مبارك آل ثاني لـ {الشرق الأوسط}: سنعود إلى قطر لتنظيفها من عبث النظام

قال إن حالات التذمر والخوف {تزداد يوماً بعد يوم}... وأبدى استعداداً للتعاون مع الشيخ تميم {إذا تبرأ من الفوضى} في عهد والده

الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني
الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني
TT

مبارك آل ثاني لـ {الشرق الأوسط}: سنعود إلى قطر لتنظيفها من عبث النظام

الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني
الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني

قال الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، الذي أعلن عن اسمه أخيراً ضمن المعارضين للنظام الحاكم في قطر من أبناء أسرة آل ثاني، إن الشعب القطري بات يعيش في قلق كبير بسبب أعمال القمع التي تقوم بها حكومته، والتي قطعت علاقات بلاده الأسرية والسياسية مع أشقائها في البيت الخليجي، مشيراً إلى أن الشعب القطري يعاني حالياً من غلاء المعيشة، وتأثرت حياته بسبب الركود الاقتصادي، وانقطاع في وصول البضائع، وبات يعتمد حالياً على ما يتوافر منها في المخازن.
ومبارك بن خليفة آل ثاني، وهو أحد المشاركين في اجتماع «إنقاذ قطر»، الذي دعي إليه أكثر من 20 شخصاً من أسرة آل ثاني، أكد في حوار مع «الشرق الأوسط» أنه سيعود مع رجالات آل ثاني إلى قطر، للعمل على {تنظيفها} من النظام الحاكم، وسياسته {العبثية} التي تعمل على التفرقة بين دول الخليج. وقال إن كثيرين من أسرة آل ثاني تواصلوا معه، «وأبدوا رغبتهم في الانضمام إلى المساعي المبذولة لإنقاذ قطر من سياسة الحكومة الحالية». ولفت إلى أن هؤلاء {غير راضين عما يحدث في البلاد}، بل ويخشون على سلامة أبنائهم وأملاكهم... ولو خالف أحدهم أوامر النظام يتم الرد عليه بقسوة بالغة.
وكشف مبارك آل ثاني خلال الحوار الذي جرى في مقر إقامته في العاصمة السعودية، الرياض، أن هناك جهداً يجري {من أجل الحفاظ على قطر من عبث النظام}، مشيراً إلى أنهم مستعدون للتصالح مع الشيخ تميم، أمير دولة قطر، {إذا تبرأ من كل من يحاول تعكير الصفو الخليجي، وكذلك الأعمال العبثية التي حدثت في عهد والده مثل الأحداث في ليبيا ومصر وغيرهما}، ويوافق على المطالب الـ13 للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك المبادئ الستة التي أعلنت في مصر.
وأكد الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، أن الحاكم الفعلي في قطر حالياً، هو حمد بن خليفة آل ثاني، وأن ابنه تميم هو مجرد «مبعوث قطري لأبيه في الخارج»، مشيراً إلى أن الشعب القطري تذمر من وجود القوات التركية على أراضيه، وخصوصاً الجيش القطري. ولم يستبعد مبارك آل ثاني أن يجري انقلاب في قطر، لا سيما في وجود سوابق مثيلة. وقال إن هناك طرفاً ثالثاً انضم إلى الحكومة من جديد، لمساعدتها بعد أن كان من المغضوب عليهم، وهو حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق.
وفي ما يلي نص الحوار:
- أكثر من سبعة أشهر على مقاطعة دول الرباعي العربي لقطر. كيف تصف الوضع الاجتماعي في الدوحة؟
- ليس هناك أحد من الشعب القطري يعيش براحة بعد مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطر. معظم الشعب القطري يخشى على تجارته وأملاكه، وفي الوقت نفسه ليس هناك أحد من أبناء الشعب القطري الأصليين، يريد الابتعاد عن الأشقاء في الخليج، خصوصاً وأن هناك روابط وصلات أسرية.
لدينا معلومات أن معظم الشعب القطري لا يستطيعون التواصل مع أهلهم في الخارج، أو الحديث عن الأزمة الحالية، عبر الهواتف القطرية تحسباً للقبض عليهم، بل يستخدمون أرقاماً لهواتف محمولة خلال وجودهم في الدول العربية أو الأوروبية، لكي يتحدثوا في ما بينهم. ما نستطيع أن نقوله إن الشعب القطري يدفع ثمن تصرفات الحكومة القطرية العبثية التي عزلت الشعب عن أشقائه في دول الخليج، وأدت إلى إيقاف بعض تجارته.
