يسرا: ابتعدت عن السينما لأنها أصبحت «تيك أواي»... ونجاح «3 دقات» تخطى الحدود

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها سجلت 23 أغنية مع محمد منير لم ترَ النور

الفنانة يسرا
الفنانة يسرا
TT

يسرا: ابتعدت عن السينما لأنها أصبحت «تيك أواي»... ونجاح «3 دقات» تخطى الحدود

الفنانة يسرا
الفنانة يسرا

بين الغناء والتمثيل كانت بدايتها... أرادت تحقيق معادلة سعاد حسني، وشادية، بأن تكون فنانة شاملة، فاجتازت إلى جانب عضويتها بنقابة الممثلين، اختبارات نقابة الموسيقيين، في لجنة ضمت في عضويتها الموسيقار محمد سلطان، والموسيقار حلمي بكر، لكن مع التجربة طغى نجاحها في التمثيل على حبها للغناء.
إنها النجمة يسرا، التي عادت أخيرا، للغناء بأغنية «3 دقات» مع المطرب الشاب «أبو»، ليحققا معا نجاحا غير تقليدي، تراه يسرا قد «تخطى الحدود»، وجعل من الأغنية التي شاهدها أكثر من 150 مليون شخص أغنية عالمية، وليست محلية حسب تعبيرها.
في هذا الحوار تتحدث يسرا لـ«الشرق الأوسط»، عن عودتها للغناء، والتجارب التي لم تكتمل، ولماذا لم تحترف الطرب، كما تتحدث عن مسلسلها الجديد «بني يوسف»، الذي تدخل به السباق الرمضاني المقبل، وتكشف أيضا عن أسباب ابتعادها عن السينما.
تقول يسرا: أجسد في «بني يوسف» شخصية مستشارة قانونية، تمر بأزمة في حياتها منذ أن تفقد نجلها في حادث وحتى يحكم عليها في جريمة قتل، مما يعرضها لصدمة نفسية، تعيش بسببها بين الحقيقة والخيال، ويسعى البعض لاستغلال ذلك.
ولأنها سيدة قانون، تعرف أن الأمانة وشرف المهنة يحتمان عليها قول الحقيقة، لكنها تقع في حيرة من أمرها أثناء المحاكمة، هل تقول ما ينقذها أم تقول ما يساعد في تشديد العقوبة عليها. وتستمر هذه السيدة في مواجهة ما تتعرض له من ظروف قاسية، حتى يظهر شخص لا تعرفه ينقذها في نهاية الأحداث.
> ألا تخشين من المقارنة مع مسلسل «فوق مستوى الشبهات» خصوصا أنك جسدت فيه أيضا شخصية مريضة نفسيا؟
- رغم أن المؤلف أمين جمال، شريك في كتابة المسلسلين، فإن الشخصيتين مختلفتان تماما، فمسلسل «فوق مستوى الشبهات» كنت أقدم فيه شخصية امرأة تتسول الحب من والدتها، وأصابها ذلك بعقدة نفسية، أما في «بني يوسف» فالبطلة تتعرض لحادث تفقد فيه ابنها فتصاب بصدمة نفسية، وهذا شيء إنساني جدا، لكن هل هذه السيدة بالفعل مريضة، أم أن من حولها يريدونها مريضة، أم أنها وضعت في السجن لأنهم يعتقدون أنها مريضة؟.. كل هذه الأسئلة تجيب عنها أحداث المسلسل، التي تشارك فيها الطبيبة النفسية جورجيت سافيدس، بالعمل مستشارة للشخصية التي أجسدها لتخرج بشكل واقعي وعلمي، بالإضافة إلى ظهورها في الحلقات بشخصيتها الحقيقية.
> لماذا تلاحقك كل عام شائعات الخروج من سباق رمضان.. وإلى أي مدى يتأثر التصوير بإصابتك في قدمك؟
- تأجيل مسلسل يسرا، هي بالفعل شائعة مغرضة تلاحقني كل عام، ولا أعرف من يروجها، ولكن الأكيد أن هناك من يتعمد ذلك، والغريب أن هذا العام قيل أن سبب تأجيل المسلسل عدم الانتهاء من الكتابة، والحقيقة أن هناك 21 حلقة بالفعل مكتوبة، وجاري الانتهاء من الحلقات المتبقية.
قيل أيضا إن المسلسل بدأ تصويره متأخرا، والحقيقة أنني لأول مرة أبدأ التصوير مبكرا، فنحن نصور منذ شهر ونصف تقريبا. ثم مؤخرا، وبعد إصابتي في قدمي أثناء التصوير، قيل إن التصوير سيتوقف، والحقيقة أنه مستمر، وطلبت من المخرج محمد علي، أن يصور مشاهدي وأنا جالسة، حتى أنتهي من العلاج وأعود لكامل لياقتي إن شاء الله خلال أسبوع.
> كيف رأيت قرار تحديد حد أقصى لأسعار المسلسلات في مصر... هل يفيد الصناعة أم يضرها؟
- لا أعترض على القرار، لأنه يستهدف تنظيم الصناعة وإعادة ترتيب السوق، لكن ملاحظتي عليه أنه يصنف المسلسلات لفئتين فقط، وكان يجب أن تصنف لثلاثة فئات، لأننا لدينا 3 مستويات للفنانين، «ميغا ستار»، و«ستار» و«الفنان العادي»، وبالتالي لم يكن طبيعياً، أن تتم المساواة في السعر بين أعمال فئتين سواء الأولى والثانية، أو الثانية والثالثة.
