مقتل 9 من عائلة واحدة بالغوطة... والأمم المتحدة: حان الوقت لوقف هذا الجحيم

روسيا تصف الهجوم بغاز الكلور بأنه «استفزاز»

طفل سوري يتلقى العلاج عقب هجوم على الغوطة الشرقية بسوريا (أ.ف.ب)
طفل سوري يتلقى العلاج عقب هجوم على الغوطة الشرقية بسوريا (أ.ف.ب)
TT

مقتل 9 من عائلة واحدة بالغوطة... والأمم المتحدة: حان الوقت لوقف هذا الجحيم

طفل سوري يتلقى العلاج عقب هجوم على الغوطة الشرقية بسوريا (أ.ف.ب)
طفل سوري يتلقى العلاج عقب هجوم على الغوطة الشرقية بسوريا (أ.ف.ب)

قُتل عشرة مدنيين على الأقل، تسعة منهم من عائلة واحدة في مدينة دوما، جراء غارات لقوات النظام السوري، رغم طلب مجلس الأمن هدنة في سوريا «من دون تأخير»، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الاثنين).
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا جراء غارات لقوات النظام بعد منتصف الليل على مدينة دوما، فيما قتل مدني عاشر اليوم (الاثنين) في قصف صاروخي على مدينة حرستا».
وفي سياق متصل، قالت الإدارة الصحية في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، في بيان لها، إن أشخاصا عانوا من أعراض مماثلة للمتعرضين لغاز الكلور في منطقة الغوطة الشرقية.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الاثنين)، الأطراف المتحاربة في سوريا إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما في عموم البلاد.
وقال غوتيريش، في افتتاح الجلسة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف التي تستمر أربعة أسابيع: «ليس بوسع الغوطة الشرقية الانتظار. حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض».
وأضاف غوتيريش أن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوصيل المساعدات الضرورية وإجلاء المصابين بجروح خطيرة من منطقة الغوطة الشرقية التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة وتقع خارج دمشق ويعيش فيها 400 ألف شخص تحت الحصار.
وقال مفوض حقوق الإنسان بالمنظمة الدولية الأمير زيد بن رعد الحسين، إن الضربات الجوية على الغوطة الشرقية تواصلت صباح اليوم (الاثنين). جاء ذلك عقب أسبوع من إدانته للهجمات على المدنيين السوريين في الغوطة الشرقية ووصفها بـ«حملة إبادة وحشية».
وكان مجلس الأمن قد صوت (السبت) بالإجماع لصالح قرار الهدنة في سوريا.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم (الاثنين)، إلى تطبيق فوري للهدنة التي طلبها مجلس الأمن الدولي في سوريا لمدة 30 يوما، لإفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء حالات طبية.
وقالت موغيريني، عند بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: «هذه الهدنة يجب أن تطبق على الفور».
واعتبرت أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وأيدته روسيا يشكل «خطوة أولى» ضرورية ومشجعة، لكن «الوضع على الأرض يتدهور بشكل دراماتيكي، خصوصا من وجهة النظر الإنسانية».
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، إن «الادعاء بالهجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية من قوات النظام السوري هو (استفزاز) يهدف إلى تخريب وقف إطلاق النار في المنطقة».
وتابع لافروف، وفقا للوكالة الروسية، أن وقف إطلاق النار الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي سيبدأ عندما تتفق كل الأطراف على كيفية تنفيذه، حسب قوله.
وأضاف لافروف: «نتوقع مزيدا من التصريحات الكاذبة عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا... وسنطلب من واشنطن تفسيرا للتصرفات التي تنتهك وحدة الأراضي السورية».
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن «الوضع في الغوطة الشرقية بسوريا يبعث على القلق الشديد، وإن فصائل المعارضة هناك يتحتجز المدنيين رهائن».
وأضاف بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «الإرهابيون لا يلقون أسلحتهم ويتخذون السكان المحليين رهائن. هذا هو السبب الرئيسي في موقف بالغ التوتر».
واستشهد بيسكوف ببيان لوزارة الدفاع الروسية صدر أمس (الأحد) قال إن موسكو لديها معلومات عن احتمال استخدام فصائل المعارضة في سوريا لمواد كيماوية في الغوطة الشرقية، على حد قوله.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.