نيكي هيلي: خطة ترمب شبه جاهزة ولن يحبها الفلسطينيون والإسرائيليون

الرئيس الأميركي ينقل السفارة إلى القدس في الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل

نيكي هيلي وخلفها جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في جلسة مجلس الأمن يوم الثلاثاء (رويترز)
نيكي هيلي وخلفها جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في جلسة مجلس الأمن يوم الثلاثاء (رويترز)
TT

نيكي هيلي: خطة ترمب شبه جاهزة ولن يحبها الفلسطينيون والإسرائيليون

نيكي هيلي وخلفها جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في جلسة مجلس الأمن يوم الثلاثاء (رويترز)
نيكي هيلي وخلفها جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في جلسة مجلس الأمن يوم الثلاثاء (رويترز)

كشفت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، عن أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تكاد تنتهي من صوغ اقتراحات للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين «لن تكون محببة لدى أي من الطرفين، ولن تكون مكروهة من أي منهما».
وجاء كلامها فيما نقلت وكالة «رويترز» في تقرير من القدس عن إسرائيل كاتس، وزير المخابرات في حكومة بنيامين نتنياهو، تهنئته الرئيس ترمب على إعلانه أن السفارة الأميركية ستنقل إلى القدس في الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل. وقال كاتس في تغريدة على «تويتر»: «لا توجد هدية أفضل من ذلك. الخطوة الأكثر إنصافاً وصحة. شكراً لك أيها الصديق».
وقال مسؤول أميركي أكد نقل السفارة من تل أبيب إن ذلك سيحدث في مايو (أيار). وتحتفل إسرائيل هذا العام بذكرى قيامها في 19 - 20 أبريل (نيسان). كذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي إن نقل السفارة سيتم يوم 14 مايو.
في غضون ذلك، وفي رد على أسئلة طرحها أول من أمس (الخميس) المستشار الرفيع سابقاً للرئيس السابق باراك أوباما، ديفيد أكسيلرود، في معهد السياسة لدى جامعة شيكاغو، قالت هيلي إن المفاوضين الأميركيين، بقيادة صهر ترمب ومستشاره الرفيع لعملية السلام جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي لعملية السلام جايسون غرينبلات، «لا يزالون يذهبون ويعودون»؛ مما يعني «أن هناك الكثير من العمل على العقبات المختلفة التي ينبغي تجاوزها، والكثير من عمليات وضع النقاط على الحروف، والأهم من ذلك أنه يجب في النهاية على العرب والإسرائيليين قبوله (اقتراح ترمب)». وأضافت: إن «عليهم (أي العرب والإسرائيليين) أن يقرروا» قبول أو رفض الاقتراح الذي يُعتقد أنه سيدعو إلى تسوية على أساس حل الدولتين، مضيفة إنه «يصعب بالنسبة إلي أن أرى كيف يريدون» حلاً على أساس الدولة الواحدة، وهذا هو السبب في أن كلا الجانبين «يدفعان نحو حل الدولتين». وأفادت بأنه «إذا اتخذوا قراراً في شأن حل الدولتين، فإن الولايات المتحدة ستدعم (حل) الدولتين. وإذا ما قرروا حدوداً ما، فإن الولايات المتحدة ستدعم هذه الحدود».
وقالت: «لدي أمل، ولدي إيمان» بأن «الفلسطينيين يستحقون الأفضل والإسرائيليين يستحقون الأفضل. هم الآن في حال نزاع. هذا ليس وضعاً جيداً. وإذا وضع الزعماء جانبا كبرياءهم وغرورهم، وفكروا في شعبهم، وحسّنوا نوعية حياة ناسهم، هذا ما ستفعله عملية السلام».
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب مجلس الأمن الثلاثاء خلال اجتماع لمجلس الأمن بعقد مؤتمر سلام دولي للسلام في الشرق الأوسط بحلول منتصف عام 2018. وردت هيلي مدافعة عن قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذرة الفلسطينيين من «المطالب المطلقة والخطابات النارية ونشر الكراهية والتحريض على العنف». وأضافت: إن «المشكلة هي أن الأمم المتحدة أثبتت مراراً وتكراراً أنها منظمة متحيزة بشكل صارخ عندما يتعلق الأمر بإسرائيل»؛ الأمر الذي جعل المشكلة «أكثر صعوبة على حلها». وقالت: إن «الولايات المتحدة تعلم أن القيادة الفلسطينية كانت غير سعيدة ألبتة بقرار نقل سفارتنا إلى القدس. لم يكن عليك أن تحيينا على مثل هذا القرار، لم يكن عليك أن تثني عليه. لم يكن عليك حتى قبوله». وخاطبت عباس الذي خرج من القاعة فور انتهاء كلمته وقبل بدء ردها، مؤكدة أن «هذا القرار لن يتغير».
وبعد الاجتماع، أطلع فريق ترمب للسلام أعضاء مجلس الأمن على خطتهم الرامية إلى بدء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، متجاهلين طلب عباس.
وفي غزة، اعتبرت حركة «حماس»، في بيان أمس، أن إعلان الإدارة الأميركية قرب طرح خطتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل «ليس له قيمة». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن إسماعيل رضوان، القيادي في الحركة، قوله في بيان إن «الإعلان الأميركي عن طرح خطة السلام قريباً ليس له قيمة لأن الشعب الفلسطيني يرفض الخطة ولن يسمح بتمريرها». وأكد رضوان على التمسك الفلسطيني بالقدس «عاصمة فلسطين الموحدة لا شرقية وغربية وكل ما يقوم به الاحتلال من غطرسة، وعربدة في أراضينا المحتلة، لن يمر دون حساب».



