إشعاع «البروتونات»... علاج سريع للسرطان

طفل مصاب بالسرطان (رويترز)
طفل مصاب بالسرطان (رويترز)
TT

إشعاع «البروتونات»... علاج سريع للسرطان

طفل مصاب بالسرطان (رويترز)
طفل مصاب بالسرطان (رويترز)

تتعدد الطرق لمحاربة السرطان ومعالجته مع التقدم العلمي الهائل الذي نشهده، إلا أن الطريقة الأمثل للقضاء على الأورام الخبيثة لم تعرف بعد.
وكشف العلماء منذ سنوات قليلة عن علاج البروتونات، الذي وصف بأنه من أحدث وأقوى الوسائل لعلاج الأمراض السرطانية. ولا يزال هذا العلاج قيد التطوير حتى الآن، حيث نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً جديداً يشرح طريقة عمله، وأحدث ما توصلت إليه الأبحاث التي تخصه.
ويعمل علاج البروتونات، كأي علاج إشعاعي، على تفكيك الحمض النووي للخلايا، ما يمنعها من التكاثر.
وعندما تصل هذه الإشعاعات إلى الخلايا السرطانية، تقوم بتحطيم مكوناتها على الفور، ما يحد من انتشارها في الجسم، أو تكاثرها.
والفرق بين الإشعاع التقليدي والعلاج بالبروتون هو في كيفية استقبال الجسم للشعاع.
فالعلاج الإشعاعي التقليدي للأورام يقوم بدفع موجات من الأشعة السينية باتجاه الخلايا السرطانية بهدف تفكيكها والقضاء عليها، ويمكن لهذا الإشعاع اختراق جسم المريض بالكامل.
أما العلاج بالبروتون، فتستخدم فيه حزم من البروتونات، وبعض الجسيمات التي يمكن السيطرة عليها عبر المغناطيس، حيث تتوجه هذه الإشعاعات نحو الخلايا السرطانية فقط، ولا تتأثر بها أي خلايا أخرى. ويعتبر هذا العلاج أكثر أماناً وفعالية وسرعة، لأنه لا يهدد خلايا الجسم الأخرى بأي وسيلة، على عكس الإشعاعات الأخرى.
ويعتبر العلماء أن الأطفال المصابين بالسرطان هم المستفيدون الأوائل من هذا العلاج، ذلك لأن خلاياهم الطبيعية تتطور بسرعة هائلة جداً، وعندما تقوم البروتونات بالقضاء على الخلايا السرطانية من دون إلحاق أي ضرر بالخلايا السليمة، يسرع ذلك عملية الشفاء لديهم.



الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)
سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)
TT

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)
سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

وأوضح باحثون من جامعة كاليفورنيا في الدراسة التي نشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «نيتشر»، أن هذا النظام يعزز حدوث حالة مرضية تُسمى «التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASH)»، وهي حالة تؤدي إلى تلف الخلايا، وتحفِّز دخولها في حالة الشيخوخة الخلوية.

ووفقاً للدراسة، شهدت السنوات الأخيرة زيادة بنسبة تصل إلى 25 - 30 في المائة في حالات الإصابة بسرطان الكبد، مع ارتباط معظم هذه الزيادة بانتشار مرض الكبد الدهني الذي يؤثر حالياً على 25 في المائة من البالغين في أميركا. ويعاني العديد من هؤلاء المرضى من شكل حاد من المرض يُسمَّى «التهاب الكبد الدهني المصاحب للخلل الأيضي»، الذي يزيد من خطر الإصابة بالمرض.

ومن خلال دراسة الخلايا بشرية، اكتشف الباحثون أن النظام الغذائي الغني بالدهون والسكر، مثل الوجبات السريعة، والحلويات، والمشروبات الغازية، والأطعمة المعالجة، يؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الكبد، وهذه الحالة تُعدّ استجابة طبيعية للإجهاد الخلوي؛ حيث تتوقف الخلايا عن الانقسام ولكن تبقى نشطة من الناحية الأيضية.

ومع ذلك، وجد الفريق أن بعض الخلايا التالفة التي دخلت في حالة الشيخوخة الخلوية لا تموت؛ بل تبقى «قنبلة موقوتة»، ومن الممكن أن تبدأ في التكاثر مجدداً بأي وقت؛ ما يؤدي في النهاية إلى تحولها إلى خلايا سرطانية.

كما أظهرت التحليلات الجينومية الشاملة للحمض النووي في الأورام أن الأورام السرطانية تنشأ من خلايا الكبد المتضررة بسبب مرض «التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي»؛ ما يبرز العلاقة المباشرة بين النظام الغذائي المسبب للتلف الجيني وتطوُّر السرطان.

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن علاج تلف الحمض النووي الناتج عن النظام الغذائي السيئ قد يكون مساراً واعداً في الوقاية من سرطان الكبد. كما يساهم فهم تأثير النظام الغذائي على الحمض النووي في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لمكافحة السرطان. وشدَّد الفريق على أهمية التوعية بمخاطر النظام الغذائي السيئ الذي يشمل الأطعمة الغنية بالدهون والسكر؛ حيث لا يؤثر هذا النظام فقط على المظهر الجسدي ويزيد الإصابة بالسمنة، بل يتسبب أيضاً في تلف الخلايا والحمض النووي؛ ما يزيد من الحاجة لتحسين العادات الغذائية كوسيلة للوقاية من السرطان وأمراض الكبد.

يُشار إلى أن سرطان الكبد يُعدّ من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم، وغالباً ما يرتبط بالأمراض المزمنة، مثل التهاب الكبد الفيروسي «سي» و«بي»، بالإضافة إلى مرض الكبد الدهني.