أوضاع غزة الصعبة تدفع التجار لتصريف بضائعهم بأسعار بخسة

في ظل ارتفاع معدلات البطالة وانعدام فرص العمل

تاجر فلسطيني يعرض بضاعته من الخضر في إحدى أسواق غزة (أ.ف.ب)
تاجر فلسطيني يعرض بضاعته من الخضر في إحدى أسواق غزة (أ.ف.ب)
TT

أوضاع غزة الصعبة تدفع التجار لتصريف بضائعهم بأسعار بخسة

تاجر فلسطيني يعرض بضاعته من الخضر في إحدى أسواق غزة (أ.ف.ب)
تاجر فلسطيني يعرض بضاعته من الخضر في إحدى أسواق غزة (أ.ف.ب)

لليوم السابع عشر على التوالي يمدد تاجر الأجهزة الكهربائية حسن عيسى، المقيم في جباليا شمال قطاع غزة، حملة التخفيضات الكبيرة على الأجهزة الموجودة في المتاجر التي يملكها، بهدف تصريفها بعد أن تكدست لأشهر طويلة بسبب التراجع الكبير في القدرة الشرائية، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.
وكغيره من التجار، يسعى عيسى من خلال حملات التمديد إلى جذب المواطنين لشراء بعض الأجهزة الكهربائية، وبسبب تقلص المبيعات يضطر في كل مرة إلى تمديد تلك الحملات عله يعثر على مشترين، ويتخلص من بضاعته المتكدسة في متاجره.
يقول التاجر عيسى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنه اضطر إلى خفض أسعار البضائع المتوفرة لديه إلى نصف مبلغها الذي تباع فيه في المتاجر الأخرى، من أجل تحريك الوضع الاقتصادي، خاصة في ظل حالة الركود الكبيرة، التي شهدتها أسواق قطاع غزة خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، والتي ازدادت بشكل كبير خلال الشهرين الأخيرين.
ويضيف عيسى بنبرة حزينة «غزة تعيش في أحلك الظروف، وأسوأ الأيام اقتصاديا وحياتيا، الناس لا يملكون المال لشراء أي شيء»، مشيرا إلى أن المواطنين في غزة أصبحوا يكتفون فقط بشراء بعض المواد الأساسية، من طعام وشراب، بسبب ظروفهم المادية القاسية، موضحا أن «غالبية التجار في غزة أصبحوا بلا دخل يومي، لذلك يرغمون على تخفيض الأسعار إلى النصف، وبعضنا يخفضها إلى أقل من النصف حتى نتمكن من جذب المواطنين لشراء بعض ما تحتاجه منازلهم، حتى وإن كان ذلك بالحد الأدنى، الذي نستطيع من خلاله توفير لقمة عيشنا... وبسبب هذا الوضع بات التجار يعانون كثيرا، وأصبحوا دون دخل يومي، ولا يستطيعون توفير إيجار المتاجر أو العاملين لديهم».
ويلاحظ من الإعلانات الكبيرة في شوارع غزة أن حملات تخفيض الأسعار وصلت حتى إلى المطاعم، وما تقدمه من وجبات جاهزة كـ«الشاورما» والكباب، وغيرهما من أنواع الطعام وذلك بسبب عزوف المواطنين عن شرائها نتيجة الظروف الاقتصادية.
يقول أحمد عبيد، مالك أحد المطاعم في مدينة غزة، «هناك ظروف غير عادية يعيشها التجار وأصحاب المطاعم وغيرهم. والحملات التي يتم الإعلان عنها في الشوارع وغيرها تظهر مدى المعاناة الكبيرة التي يعيشها التجار، وتبين الجهود التي يبذلونها لمحاولة جذب أنظار المواطنين على أمل أن تنعش الأسواق».
وأضاف عبيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» «المأساة كبيرة، والمواطن لم يعد يستطيع توفير قوت يومه، في ظل ازدياد البطالة وانعدام فرص العمل»، لافتا إلى أن كل البضائع متوفرة في قطاع غزة. لكن لا يوجد المال الكافي لدى المواطنين لشرائها. كما أوضح أن تلك الحملات لم تنجح في إنعاش الأسواق بالشكل المطلوب، وأن الركود ما زال يسيطر على الوضع الاقتصادي، وطالب المسؤولين الفلسطينيين بالتحرك من أجل إنقاذ قطاع غزة، وإعادة صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية كاملا، باعتبار أنها عامل مهم لتحريك الأسواق وإنعاشها من جديد.
من جهته، يوضح عبد الكريم أبو حسنين، وهو موظف في السلطة الفلسطينية، أن الخصومات المالية على الرواتب، والتي وصلت إلى نحو 40 في المائة، أثرت بشكل كبير على قدرة الموظفين لشراء احتياجاتهم، مشيرا إلى أن الموظف أصبح يفكر فقط في كيفية توفير الطعام اليومي لمنزله، وليس أكثر من ذلك.
يقول أبو حسنين «هناك عائلات في غزة لا تملك الطعام في منازلها بسبب عدم وجود معيل، أو انعدام فرصة العمل لمعيل المنزل»، داعيا المؤسسات الدولية بالتحرك من أجل إنقاذ غزة، والعمل على إيجاد فرص عمل حقيقية من أجل السماح لتلك العائلات بالحصول على فرصة لضمان حياة متواضعة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.