​المعلمون اليمنيون بين سجون الحوثيين والحرمان من الرواتب

الحوثيون حولوا المدارس العامة إلى مواقع لاستقطاب المراهقين وإرسالهم إلى الجبهات (إعلام محلي)
الحوثيون حولوا المدارس العامة إلى مواقع لاستقطاب المراهقين وإرسالهم إلى الجبهات (إعلام محلي)
TT

​المعلمون اليمنيون بين سجون الحوثيين والحرمان من الرواتب

الحوثيون حولوا المدارس العامة إلى مواقع لاستقطاب المراهقين وإرسالهم إلى الجبهات (إعلام محلي)
الحوثيون حولوا المدارس العامة إلى مواقع لاستقطاب المراهقين وإرسالهم إلى الجبهات (إعلام محلي)

يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) باليوم العالمي للمعلم، فيما لا يزال المعلمون في اليمن يعانون من ويلات الحرب التي أشعلها الحوثيون، إذ اعتقلت الجماعة ألف معلم على الأقل، وأجبرت عشرات الآلاف على العمل من دون رواتب منذ ثمانية أعوام، في حين اضطر الآلاف إلى العمل في مجالات أخرى لتوفير لقمة العيش.

وإلى جانب تدني المرتبات في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وتأخر صرفها والنزوح القسري، طال من يعمل في قطاع التعليم الانتهاكات طوال العشر السنوات الأخيرة، سواء من خلال التسريح القسري والاختطافات، أو نتيجة تحويل الحوثيين المدارس والمؤسسات التعليمية إلى معسكرات لتجنيد الطلاب، أو نشر الأفكار الطائفية بهدف تغيير التركيبة المذهبية في البلاد.

انقلاب الحوثيين أدى إلى تدهور أوضاع المعلمين والطلاب على حد سواء (إعلام محلي)

في هذا السياق ذكرت الشبكة اليمنية لروابط الضحايا أن المعلم اليمني يستقبل هذه المناسبة وهو يعاني من انتهاكات جسيمة لحقوقه الأساسية، مما يحوّل هذه الذكرى إلى يوم حزين بدلاً من يوم احتفاء.

