أدانت الحكومة اليمنية، أمس، قيام ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية، بالاعتداء على السفارة العراقية في صنعاء، ومصادرة قطعة الأرض الممنوحة للسفارة، وذلك في وقت فرضت فيه الميليشيات «الملازم الخمينية» ضمن المناهج المقررة على طلبة الجامعات في سياق تكريسها للتبعية الطائفية لإيران.
ووصفت وزارة الخارجية اليمنية اعتداء الميليشيا الانقلابية على السفارة العراقية في صنعاء والأرض التابعة لها بأنه «تحدٍّ سافر للمواثيق والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول». وقالت الوزارة في بيان رسمي «إن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية سياسة ممنهجة دأبت الميليشيا الانقلابية على اتباعها، وهو مؤشر للسقوط الأخلاقي والقيمي لتلك الميليشيا التي لا يمكن أن ترتقي إلى مستوى فهم القواعد والأعراف الدبلوماسية واحترامها والالتزام بها».
وشدد البيان الحكومي على أن أفعال الجماعة الحوثية «تثبت بأن الحل الوحيد لمشكلة اليمن هو في إنهاء الانقلاب وإنهاء تسلط الميليشيا واحتلالها للعاصمة ومؤسسات الدولة، وفي تضافر الجهود الدولية لتحقيق ذلك، انتصاراً للقوانين والمواثيق الدولية ورفضاً لاستمرار قانون الغاب الذي تتعامل به ميليشيا الانقلاب».
وحذرت الخارجية اليمنية من مغبة تكرار أمثال هذه الأفعال التي وصفتها بـ«المشينة والمسيئة»، وتوعدت الجناة من عناصر الحوثي بأنهم «سينالون جزاءهم العادل والرادع، ولن يفلتوا من العقاب».
وتزامن الاعتداء الحوثي على السفارة العراقية في صنعاء، مع فرض الجماعة رسمياً «الملازم الخمينية» على طلبة الجامعات اليمنية، ضمن المقررات الدراسية الإلزامية، في سياق سعيها لتجريف الهوية الثقافية لليمنيين وتأكيد التبعية الطائفية لإيران. وكشفت مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء، وهي كبرى الجامعات اليمنية، أن الميليشيا الحوثية أضافت جزءاً كبيراً من «الملازم الخمينية» إلى مقرر «الثقافة الإسلامية» الذي يدرّس إلزامياً لطلبة السنة الأولى.
وقالت المصادر إن الأجزاء المضافة إلى المقرر الدراسي قام بإضافتها المسؤول الثقافي للجماعة ويدعى قاسم أبو عواضة، وهو الشخص المعني بكتابة «الملازم» التي كان قد نقلها من مؤسس الجماعة حسين الحوثي إلى اليمن. وتركز الأجزاء المضافة إلى المنهج الجامعي على «العداء للمملكة العربية السعودية، وتعميق التبعية الطائفية لإيران، وامتداح (حزب الله) اللبناني»، حسب ما ذكرته المصادر. كما أنها تعارض الأفكار والقيم العقائدية المعتدلة التي كانت تدرّس للطلبة في الجامعات اليمنية منذ عقود.
وفي هذا السياق، كان المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية قد بث في وقت سابق مقطعاً مصوراً لأسيرين حوثيين أُلقي القبض عليهما في جبهة «نهم» شمال شرقي صنعاء، تضمن اعترافاً بتلقيهما تدريبات ميدانية على يد خبراء من «حزب الله» اللبناني. ورافق استمرار الميليشيات الحوثية في «طمس الهوية اليمنية» إصرارها على تجويع اليمنيين وتعميق معاناتهم معيشياً من خلال إجراءاتها التي تسببت في رفع أسعار السلع الأساسية والوقود. وأدت تصرفات الميليشيا، أمس، إلى رفع أسعار الغاز المنزلي إلى مستوى قياسي غير مسبوق، وهو ما لا يستطيع أغلب الأسر تحمله، لجهة عدم دفع الرواتب للموظفين في مناطق سيطرة الجماعة.
وشوهدت طوابير طويلة من المواطنين في أحياء العاصمة، في انتظار الحصول على أسطوانة الغاز المنزلي من محطات التعبئة التي حددتها الجماعة رسمياً بأسعار مخفضة نسبياً.
إدانة حكومية للاعتداء الحوثي على السفارة العراقية في صنعاء
إدانة حكومية للاعتداء الحوثي على السفارة العراقية في صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة