مقتطفات

مقتطفات
TT

مقتطفات

مقتطفات

> وقوف فيلم زياد دويري على بعد خمس خطوات من الأوسكار لا بد أنه يشحن السينمائيين العرب بحلم الاقتراب إلى قاب قوسين أو أدنى من الجائزة الكبرى، فما الحال لو أنه نالها فعلاً؟
> اللبنانيان الزوجان جوانا حاجي توما وخليل جريج على وشك البدء في خريف هذا العام تصوير فيلم جديد عنوانه المبدئي «دفتر الذكريات» حول مفكرة تكشف الماضي أمام ثلاث فتيات تقع المفكرة بين أيديهن. هذا سيكون أول فيلم للمخرجين منذ فيلمهما التسجيلي «نادي الصواريخ اللبناني» قبل خمس سنوات. ذلك الفيلم الذي جعلنا نتذكر أننا حاولنا استكشاف الفضاء يوماً ما.
> زين الدين سوالم هو مخرج جزائري - فرنسي آخر يعمل في السينما الفرنسية وفيلمه المقبل قد يكون الأهم. عنوانه «المحامي» ويتحدث فيه عن محامٍ من أصول جزائرية - فرنسية مختلطة كان انتقل للعمل في كندا وها هو الآن يعود إلى فرنسا ليؤسس نفسه بناء على نجاحاته الكندية. هنا فقط يكتشف أن الجسم القضائي لا يرحب به وينظر إليه بتعالٍ وعنصرية.
> الكوري لي تشان - دونغ الذي بنى شهرته عبر فيلم بديع عنوانه «شِعر» ‬يستوحي رواية قصيرة وضعها هاروكي موراكامي بعنوان «الحرق» (هناك رواية لويليام فولكنر بالعنوان ذاته، لكن لا علاقة بين الاثنين). يدور حول رجل يرصد حياة زوجين كل منهما بمشاغل مختلفة.
> المشروع المقبل للكندي دنيس فيلنييف سيكون «كثبان» (Dune) عن رواية فرانك هربرت الفانتازية التي كان المخرج ديفيد لينش أخرجها سنة 1984. المخرج التشيلي أليخاندرو يودوروفسكي كاد أن ينقل هذه الرواية إلى السينما في السبعينات، وكان يريد منح دور الإمبراطور إلى سلفادور دالي (ما غيره) ودور آخر لابنه وثالث للراحل أورسن وَلز.
> آنغ لي يخطط لفيلم بوليسي عنوانه «رجل جيميني» مع ويل سميث في دور البطولة. يدور حول ذلك القاتل المحترف الذي يكتشف أن لديه غريماً يشبهه تماماً. هذا أول فيلم له منذ «حياة باي» الذي كان أحد أكثر أفلام 2012 التي نالت تقديراً أعلى من قيمتها.



شاشة الناقد: أفلام المؤامرات السياسية

«ثلاثة أيام سمك» (سيرس فيلمز)
«ثلاثة أيام سمك» (سيرس فيلمز)
TT

شاشة الناقد: أفلام المؤامرات السياسية

«ثلاثة أيام سمك» (سيرس فيلمز)
«ثلاثة أيام سمك» (سيرس فيلمز)

THREE DAYS OF FISH. ★★★★

نال جائزة التمثيل في مهرجان كارلوڤي ڤارى الأخير

* إخراج: بيتر هونغدوم (هولندا، 2024)

في المشهد الأخير من هذا الفيلم الهولندي المعالج بذكاء، يصعد الأب جيري القطار (توم كاس) ويطل من باب المقطورة على ابنه دك (غويدو بولمانز) ويتحادث معه. الثاني يقف على رصيف المحطة يجيب عن الأسئلة. كل منهما يبدو توّاقاً للتواصل، لكن الأيام الثلاثة السابقة كانت المناسبة الصحيحة، وليست وقفة الوداع على رصيف المحطة. يختم المخرج الفيلم قبل أن يتحرّك القطار كما لو أنه يؤكد جمود العلاقة بين الرجلين.

إنها ثلاثة أيام حط فيها الأب في المدينة وأمضاها مع ابنه الراشد. ذهبا معاً إلى الحديقة العامة وإلى التسوّق وفي شوارع المدينة وإلى الطبيبة التي قصدها الأب للكشف عليه كما عادته في كل سنة وخلال تلك الأيام تتحدّث الإيماءات والتصرّفات أكثر من الكلمات. في مشاهد يفتح الأب لابنه الباب ليخرج قبله، في أخرى يفتح الابن الباب ليخرج هو أولاً تاركاً والده وراءه. سلوكياته تكشف تفاصيل مكثّفة. الأب الذي ما يزال يريد ابنه أن يكون مثله والابن الذي يحبس عاطفته تحت عبء الرغبة في الاستقلال من التبعية.