وقالت الشبكة إنه منذ ما يقارب عشر سنوات من الحرب التي تسبب بها انقلاب جماعة الحوثي على الدولة ومؤسساتها، يعاني المعلم من أزمة إنسانية متفاقمة، تتمثل في حرمانه من حقوقه المالية والمدنية والسياسية، وتعرضه لمختلف أشكال العنف والانتهاكات، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والاختطاف والتهجير القسري.

ووفق ما ذهبت إليه الشبكة، فقد أدت هذه الأوضاع «المأساوية» إلى تدهور حاد في مستوى التعليم، وتفشي الجهل والأمية بين صفوف الشباب. ومع تأكيدها أنها تدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها المعلمون في اليمن، أدانت بشدة جميع أشكال الانتهاكات التي يتعرضون لها خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، وطالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لإنهاء هذه الانتهاكات، وضمان حصول المعلمين على حقوقهم كاملة غير منقوصة.

وطالبت الشبكة التي تضم روابط ضحايا الانتهاكات في اليمن بصرف مرتبات المعلمين ومستحقاتهم بشكل منتظم، لضمان استقرارهم المعيشي، وتمكينهم من أداء مهامهم التعليمية على أكمل وجه، وتوفير بيئة عمل آمنة للمعلمين، حفاظاً على حياتهم وكرامتهم، ولتشجيعهم على الاستمرار في عملهم، والإفراج الفوري عن جميع المعلمين المعتقلين والمختطفين في سجون الحوثيين، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.

معدلات الأمية ارتفعت إلى 70 % في الأرياف اليمنية (إعلام محلي)

كما طالبت الشبكة بتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية التي تأثرت بسبب الحرب، والعمل على تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع احتياجات المجتمع اليمني.

ودعت جميع الأطراف وعلى وجهة الخصوص جماعة الحوثي المسلحة التي يتعرض المعلمون في مناطق سيطرتها إلى أشكال متعددة من الانتهاكات الممنهجة، إلى تحمل مسؤولياتها، والعمل الجاد على إنهاء معاناة المعلمين، وصرف رواتبهم، وتوفير الظروف المناسبة لهم لأداء دورهم الحيوي في بناء مجتمع يمني مزدهر.

مأساة التعليم

أكد «مركز ألف لحماية التعليم» أن المعلمين في اليمن واجهوا تحديات بالغة التعقيد خلال العقد الأخير، متجاوزين كل الصعوبات التي فرضتها ظروف النزاع وانعدام الأمن، حيث أثرت الحرب والهجمات المسلحة على قطاع التعليم بشكل كبير مما أدى إلى تدهور أوضاع المعلمين والطلاب على حد سواء.

وبحسب ما أورده المركز بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، فإن هناك ما يقارب من ألف معلم مختطف ومحتجز قسراً معظمهم لدى جماعة الحوثي، وذكر أن هذا الأمر انعكس سلباً على روح وواقع العملية التعليمية، ودفع كثيراً من المعلمين للبحث عن وظائف بديلة.

وناشد المركز المعني بحماية التعليم الحوثيين سرعة صرف رواتب المعلمين والتربويين في مناطق سيطرتهم، التي توقفت منذ عام 2016، والإيفاء بالتزاماتهم تجاه عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات، وضمان حمايتهم من الاعتقال والاختطافات والإخفاء القسري والحجز التعسفي.

كما ناشد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بتحسين رواتب المعلمات والمعلمين في مناطق سيطرتها، والتي لا تفي بأبسط متطلبات الحياة المعيشية الضرورية في ظل تدهور أسعار الصرف وتفشي البطالة.

