بأضرار أو دمرت بالكامل بحلول ديسمبر (كانون الأول)، وقد تسببت الموجة الجديدة من القصف في المزيد من الدمار.
وقد فر أكثر من 75 في المائة من المدنيين قبل الهجمات الأخيرة للنظام على الغوطة.


- زملكا
تحتل زملكا المركز الثالث للمناطق الأكثر تضرراً من قصف النظام على الغوطة الشرقية، وأدى القصف المكثف في فبراير إلى خسارة الكثير من الأرواح بهذه النقطة بالتحديد.


- حمورية
اعتبرت حمورية من المناطق الأقل تضرراً بسبب موقعها المحايد، حيث دمر القصف حوالى 11 في المائة من المباني فقط.
بيد أن المنطقة تعرضت لهجمات متكررة في الآونة الأخيرة. وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها «رويترز» حطاماً في المستشفيات داخلها، حيث أفاد الموظفون بأنها تعرضت لضربات جوية ومدفعية عدة.


- صقبا
تعرضت صقبا لهجوم مستمر في فبراير، وكانت 27 في المائة من مبانيها مدمرة أو متضررة منذ ديسمبر (كانون الأول). ويبرز في هذه المنطقة الانقطاع الدائم للمياه والكهرباء.


- كفر بتنة
تعتبر أكثر من 21 في المائة من مباني كفر بتنة مدمرة منذ ديسمبر، وزاد القصف الأخير من حدة دمارها، مثل باقي مناطق الغوطة الشرقية.


- دوما
هي أكبر مدن الغوطة الشرقية، وأكثرها اكتظاظاً بالمدنيين، لم تدرج في تقديرات الأمم المتحدة لحدة الدمار بعد، بسبب القصف العنيف الذي لا تزال تتعرض له يومياً.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.