يعيش الشعب القطري في مرحلة ارتفاع تكلفة المعيشة، ومعظم التجار يعتمدون على إيراداتهم وإيجاراتهم داخل الدوحة، حيث أن الأزمة أدت إلى هبوط الأسعار وتسببت بركود اقتصادي، وبدت العقارات شبه خالية. وأوقفت تجارة القطريين بين دول الخليج، وانقطعت البضائع عن وصولها لقطر، وأصبحوا يعتمدون على ما يتوفر من بضائع في المخازن.
حالات التذمر تزداد يوماً عن يوم، والقمع والخوف لدى الشعب القطري بدأ يزداد، بسبب القرارات المتسارعة على المستوى الدولي في عناد الحكومة القطرية ورفضها قبول المطالب الـ13، وكذلك على المستوى المحلي من اعتقالات لكل من يعبر عن رفضه للممارسات التي تقوم بها الحكومة القطرية.
- هل تعرض أحد من الشعب القطري لحالات القمع والتهديد بعد الأزمة؟
- هناك حالات تعرضت للسجن منها أشخاص غير معروفين بين الشعب. وهناك من أسرة آل ثاني من سحبت جنسياتهم وصودرت أملاكهم ونهبت أموالهم. ولعل أبرز هذه الحالات ما تعرضت له أسرة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني من قمع بعد ضغط الحكومة القطرية على أسرة الشيخ الموجودة في الدوحة، لا سيما وأن منهج الشيخ عبد الله آل ثاني مختلف عن السابق. قبل ثلاثة أيام من ظهور المقطع المرئي، كنت على تواصل معه، وكان يثني على ما تقوم به السعودية من الضيافة وتسهيل أمور الشعب القطري خلال موسم الحج، وكذلك الإمارات التي استضافته معززاً مكرماً، وأكد أكثر من مرة أنه لن يغادر أبوظبي إلا في حال طلبت الإمارات ذلك.
والحديث عن تردي حالته الصحية بعد خروجه من أبوظبي، مزاعم كاذبة تبنتها الحكومة القطرية عبر أذرعها الإعلامية المحرضة. تواصلت مع أبناء عمه المقربين من آل ثاني، وأفادوني بأنه بصحة وعافية.
- ماذا دار في الاجتماع الأول لأفراد أسرة آل ثاني لـ«إنقاذ قطر»؟
- في البداية كنا متفرقين، كل في بلد حول العالم، وعقدنا العزم على اجتماع يكون في أوروبا ليلة يوم العيد الوطني القطري، وكنا أكثر من 20 شخصاً، وتباحثنا عن الأوضاع التي تجري في داخل قطر، وجمعنا الأفكار التي طرحت في الاجتماع للسعي لإنقاذ قطر على رأي واحد غير مختلفين عليه، ثم طلبنا من السعودية السماح لنا بالاستضافة على أراضيها، حتى لا نتفرق.
وهناك كثيرون من أسرة آل ثاني تواصلوا معنا، وأبدوا رغبتهم في الانضمام لنا في بذل المساعي للوقوف برأي لإنقاذ قطر من سياسة الحكومة الحالية. وطلبنا منهم عدم الظهور لتجنب تأثر تجارتهم ومصالحهم نتيجة سياسة القمع التي تستخدمها الحكومة القطرية. وفي حال استدعى الأمر سيكونون أول الملبين لنا.
السبب في هذا أن مجرد المعارضة للحكومة الحالية، تتسبب بحظر الحسابات المصرفية، وعدم الوصول إلى إيرادات بعض الأملاك من عقارات وبنايات سكنية. وعلى سبيل المثال دفعت رسوم الكهرباء والخدمات لبعض العقارات، وتم إيقاف المشروع، إضافة إلى ذلك نهبت مني مبالغ الرسوم، وهذا غيض من فيض.
