تركيا تعلن مقتل 67 من جنودها بعملية «درع الفرات»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الأناضول)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الأناضول)
TT

تركيا تعلن مقتل 67 من جنودها بعملية «درع الفرات»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الأناضول)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الأناضول)

أعلنت تركيا عن مقتل 67 من جنودها في عملية درع الفرات التي أطلقتها في 24 أغسطس (آب) 2016، ضد تنظيمات تصفها أنقرة بـ"الإرهابية" شمال سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في خطاب ألقاه أمس أمام حشد من انصاره بولاية شانلي أورفة جنوب البلاد، إن 67 من أفراد الجيش التركي قتلوا في عملية "درع الفرات"، كما فقد "الجيش السوري الحر" أكثر من 500 من عناصره في تلك العملية، على حد تعبيره.
وأكد اردوغان أن "عمليات القوات التركية ستستمر خارج حدود البلاد، في حال عدم ابتعاد المنظمات الإرهابية عن المناطق المجاورة للحدود التركية".
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن اردوغان قوله "لن نسمح للمنظمات الإرهابية برفع أعلامها بالقرب من حدودنا، بغض النظر عن اسم التنظيم، سواء كان داعش أو حزب الاتحاد الديمقراطي، أو حزب العمال الكردستاني". وأضاف أن "العديد من الدول الغربية والمنظمات الإرهابية، تسعى جاهدة لعرقلة تقدم تركيا وتطورها في كافة المجالات". وقال "الغرب والإرهابيون، يحاولون دفع الشعب التركي لرفض التعديلات الدستورية التي سيتم الاستفتاء عليها في 16 (من الشهر الحالي)".
وأكد الرئيس التركي أن بلاده لن توقف عمليتها العسكرية ضد الفصائل الكردية في عفرين شمال غربي سوريا حتى يتم القضاء على "حزب العمال الكردستاني" المصنف تنظيما إرهابيا من قبل أنقرة التي تعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي، و"وحدات حماية الشعب امتدادا سوريا لحزب "العمال الكردستاني". معلنا أن نحو 140 ألف سوري عادوا إلى ديارهم في مناطق تم تأمينها نتيجة عملية "درع الفرات"، وتعهد بأن تعود عفرين التي تجري فيها عملية "غصن الزيتون" لأهلها.
يذكر أن تركيا قد شنت بين أغسطس (آب) 2016 ومارس (آذار) 2017 عملية "درع الفرات" في شمال سوريا لمساندة الجيش السوري الحر في تطهير المناطق الحدودية من عناصر تنظيم "داعش".



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.