> إذا انتقلنا للغناء، كيف استقبلت نجاح «3 دقات»؟
- أعتقد النجاح الذي حققته أغنية «3 دقات» لم يحدث مع أغنية مصرية، أو عربية في التاريخ، لذلك يجب أن نتعامل معها باعتبارها أغنية عالمية، فنسبة مشاهدتها على الإنترنت تجاوزت 150 مليون مشاهدة خلال 3 أشهر فقط، وهذا النجاح أنا شخصيا لم أعرف طعمه من قبل، ولم أتوقعه أنا وفريق عمل الأغنية بالكامل.
وتأثير الأغنية تخطى الحدود، لدرجة أن الأطفال الصغيرة التي لا تجيد العربية، يحاولون حفظها، وهناك أيضا أميركية وإنجليزية تغنيانها بالعربية، كذلك لاعب كرة القدم الإسباني الشهير فابريغاس ظهر في فيديو شهير عبر صفحته الرسمية بموقع «إنستغرام» يستمع إلى الأغنية في سيارته، حتى عندما أشيع أنها مسروقة من أغنية إسبانية، خرج المغني الإسباني، وقال إنه هو الذي أخذها من «أبو» وليس العكس.
> كيف أقنعك «أبو» بمشاركته الغناء؟
- البداية كانت باتصال منه يعرض علي مشاركته الغناء، ولم أكن أعرفه في هذه اللحظة، وذهبت إلى استوديو الصوت، ولم يكن شيئا محسوبا على الإطلاق، لكن عندما علمت أن السيناريست تامر حبيب، هو من كتب الجزء الذي أقوم بغنائه اطمأن قلبي قليلا، وبعد استماعي إلى اللحن سجلت المقطع الخاص بي 16 مرة خلال ساعتين، ثم غادرت الاستوديو، وقلت لـ«أبو» إذا لم يكن صوتي مناسباً احذفه من الأغنية.
والغريب أن المهندس نجيب ساويرس منتج الأغنية، عندما سمعها لأول مرة أثناء مشاركتنا في الدورة الأولى لمهرجان الجونة، قال لـ«أبو» إنه لأول مرة يسمع أغنية عربية تجعله يتأثر وتلمس مشاعره لدرجة تدمع فيه عيناه، كما لم يصدق أنني التي أشارك في الغناء، وهنا يجب أن أعترف بأن أحدا لم يفهم الطبقة المناسبة لصوتي، إلا شخصان فقط، هما حسين الإمام يرحمه الله، وأبو.
> هل هذا النجاح يمكن أن يدفعك للعودة إلى الغناء بشكل احترافي؟
- الكثير لا يعرف أنني قبل أن أنجح في التمثيل، حققت نجاحا في الغناء، وكان النموذج الذي أريده هو سعاد حسني وشادية، كانتا تجمعان بين التمثيل والغناء، وحققتا نجاحا في المجالين، وحينها بالفعل تقدمت لنقابة الموسيقيين وحصلت بالفعل على العضوية بعد اجتيازي للجنة، كان أعضاؤها الأساتذة الكبار محمد سلطان وحلمي بكر، ولم أستمر في الغناء لأنني انشغلت بالتمثيل ونجحت فيه أكثر.
لكني لم أتوقف عن الغناء، فلدي أغنية باللغة الفرنسية في فيلم «عمارة يعقوبيان»، وقدمت أيضا فيلم تلفزيوني غنائي، لجنة الموسيقار حلمي بكر، وتجارب أخرى لكنها لم تكن بنفس نجاح «3 دقات».
وبالمناسبة، أنا لدي 23 أغنية مسجلة بالفعل أشارك فيها الغناء المطرب محمد منير من ألحان حسين الإمام، ضمن فيلم غنائي كان من المقرر أن نقوم ببطولته من إخراج خيري بشارة، وجميعها لم يرَ النور، رغم أننا استغرقنا 4 أشهر في تسجيلها بأحد استوديوهات منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.
> رغم مشاركتك الفعالة في المهرجانات السينمائية، فإنك ابتعدت عن السينما... لماذا؟
- لأن السينما الموجودة حاليا ليست السينما التي نعرفها، أصبحت تشبه «تيك أواي»، فالمنتج يريد من المؤلف أن ينتهي من الكتابة سريعا، ومن المخرج أن ينتهي من التصوير سريعا، حتى يلحق بالعرض سريعا، ويحقق أرباحا سريعة.
فالحسابات تغيرت، وأنا بشكل شخصي لكي أعود للسينما، أحتاج إلى موضوع جيد يعيدني، تتوفر فيه كل أسباب النجاح، وبالمناسبة آخر أفلامي «جيم أوفر»، الذي طرح في 2012، رغم أنه حقق إيرادات تزيد عن 8 ملايين جنية قليلا، فإنه كان فيلما ناجحا، لأن ظروف البلد وقت عرضه، لم تكن تسمح بأن يحقق أي فيلم أكثر من ذلك، بسبب عدم الاستقرار.
أما مسألة المشاركة في المهرجانات السينمائية مؤخرا، كرئيس شرفي لمهرجان القاهرة الدولي، وفي اللجنة الاستشارية لمهرجان الجونة في دورته الأولى، فهذا أعتبره مهمة وطنية وليست سينمائية فقط، لأن مصر هي رقم 1 بالنسبة ليسرا، وقد أخذت عهداً على نفسي، ألا أبخل على بلدي باسمي، ولذلك كلما جاءت فرصة أن أشارك في تشريف بلدي، لن أتردد.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».