ما يحصل من حالات القمع في داخل قطر ليس على مستوى أسرة آل ثاني فقط، بل يشمل الشعب القطري الذي يتمنى أن تصالح حكومته اليوم قبل الغد، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وأن تقبل بالمطالب، حيث أصبح المواطن القطري يخشى على حاله في خارج قطر حينما يلتقي مع بعض المواطنين من دول الخليج، ويخشى من الحديث معهم عما يجري من مضايقات في الداخل القطري، خوفاً من نقل شكواه إلى الحكومة القطرية.
- ماذا تفعلون الآن؟
- أولاً، نحن أفراد أسرة آل ثاني خارج قطر نشكر ونثمن الدعم الكبير والرعاية من الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. استضافتهم لنا كأخوة وأهل وأنهم خلصونا من التفرقة في أنحاء العالم، وأسكنونا بين أهلنا وعاملونا أكثر من معاملتهم لأنفسهم، فو الله لكأننا كبار آل سعود. وكلما دخلنا مكاناً وجدنا التقدير والترحيب، ولم يتأخروا عنا في أي شيء.
لذلك نجد عائلة آل ثاني تجتمع وتتماسك في ظل هذه الرعاية. إخواننا المترددون يأتون ويزداد عددهم ولا هم يجمعنا سوى خوفنا على قطر وحرصنا عليها وعلى أهلنا وتاريخنا وصورتنا، وبإذن الله سنحقق ذلك عاجلاً.
- ما موقف أسرة آل ثاني من أعمال قطر العدائية؟
- كبار رجالات أسرة آل ثاني غير راضين عما يحدث الآن في الداخل، بل ان جميعهم يخشون على سلامة أبنائهم ثم أملاكهم وحلالهم، حتى يتم الفرج من المولى عز وجل، ولو خالف أحدهم، سيتم الرد عليه كما لو كان أعلن حرباً على الحكومة.
- هل هناك اختلافات بين أسرة آل ثاني؟
- كبار آل ثاني غير مقتنعين تماماً بالسياسة التي تعمل عليها الحكومة القطرية، وهناك قلة تربطهم مصالح شخصية مع الحكومة القطرية، مثل عبد الله بن خالد آل ثاني، وزير الداخلية السابق، الذي أدرج ضمن قائمة 59 شخصاً تلاحقهم سلطات دول الرباعي العربي. هو ليست لديه مصالح تجارية في قطر، وإنما يعمل مع الحكومة القطرية لمصالح شخصية، ولو حاول عبد الله بن خالد معارضتهم، سيتم سجنه فوراً.
- إذن كيف يتم الحفاظ على قطر من عبث الحكومة الحالية؟
- لدينا كثير من العمل من أجل الحفاظ على قطر من العبث. ونحن أسرة آل ثاني في تحالف مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من أجل أن ترجع قطر إلى الحضن الخليجي، من غير حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي حال تبرأ الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، من كل من يحاول تعكير الصفو الخليجي، وكذلك الأعمال العبثية التي حدثت في عهد والده مثل الأحداث في ليبيا ومصر وغيرها، ويوافق أيضاً على المطالب الـ13 للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك المبادئ الستة التي أعلنت في مصر، سنعمل على الصلح معه.
- من يحكم قطر حالياً؟
- حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، وحمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق، وبعض من مستشاريهم المجنسين، وهؤلاء ليست لديهم الرغبة في بناء علاقات جيدة مع الدول الأربع، أما تميم آل ثاني هو أشبه بأن يكون مبعوث والده للدول للشؤون الخارجية.
- وُجدت القوات التركية على الأراضي القطرية بعد الأزمة. هل تذمر الشعب هناك؟
- طبعاً الشعب القطري تذمر من مشاهدة القوات التركية على أراضيه، خصوصاً الجيش القطري، حيث ان مهام القوات التركية في الدوحة حرس أميري، ومقر القوات بجانب قصر حمد بن خليفة آل ثاني الأمير السابق.
- وهل يقومون بحراسة قصر ابنه الشيخ تميم أيضاً؟
- تميم لديه حرس كونه أمير قطر، لكنه لا يقارن بالحراسات المشددة على قصر والده، ووجود الجيش التركي لحمايته من دون مراعاة ردة الفعل من الشعب أو الجيش القطري، لأن الحكومة لا تراعي الخوف من غزو عسكري، بل يخشون من الشعب نفسه.
- وماذا عن الحملات السياسية التي تقوم بها الحكومة القطرية في الدول الأوروبية والأميركية؟
- الحكومة القطرية لم تفِ بوعودها في الداخل مع شعبها، فما بالكم مع الدول الغربية؟ حتى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، كشف زيفهم وخداعهم، وبعض الأحيان وصل على مستوى الفرد الواحد.
ومعظم أسرة آل ثاني، وكذلك الشعب، وعدتهم الدولة بتسهيل أمور تجاراتهم ودعم نهضة البنية التحتية، ومنذ 1997 لم يستجد أي جديد، واقتصر الأمر على من تربطهم مصالح شخصية معهم، لذلك أصبح الكذب شعارهم، حيث أن تحريف الاتصال الذي دار بين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، واحد من آلاف الخدع التي تعمل عليها الحكومة القطرية.
- من هم مؤسسو قطر؟
- جاسم بن محمد آل ثاني هو مؤسس قطر، وجاسم عنده أبناء عدة، بينهم جدي هو ثاني بن جاسم بن محمد، شارك في {حرب الوجبة} في مايو (أيار) 1893، ضد الدولة العثمانية، حينما علموا أن الأتراك داخل القلعة يحشدون بنية الإغارة على مؤسس قطر، الجد جاسم بن محمد، وأصيب جدي في يده عندما طارت البندقية من يده ونزف الدم منه. ومن معنا في اجتماع كبار أسرة آل ثاني، الشيخ سلطان بن سحيم، جد والده هو عبد الله بن جاسم، والشيخ فهد آل ثاني الذي تعرض للتعذيب حينما طالب بإصلاحات داخلية في 2011، جده الشيخ أحمد، شقيق جاسم بن محمد مؤسس قطر.
- لماذا لا يؤخذ برأيكم كأعضاء في مجلس العائلة؟
- معظمهم استقالوا من مجلس العائلة، بعد أسبوعين أو ثلاثة، وتواصلوا معي شخصياً حول التجاوزات التي تدار داخل المجلس الذي تأسس في عام 2000، وكانت مهام المجلس القيام بكل الأمور الخاصة بشؤون العائلة الحاكمة، إلا أن المهام كانت عكس ذلك، واقتصر نشاط المجلس على إبلاغ الأسرة الحاكمة عن وفاة أحد منهم، أو الإعلان عن مناسبة زواج للأسرة.
كانت هناك مقترحات طرحت منذ الأيام الأولى لتأسيس المجلس، إلا أن الشيخ حمد بن خليفة، الأمير السابق، ينظر إلى المقترحات، ويوهمنا بالعمل عليها، ثم يتم إخفاء المقترح، وتبقى في المجلس الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة جمعية قطر الخيرية التي صنفتها الدول الأربع باعتبارها داعمة للإرهاب.
- لو استمرت المقاطعة... إلى أي مدى تصفون الحالة الاجتماعية القطرية؟
- العناد من الحكومة سيزيد، وسيتأثر الشعب القطري الأصلي، و90 في المائة منهم تذمروا من هذه التصرفات، للأسف المقاطعة سيكون ضحيتها الشعب.
- هل تعرضت لكم الحكومة القطرية؟
- حاولت الحكومة القطرية أن تضع لي كميناً، ليتم سجني بتهمة التحريض على خلاف داخل أسرة آل ثاني، حيث وصلنا خبر عن خلافات حصلت بين أقاربي، وعملوا منها قضية، وحينما حاولت العودة إلى الدوحة، طلب مني أحدهم وهو شخص مقرب جداً لأمير قطر السابق، عدم العودة بسبب أن هناك كميناً أرادت الحكومة إسقاطي أنا وشقيقي فيه، حيث كنت في باكستان، وشقيقي في بريطانيا، وسيتم إلباسي تهمة التحريض وتلفيق قضية من لا شيء.
كذلك ابن شقيقي، كان يعمل مساعد طيار في الخطوط القطرية، عندما عاد من رحلة عمل مجدولة، تم سجنه لمدة سنتين، منها 50 يوماً في سجن انفرادي، ثم أطلق سراحه من دون توجيه أي تهمة له.
