ميلاني الترك محامية تدافع عن الحجاب بالابتكار

ميلاني الترك محامية تدافع عن الحجاب بالابتكار
TT

ميلاني الترك محامية تدافع عن الحجاب بالابتكار

ميلاني الترك محامية تدافع عن الحجاب بالابتكار

لم تكن ميلاني الترك، المدير التنفيذي لعلامة «هت حجاب»، ومعناها «بيت الأوشحة» الأميركي، تعرف أن رغبتها، أو بالأحرى حاجتها، إلى ارتداء حجاب أنيق، ستتحول إلى قصة ملهمة وتجارة رابحة توازن بين شغف الموضة والتمسك بهويتها وبالتقاليد الإسلامية.
تروي ميلاني الترك، وهي من أب لبناني وأم فلبينية، أنه من الصعب على فتاة مسلمة تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، أن تجد أوشحة تُلبي كل احتياجاتها في مجتمع ينظر للحجاب بسلبية. وتشير إلى أن هذه السلبية دفعت بعض الفتيات للعزوف عنه حتى لا يعانين من التمييز، وهو ما كان من الأسباب التي حفزتها على اتخاذ قرار تصميم حجاب يرضي شابات من جيلها، من جهة ويحمل رسالة راقية عن دينها من جهة ثانية.
في البداية كانت ميلاني، تبحث عن بُغيتها في المحلات الكبيرة مثل «إتش أند إم» ولكنها كانت تشعر بأنها غير ملائمة لتغطية الرأس بشكل جيد. فخامتها وحجمها غير مناسبين للحصول على نتيجة عملية وأنيقة. تروي ميلاني قائلة: «كل الأسباب السابقة جعلتني أفكر جديا في تأسيس علامتي». وهو ما كانت تتخوف وتتهرب منه في البداية رغم تشجيع زوجها. تعترف أنها لم تكن متحمسة إلى حد أن تصبح لها علامتها الخاصة، فشغفها كان في البداية كشغف أي فتاة للموضة، خصوصا أنها لم تدرس تصميم الأزياء أو تفكر فيه سابقا، فهي خريجة قانون وتمتهن المحاماة في حياتها. تقول: «صحيح أنني مهتمة بالموضة عموما، ولا أنكر أنها تلعب جزءا مهما في حياتي كأي امرأة، لكني كنت في البداية أرى أن في الربط بينها وبين الزي الإسلامي نوع من التناقض، فالحجاب لم يكن بالنسبة لي موضة بقدر ما كان تعبيرا عن هويتي وتمسكا بتقاليدي».
كلما اقتربت من شابات مسلمات يعشن في أميركا واستمتعت إلى مدى معاناتهن في هذا المجال، زادت قناعتها بأن الأناقة لا تتعارض مع دينها ولا هويتها بل بالعكس تماما يمكنها أن توصل رسالة إيجابية من خلالها. وهكذا أطلقت «هت حجاب» في عام 2010.
كانت البداية متواضعة وخجولة، طرحت فيها عدداً من الأوشحة التقليدية، استوحتها من ثقافات متعددة، واستعملتها كوسيلة لجس نبض السوق، ولترى مدى تقبل من حولها للفكرة، خصوصا أن الإمكانيات المادية لم تكن تساعدها آنذاك لإطلاق خط تجاري بشكل موسع. فوجئت بأن كل قطعة طرحتها بيعت في وقت قياسي لتنهال عليها الطلبات لتقديم المزيد.
بعد مرور 8 سنوات، نجحت في سد حاجة شابة مسلمة تعيش في مجتمع غربي، وفي الوقت ذاته التغلغل في عالم الموضة. فهي تشارك الآن في أسابيع الموضة وتظهر أوشحتها في جلسات تصوير في مجلات عالمية. ما ساعد على انتشارها وحصولها على شعبيتها أنها افتتحت قناة على «اليوتيوب» تستعرض فيها طرقا مبتكرة لارتداء الحجاب، حتى لغير المسلمات. ففي وقت تنادي فيه الموضة باحتضان الآخر وتندد بالسياسات التفريقية، فهناك عدد لا يستهان من النساء الغربيات يقبلن عليها من باب الاختلاف والتميز.
آخر إنتاجاتها أطلقت عليه عنوان «المجموعة الفاخرة» وهو عبارة عن أوشحة مصنوعة من الحرير بنسبة 100 في المائة ومطرزة بأحجار كريستال سواروفسكي أخذ بعضها شكل عمامة مطرزة بالذهبي والفضي مع وشاح حريري يستخدم كطبقة خارجية لتناسب مناسبات المساء والسهرة أيضا.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
TT

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن الأوضاع لن تكون جيدة في عام 2025. فالركود الاقتصادي مستمر، وسيزيد من سوئه الاضطرابات السياسية وتضارب القوى العالمية.