برودة العلاقة واضحة كذلك السبب الذي من أجله قرر المخرج بيتر هوغندوم (في ثاني عمل روائي له) التصوير بالأبيض والأسود وبذلك ضمن أن الفيلم سيوفر لمشاهديه معالجة خالية مما قد يسرق النظر. لا ألوان تشغل العين بها أو تصرفه عن المتابعة الأساسية.

منذ أول خمس دقائق يدلّنا المخرج على نوعية تلك العلاقة بين رجلين انفصلا لكن عليهما البقاء معاً في تلك الأيام الثلاثة. في المشاهد الأولى نجد دك جالساً فوق كرسي وجده في كوم قمامة. يخرج الأب من الحافلة ويسأله عن الكرسي. يخبره دك بأن هذا الكرسي قد يساوي مبلغاً من المال إذا أعاد بيعه. يبدو دك كما لو أنه يحاول الفوز بقبول الأب بفكرته، لكن الأب ينظر إليه بعين ناقدة ويسأله البحث عن عمل. بخاطر مكسور يجيبه الابن «لقد تقدّمت بطلب». كلمات موجزة ومشهد بسيط يمهّدان جيداً لما سيلي.

على المُشاهد أن يتمعن في التصرفات والسلوكيات والإيماءات لكي يقف على خط واحد مع الفيلم. لا يرتفع العمل أو يهبط، بل هو مستوى واحد من التعبير والمعالجة، كذلك هو مستوى واحد من علاقة مشحونة بالانفعالات من دون أن يخرج أي منها إلى السطح مباشرة. الممثلان مسيطران بدوريهما على النبرة والحركة وكلاهما نال جائزة أفضل تمثيل في نهاية المهرجان التشيكي قبل أيام قليلة.

* عروض: مهرجان كارلوڤي ڤاري.

THE MANCHORIAN CANDIDATE ★★★★

استعادة لفيلم من أفلام المؤامرات السياسية الأميركية.

* إخراج: جون فرانكنهايمر (الولايات المتحدة 1962)

«المرشّح المنشوري» واحد من أفلام موجة «نظرية المؤامرة» التي شهدتها هوليوود في الستينات والسبعينات. جون فرانكنهايمر أخرج هذا الفيلم المُعتنى به جيداً عن رواية بالعنوان ذاته وضعها ريتشارد كوندون حول احتمال قيام جزء من المؤسسة العسكرية بانقلاب لإطاحة رئيس الجمهورية وبالحكم الديمقراطي نفسه تبعاً لأجندة شيوعية.

«المرشح المنشوري» (إم سي فيلمز)

الفيلم، كالرواية، مبني على خيال جانح. ثلاثة جنود خلال الحرب الكورية يعودون إلى الولايات المتحدة بعد أن قام أحدهم، شو (لورنس هارڤي) بإنقاذ حياة رفاقه والعودة بهم إلى الأمان بعدما كانوا دخلوا الأراضي التي تستولي عليها القوّات الشيوعية. تحتفي أميركا بعودة شو وتمنحه وسام شرف. لكن لا أحد يعلم أن شو ورفيقين له هما ماركو (فرانك سيناترا) وتشنجن (هنري دي سيلڤا) قد تم القبض عليهم وتجنيدهم للعودة إلى الولايات المتحدة كمتعاونين. على شو أن ينفّذ تعليمات هي بمثابة اختبار له وهو يفعل ذلك. بنجاح. في الوقت ذاته نجد ماركو يعاني من تبعات أسره ولا يفهم سبباً لتلك الكوابيس التي تتكرر. حين يلتقي ماركو بشو تبدو المسافة قريبة بينهما لكن ماركو مشوّش في مقابل شو الجاد في تنفيذ مؤامرة اغتيال المرشح الرئاسي.

القصة مختلقة والمُشاهد يدرك ذلك سريعاً ليس بسبب ثغرات في الرواية بقدر ما تفترضه من أحداث بعيدة الاحتمال. لكن إخراج جون فرانكنهايمر مشغول بوتيرة فنية وتنفيذية عالية. الناتج عن هذا النجاح في المعالجة وتيرة عمل تحمل في طيّاتها الحكاية على الرغم من ثغراتها. يمر الفيلم أمام مشاهديه اليوم موفراً الحدّة في التوليف والبراعة في التنفيذ كما كان حال الفيلم في عام إنتاجه سنة 1962.

* عروض: DVD

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز