جنبلاط يلتقي الحريري في باريس قريبا لبحث الرئاسة.. وعون يطلق غدا «خطته البديلة»

البطريرك الراعي يجدد الدعوة إلى «مبادرة شجاعة»

جنبلاط يلتقي الحريري في باريس قريبا  لبحث الرئاسة.. وعون يطلق غدا «خطته البديلة»
TT

جنبلاط يلتقي الحريري في باريس قريبا لبحث الرئاسة.. وعون يطلق غدا «خطته البديلة»

جنبلاط يلتقي الحريري في باريس قريبا  لبحث الرئاسة.. وعون يطلق غدا «خطته البديلة»

تترقب القوى السياسية اللبنانية ما ستؤول إليه المشاورات واللقاءات الثنائية خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع موعد الجلسة السابعة المحددة لانتخاب رئيس لبناني جديد بعد غد الأربعاء. وفي حين من المتوقع أن يلتقي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، خلال اليومين المقبلين في العاصمة الفرنسية باريس، نفى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في تغريدة على موقع «تويتر» أمس الأنباء عن نيته القيام برحلات سفر قريبا، في إشارة إلى إمكانية لقائه الحريري.
وفي حين حدد جنبلاط الأسبوع الماضي مضمون الرسالة التي سينقلها إلى الحريري، ومفادها أنه يعارض وصول كل من عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع إلى سدة الرئاسة في لبنان، فإنه من المتوقع أن يطل عون في مقابلة تلفزيونية مساء غد (الثلاثاء)، على أن يطلق، وفق مصادر قريبة منه، «خطته البديلة» للرئاسة، علما بأن تقارير إعلامية أفادت أمس في بيروت بأن لقاء الحريري - عون وارد، وهو رهن ما ستتوصل إليه الاتصالات غير المباشرة بين الطرفين.
في موازاة ذلك، جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، الدعوة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مكررا مطالبة «المعنيين بمبادرة للحل شجاعة ومتجردة ومسؤولة». وأكد الراعي، خلال عظة الأحد أمس، أن «الشعب اللبناني لا يقبل بأي شكل إهمال نواب الأمة واجبهم الأساسي بانتخاب رئيس للبلاد، ولا يرضى بأن ينتهك الدستور والميثاق الوطني من دون أي رادع ضمير، وبأن تنتهك بالتالي كرامة الشعب والوطن»، مضيفا «لقد سئمنا كلنا هذه الممارسة السياسية المنافية لكل الأصول الديمقراطية والدستورية والميثاقية».
وينظر المسؤولون اللبنانيون بقلق إلى ما تشهده المنطقة على ضوء التقدم الذي يحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق وسوريا، إذ تجمع المواقف السياسية الصادرة في اليومين الأخيرين على وجوب التصدي لاتساع نفوذ التيارات المتشددة وتداعيات ذلك على لبنان، من خلال الإسراع بانتخاب رئيس جديد. وفي هذا السياق، قال النائب وليد جنبلاط أمس، إنه «اليوم وقبل كل شيء علينا أن نكون مثل سنابل القمح المليئة التي تنحني مع الريح، حيث تهب على المنطقة وتزداد العواصف والرياح من سوريا إلى العراق إلى كل مكان. كما أن علينا محاولة دائمة للحفاظ على الدولة اللبنانية على الرغم من كل شيء أو نحافظ على ما تبقى من تلك الدولة مع الأسف، وهذا الكيان والتعددية، على الرغم من الخلافات السياسية الهائلة». وأشار في كلمة ألقاها خلال حفل حزبي إلى وجوب أن «نحافظ على ما تبقى من لبنان الكبير الذي بني على أيام غورو وسايكس بيكو، يبقى إذا ما حافظنا عليه بالحوار».
وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الصحة المحسوب على جنبلاط، وائل أبو فاعور، أنه «آن الأوان لهذا الرقص فوق حافة الهاوية أن يتوقف، وآن الأوان قبل أن تأتينا صدمات أخرى كصدمة (داعش) أن نسلك المسار الصحيح في الملف الإرهابي، وآن الأوان لتجاوز الخيارات الحادة والوصول إلى رئيس توافقي».
وقال أبو فاعور، الذي التقى قبل يومين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في المغرب موفدا من جنبلاط «لهذا كان لكتلتنا مرشح نعتقد أنه يستوفي كل الشروط، ونأمل في أن ينال قبول كل الفرقاء»، موضحا أن لقاءه الحريري «كان ممتازا، والعلاقة بين الرئيس وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري كما في كل المراحل هي جيدة وراسخة، وحتى إذا ما تباينا فذلك من موقع الاحترام والصداقة والشراكة».
في موازاة ذلك، حذر «حزب الله»، على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق، من أن «الفراغ الرئاسي هو تهديد للمؤسسات ولمصالح الناس وللاستقرار في لبنان»، لافتا إلى أن «هناك بعض اللبنانيين ينظرون إلى الفراغ الرئاسي على أنه فرصة وليس تهديدا لتحقيق المزيد من المكاسب داخل السلطة والإمساك بها، وهذا لا يمت إلى المسؤولية الوطنية بشيء».
وجدد قاووق تحميل فريق «14 آذار» مسؤولية تعطيل التوافق على مرشح رئاسي، فاعتبر، خلال كلمة ألقاها أمس، أن «مناورات فريق 14 آذار الانتخابية أبقت جسد التوافق بلا عرس، فلا يمكن أن نسير في التوافق، وفريق 14 آذار حتى اليوم لم يحسم قراره فيه أبدا». وتابع «يعطلون سلسلة الرتب والرواتب والمؤسسات والمجلس النيابي وكل البلد لأنهم يجدون فرصة في تعزيز إمساكهم بالسلطة، وبذلك بات شعارهم نزعة السلطة أولا والسلسلة والرئاسة ومصالح الناس آخرا».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.