كاميرا ذكية ترصد الجريمة وتبلغ الشرطة عنها في ألمانيا

تتابع حركة الناس في أثناء شجار أو عراك بالأيدي

كاميرا تتعرف على مختلف الأسلحة (د.ب.أ)
كاميرا تتعرف على مختلف الأسلحة (د.ب.أ)
TT

كاميرا ذكية ترصد الجريمة وتبلغ الشرطة عنها في ألمانيا

كاميرا تتعرف على مختلف الأسلحة (د.ب.أ)
كاميرا تتعرف على مختلف الأسلحة (د.ب.أ)

ما عادت رجال الشرطة الألمان بحاجة إلى مراجعة ما سجلته كاميرات الفيديو بعد الآن في تحقيقاتهم، لأن الجيل الجديد منها يرصد ما يحدث من جنايات في الشارع ويبلغ رجال الشرطة في الحال عنها.
وأصبحت مدينة مانهايم الألمانية، في ولاية بادن فورتمبيرغ، أول مدينة تستخدم نظام الرقابة الجديد من إنتاج معهد فراونهوفر المعروف. وأطلقت الشرطة على النظام الجديد من كاميرات الفيديو الذكية اسم «رقمياً ضد اللصوص».
ويشتمل جيل الكاميرات الذكية على أنظمة للرقابة بالفيديو وأنظمة كومبيوترية تجمع بين تحليل حركة المشاة وأنظمة التعرف على مختلف الأسلحة. ويعول كريستيان شبيشت، عمدة المدنية، ورئيس شرطتها توماس كربر، على نظام «مانهايمر فيغ2.0» لتقليل الجريمة في شوارع المدينة.
ومع الإعلان عن البدء بتطبيق النظام، اتهمت المنظمات الإنسانية شرطة مانهايم بالتحول إلى «أخ كبير» (في رواية 1984 لجورج أورويل) يراقب الناس ويحصي أنفاسهم. وأكد العمدة شبيشت أن «مانهايمر فيغ2.0» لا يستخدم نظام التعرف على الوجوه من بعد، ولا يحلل موجات أصواتهم ويسجل أحاديثهم، وإنما يستخدم أنظمة تحليل حركة البشر للتبليغ عن الجريمة.
يتألف النظام من 72 كاميرا فيديو دقيقة مبثوثة في28 مكاناً، وترسل ما ترصده من مشاهد وحركات مشبوهة في الحال إلى نظام كومبيوتري تحليلي، من إنتاج معهد فراونهوفر، ويتولى الكومبيوتر خلال ثوان تحليل اللقطات.
يشتعل نور أحمر، مع صوت إنذار، حال أن يرصد النظام حركة ركض أو ضرب بالأيدي، أو حركات غير طبيعية. وقدر رئيس الشرطة الحاجة إلى دقيقتين بين رصد الكاميرا للحدث ووصول سيارة الشرطة إلى مكان الحدث. وطبيعي لا يحتاج مثل هذا النظام إلى شرطي يراقب ما تنقله الكاميرا من صور طوال 24 ساعة.
والنظام يحلل الحركة عندما يمد النشال يده في جيب الآخرين، ويرصد حركة الناس أثناء شجار أو عراك بالأيدي، ويرصد الأسلحة البيضاء والنارية ويبلغ عنها الشرطة في الحال. كما أنه يرصد سقوط أحدهم على سكك المترو ويستدعي الشرطة والإسعاف مباشرة.
ينص القانون الألماني على بث أنظمة الراقبة في الفيديو في «بؤر» الجريمة في المدينة، ولذلك تم نصب «مانهايمر فيغ2.0» قرب المحطة الرئيسية، وفي (باراده بلاتس وماركت بلاتس وبرايته شتراسه والته ميسبلاتس).
وأكد رئيس الشرطة كوربر أن الشرطة نبهت المواطنين إلى نصب هذا النظام في هذه المناطق. وأضاف أن نقل أحداث الشارع سيتم من دون تسجيل صوتي، وأن الأفلام ستمحى بعد مرور 72 ساعة.
وظفت المدينة1.1 مليون يورو في نصب نظام الكاميرات الذكية التي تبلغ الشرطة بنفسها، وأكد كوربر أن شرطة مانهايم لديها ما يكفي من الخبرة اللازمة لتطبيق النظام. وأضاف: «لسنا مصابين بعمى ألوان يقف أمام أنوار المرور».


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».