الجيش اليمني يستعيد مواقع في نهم وتعز ويهاجم الحوثيين في البيضاء

تدمير صاروخين باليستيين أطلقتهما الميليشيات باتجاه مأرب

أحد جنود الجيش الوطني في جبهة ناطع شرقي محافظة البيضاء خلال شن هجوم عنيف على مواقع ميليشيا الحوثيين في منطقة أعشار («الشرق الأوسط»)
أحد جنود الجيش الوطني في جبهة ناطع شرقي محافظة البيضاء خلال شن هجوم عنيف على مواقع ميليشيا الحوثيين في منطقة أعشار («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش اليمني يستعيد مواقع في نهم وتعز ويهاجم الحوثيين في البيضاء

أحد جنود الجيش الوطني في جبهة ناطع شرقي محافظة البيضاء خلال شن هجوم عنيف على مواقع ميليشيا الحوثيين في منطقة أعشار («الشرق الأوسط»)
أحد جنود الجيش الوطني في جبهة ناطع شرقي محافظة البيضاء خلال شن هجوم عنيف على مواقع ميليشيا الحوثيين في منطقة أعشار («الشرق الأوسط»)

استعاد الجيش اليمني، أمس، مواقع استراتيجية في جبهتي تعز ونهم، وأدت المعارك في الجبهتين إلى مقتل 40 مسلحاً حوثياً على الأقل، في الوقت الذي دمرت دفاعات التحالف العربي لدعم الشرعية صاروخين باليستيين أطلقتهما الميليشيا الانقلابية باتجاه مأرب.
وتزامنت هذه المستجدات الميدانية مع ضربات مُحكمة لطيران التحالف العربي على مواقع الميليشيات الحوثية في أكثر من جبهة، ومع قصف مدفعي للجيش اليمني على تحصينات المتمردين في محافظة البيضاء.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر عسكرية رسمية بأن أكثر من 20 حوثياً قُتلوا وجُرحوا، أمس، في مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الانقلابية في الجبهات الشرقية بمحافظة تعز.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن مصادر ميدانية أن قوات الشرعية «شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيات في اتجاه منطقة العدنة، وتلتي الجعشة والسلال شرقي المحافظة، ما أسفر عن مقتل وإصابة 20 من عناصر الميليشيات».
وأضافت الوكالة أن مشرف الميليشيا المدعو «أبو محمد» لقي مصرعه مع آخرين في محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، خلال المواجهات التي دارت قبل يومين شرقي المحافظة.
وفي السياق نفسه، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) إن القوات الحكومية «شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيا الحوثي في قرية الشعابي والسميدد شرقي تلة لوزام وحققت تقدماً كبيراً باتجاه عدد من المواقع ما بين قريتي العدنة والشعابي شرقي تعز».
وأشار الموقع إلى أن الميليشيات الحوثية «شنت قصفاً مدفعياً على عدد من الأحياء السكنية شرقي المدينة، ما أسفر عن إصابة 5 مدنيين بينهم 3 أطفال».
وفي تصريحات لاحقة، أكد قائد «اللواء 22 ميكا» العميد صادق سرحان، أن قوات الجيش تمكنت مساء أمس (الجمعة)، من استعادة السيطرة على «تلة لوزم» الاستراتيجية شرقي تعز بعد ساعات من سيطرة الميليشيا الانقلابية عليها.
وكشف سرحان أن قوات الجيش أمّنت الموقع الاستراتيجي، في حين دمرت المدفعية عربة عسكرية للميليشيات في «تلة السلال»، وقال إن المعارك أدت إلى مقتل أكثر من 30 عنصراً من عناصر الميليشيا الانقلابية وسط انهيارات كبيرة في صفوفهم وهروب عدد كبير منهم من أرض المعركة. وفي شأن ميداني متصل، حققت قوات الجيش اليمني أمس، تقدماً جديداً في مديرية «نهم» شمال شرقي العاصمة صنعاء، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقالت مصادر عسكرية للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، إن الجيش «تمكن من تحرير عدد من التلال غرب جبل المنصاع بجبهة الميسرة في نهم، وكبّد الميليشيات الانقلابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح».
وبالتزامن شن طيران التحالف العربي 4 غارات استهدفت مواقع الميليشيات الانقلابية في «التباب السود» أسفرت عن تدمير عربة ودبابة وعدد من الآليات القتالية التي كانت تستخدمها الميليشيات.
وأفاد المركز بأن «المعارك مستمرة في ظل تقدم الجيش الوطني وفرار جماعي لميليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه مركز المديرية (المديد)».
وكانت الميليشيات قد شنت مساء أول من أمس هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش اليمني، ما مكّنها من التمركز في عدد المواقع، قبل أن يستعيدها الجيش، أمس، طبقاً لما أفاد به موقعه الرسمي على الإنترنت (سبتمبر نت).
إلى ذلك، اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أمس، صاروخين باليستيين أطلقتهما ميليشيا الحوثي الانقلابية على مدينة مأرب شرقي صنعاء.
وقالت مصادر رسمية يمنية إن الدفاعات التابعة للتحالف العربي دمرت الصاروخين في أجواء مأرب قبل وصولهما إلى أهدافهما، ولم ينجم عن تدميرهما أي أضرار.
وسبق لدفاعات التحالف العربي أن اعترضت ودمرت أكثر من 70 صاروخاً باليستياً كانت الميليشيات قد أطلقتها في أوقات متفرقة في الأشهر الماضية لاستهداف مدينة مأرب المكتظة بالسكان، إلا أن ذلك لم يمنعها من تكرار الإطلاق العبثي للصواريخ بين وقت آخر.
وفي جبهة محافظة البيضاء، تجددت أمس، معارك وُصفت بالعنيفة بين قوات الجيش اليمني وميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية «ناطع» شرقي المحافظة البيضاء.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش بأن القوات الحكومية شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيا الانقلابية في منطقة «أعشار» رافقها قصف مدفعي مكثّف على مواقع الميليشيا في مناطق العيشمة والمركوزة وجبل باعرف.
وذكر الموقع نقلاً عن مصادره الميدانية، أن المعارك والقصف المدفعي «كبّدا ميليشيا الحوثي عدداً من القتلى والجرحى»، دون أن يحدد العدد على وجه الدقة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.