- وماذا عن الرسائل التي يبثها الإعلام القطري؟
- الإعلام القطري مبني على مذهبه الحكومي، وهو التدليس وخداع الشعب. ومعظم الشعب القطري يفهم الأحداث التي تجري حالياً، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم تواصل معنا، وشرحنا لهم المزاعم التي تتحدث عن الغزو العسكري من الدول الأربع على قطر، ووضحنا لهم أن كلاً من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، تحرص في المقام الأول على الشعب القطري الذي تجمعهم به روابط وصلات أسرية، وأن مشكلة الدول الأربع مع شخص واحد يعمل خلف ابنه، هو حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، لأنه غير متفاهم مع إخوانه الخليجيين، على رغم الوعود التي قدمها لهم، وجميعها كانت باطلة.
ولا ننسى أيضاً الكويت التي تعمل على المصالحة الخليجية مع قطر، واستمر عملها منذ الأزمة وحتى الآن. هي أيضاً تعرضت للإساءة من الحكومة القطرية، والشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت ذكر ذلك، خلال لقائه أخيراً، مع دونالد ترمب، الرئيس الأميركي، في واشنطن.
- انتشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» باسمك تؤيد موقف الحكومة القطرية. هل لديك حساب في «تويتر»؟
- ليس لدي أي حساب في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر». من السهل إنشاء حساب باسم أي شخص من أسرة آل ثاني، ووضع صورة شخصية، كما فعلوا معي، لكن القطريين الأصلــيــين عــلــى علم ودراية بكل التحركات التي تستخدمها الحكومة القطرية، حتى باتت مكشوفة لهم، وهذا يكشف كذبهم وتدليسهم للحقائق.
- هل هناك قلق داخل الحكومة القطرية من عمليات انقلاب على الحكم؟
- القلق وارد، وسبق أن انقلب حمد بن خليفة على والده، خصوصاً وأن هناك طرفاً ثالثاً انضم إلى الحكومة من جديد لمساعدتها، بعد أن كان من المغضوب عليهم، وهو حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق الذي مد يده على استثمارات الدولة في أميركا والدول الأوروبية، وأثار ذلك غضب الحكومة آنذاك، وكانوا يريدونه بأي طريقة لاستعادة الأملاك.
حمد بن جاسم استغل أوضاع الأزمة القطرية مع الدول الأربع، وعاد إلى قطر ملبياً دعوتهم، من دون النظر إلى الاستثمارات التي استولى عليها.
- قطر تدعم أذرع الإرهاب في بعض دول العالم، لتلبية أغراض سياسية. هل الشعب القطري على علم بذلك؟
- طبعاً على علم بذلك، وتحدث عدد من الأشخاص في الحكومة عن هذه التصرفات، ولكن قوبل ذلك بالسجن أو الطرد من قطر. وهذا الأمر كان منذ مدة طويلة، كما أن هناك عدداً من القطريين طالب بالأموال التي تحول إلى الخارج في وقت كان التقشف يعم البلاد، فرد عليهم أمير قطر السابق: «هل تحاسبونني؟».
- كمعارضين لسياسة الحكومة. متى ستعودون إلى قطر؟
- سنرجع لقطر، ونعمل على تنظفيها، وفي أول فرصة، بمساعدة إخواننا الشرفاء في قطر، لتنظيفها من العبثية التي تعمل على التفرقة بين دول الخليج، بمساعدة مستشارين من خارج قطر، يقيمون على أراضيها.
بحول الله سترجع قطر، إلى شعبها وإخوانها وخليجها على أحسن مما كانت عليه في السابق.
إيماننا بالله، ثم بإخواننا القطريين الأصليين الذين عاهدونا وفي الوقت نفسه عاهدناهم على رفض أن تذهب بلادهم إلى أحضان إيران وغيرها من الدول التي تعمل على الفتنة.
- بعيداً عن السياسة، نعلم أنك تقيم في المملكة. كيف تقضي وقتك؟
- أملك كثيراً من الهجن وأدربها لدخول منافسات في السعودية والإمارات، وهي المسابقات التي يسعى إليها كل ملاك الهجن في الخليج لقوتها وأهميتها ولا هم لكل مالك هجن سوى المشاركة في مسابقات الهجن في السعودية والإمارات، وكل واحد يحلم بالفوز فيها.
حالياً أستمتع بالعيش في السعودية. أدرب الهجن كما ترى وأستمتع بهذه الأجواء من المحبة والروح الجميلة والمودة العالية من الاخوة والأصدقاء.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».