حتى سوق الترف التي ظلت بمنأى عن هذه الأزمات في السنوات الأخيرة، لن تنجو من تبعات الأزمة الاقتصادية والمناوشات السياسية، وبالتالي فإن الزبون الثري الذي كانت تعوّل عليه هو الآخر بدأ يُغير من سلوكياته الشرائية. مجموعات ضخمة مثل «إل في إم آش» و«كيرينغ» و«ريشمون» مثلاً، وبالرغم من كل ما يملكونه من قوة وأسماء براقة، أعلنوا تراجعاً في مبيعاتهم.

أنا وينتور لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

لكن ربما تكون بيوت بريطانية عريقة مثل «مالبوري» و«بيربري» هي الأكثر معاناة مع قلق كبير على مصير هذه الأخيرة بالذات في ظل شائعات كثيرة بسبب الخسارات الفادحة التي تتكبدها منذ فترة. محاولاتها المستميتة للبقاء والخروج من الأزمة، بتغيير مصممها الفني ورئيسها التنفيذي، لم تُقنع المستهلك بإعادة النظر في أسعارها التي ارتفعت بشكل كبير لم يتقبله. استراتيجيتها كانت أن ترتقي باسمها لمصاف باقي بيوت الأزياء العالمية. وكانت النتيجة عكسية. أثبتت أنها لم تقرأ نبض الشارع جيداً ولا عقلية زبونها أو إمكاناته. وهكذا عِوض أن تحقق المراد، أبعدت شريحة مهمة من زبائن الطبقات الوسطى التي كانت هي أكثر ما يُقبل على تصاميمها وأكسسواراتها، إضافة إلى شريحة كبيرة من المتطلعين لدخول نادي الموضة.

المغنية البريطانية جايد ثيروال لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

هذا الزبون، من الطبقة الوسطى، هو من أكثر المتضررين بالأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي فإن إمكاناته لم تعد تسمح له بمجاراة أسعار بيوت الأزياء التي لم تتوقف عن الارتفاع لسبب أو لآخر. بينما يمكن لدار «شانيل» أن ترفع أسعار حقائبها الأيقونية لأنها تضمن أن مبيعاتها من العطور ومستحضرات التجميل والماكياج وباقي الأكسسوارات يمكن أن تعوض أي خسارة؛ فإن قوة «بيربري» تكمن في منتجاتها الجلدية التي كانت حتى عهد قريب بأسعار مقبولة.

المعطف الممطر والأكسسوارات هي نقطة جذب الدار (بيربري)

«مالبوري» التي طبّقت الاستراتيجية ذاتها منذ سنوات، اعترفت بأن رفع أسعارها كان سبباً في تراجع مبيعاتها، وبالتالي أعلنت مؤخراً أنها ستعيد النظر في «تسعير» معظم حقائبها بحيث لا تتعدى الـ1.100 جنيه إسترليني. وصرح أندريا بالدو رئيسها التنفيذي الجديد لـ«بلومبرغ»: «لقد توقعنا الكثير من زبوننا، لكي نتقدم ونستمر علينا أن نقدم له منتجات بجودة عالية وأسعار تعكس أحوال السوق».

الممثل الآيرلندي باري كيغن في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

«بيربري» هي الأخرى بدأت بمراجعة حساباتها؛ إذ عيّنت مؤخراً جاشوا شولمان، رئيساً تنفيذياً لها. توسّمت فيه خيراً بعد نجاحه في شركة «كوتش» الأميركية التي يمكن أن تكون الأقرب إلى ثقافة «بيربري». تعليق شولمان كان أيضاً أن الدار تسرّعت في رفع أسعارها بشكل لا يتماشى مع أحوال السوق، لا سيما فيما يتعلق بمنتجاتها الجلدية. عملية الإنقاذ بدأت منذ فترة، وتتمثل حالياً في حملات إعلانية مبتكرة بمناسبة الأعياد، كل ما فيها يثير الرغبة فيها.