الحوثيون أجبروا عشرات الآلاف من المعلمين على العمل دون رواتب منذ 8 أعوام (إعلام محلي)

ودعا المركز الجهات المهتمة بالتعليم إلى تبني مشاريع تضمن استمرارية التعليم وتحسين جودته، وتعمل على دعم المعلمين وتدريبهم وتأهيلهم خاصة في ظل وجود شريحة واسعة من المتطوعات والمتطوعين الذين يعملون في الميدان لتغطية نسب العجز الكبيرة في الطاقم المدرسي، ودون أدنى معايير التأهيل والتدريب.

وتحدّث المركز عما وصفها بـ«مأساة التعليم في اليمن» وقال إن نسبة الأمية تقدر بنحو 70 في المائة في الأرياف، و38 في المائة في المدن، وذكر أن 45 في المائة من المعلمين لا يحملون شهادة الثانوية العامة، وأن 13.8 في المائة فقط لديهم شهادة جامعية، كما أن الخصخصة والافتقار إلى التنظيم أثرا سلباً على جودة التعليم في الوقت الذي يدخل فيه التعليم خارج اليمن مرحلة التحول الرقمي.

وكانت إحصائية حكومية حديثة ذكرت أن 4.5 مليون طفل باتوا خارج التعليم في اليمن، وهو رقم يزيد بمقدار الضعف على الرقم المسجل مع بداية النزاع، حيث لم يتجاوز العدد مليوني طفل.

مدارس طائفية

أفادت مصادر في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن قطاع التعليم يعاني من نقص شديد في الكوادر البشرية نتيجة وقف التوظيف منذ عام 2011، ومن بعد ذلك الحرب التي أشعلها الحوثيون في نهاية عام 2014.

وقالت المصادر إن كثيراً من المدارس استعانت بمتطوعين للعمل وتغطية العجز، إذ يحصلون على مكافآت شهرية متدنية لا تتجاوز عشرين دولاراً في الشهر يتم توفيرها من التبرعات التي يقدمها التجار أو من عائدات السلطات المحلية.

وأثّر تراجع سعر العملة المحلية، وفق المصادر، بشكل كبير على رواتب الموظفين العموميين وفي طليعتهم المعلمون، حيث أصبح راتب المعلم الواحد خمسين دولاراً بعد أن كان يعادل مائتي دولار.

وأشارت المصادر إلى أن هذا الوضع دفع بمجاميع كبيرة إلى ترك العمل في سلك التعليم والالتحاق بالتشكيلات العسكرية؛ لأنهم يحصلون على رواتب أعلى.

المياه تغمر ساحة إحدى مدارس صنعاء والطلاب ملزمون بالدوام (إعلام محلي)

وفي مناطق سيطرة الحوثيين تحدثت المصادر العاملة في قطاع التعليم عن تدهور مخيف في مستويات الالتحاق بالمدارس مع زيادة الفقر، وعجز الأسر عن توفير متطلبات التحاق أبنائها، والعروض التي يقدمها الحوثيون للمراهقين في سبيل الالتحاق بجبهات القتال والحصول على راتب شهري يساوي 100 دولار، إلى جانب التغذية ووضع أسرهم في صدارة قوائم المستحقين للمساعدات الغذائية التي توزعها المنظمات الإغاثية.

ووفق هذه الرواية، فإن اهتمام الحوثيين بتحويل المدارس إلى مواقع لاستقطاب المراهقين، ونشر الأفكار الطائفية وقطع مرتبات المعلمين وفرار الآلاف منهم خشية الاعتقال دفع بالجماعة إلى إحلال عناصرها بدلا عنهم، واختصار الجدول المدرسي إلى أربع حصص في اليوم بدلاً من سبع.

كما وجهت الجماعة عائدات صندوق دعم المعلم لصالح المدارس الطائفية الموازية التي استحدثوها خلال السنوات الأخيرة، ويتم فيها منح المعلمين رواتب تصل إلى 700 دولار، كما توفر هذه المدارس السكن الداخلي، والتغذية، والكتب المدرسية بشكل مجاني للملتحقين بها.