مذكرة اتهام جديدة لرئيس حملة ترمب الانتخابية وأحد مساعديه

تضمنت الاحتيال البنكي والتهرب الضريبي وإخفاء معلومات

ريتشارد غيتس أحد مساعدي ترمب خلال الحملة الانتخابية (أ.ب)
ريتشارد غيتس أحد مساعدي ترمب خلال الحملة الانتخابية (أ.ب)
TT

مذكرة اتهام جديدة لرئيس حملة ترمب الانتخابية وأحد مساعديه

ريتشارد غيتس أحد مساعدي ترمب خلال الحملة الانتخابية (أ.ب)
ريتشارد غيتس أحد مساعدي ترمب خلال الحملة الانتخابية (أ.ب)

وجّه المحقق الخاص روبرت مولر، أمس، اتهامات جديدة تتعلق بالتهرب الضريبي والاحتيال البنكي لاثنين من أعضاء حملة ترمب الانتخابية. وكانت المحكمة الفيدرالية بولاية فيرجينا أصدرت، أمس، مذكرة اتهام لكل من باول مانفورت، الرئيس السابق لحملة ترمب الانتخابية، وريتشارد غيتس، أحد مساعديه خلال الحملة الانتخابية. وتضمنت المذكرة 32 تهمة شملت التهرب الضريبي والاحتيال البنكي، وعدم تقديم تقارير ومعلومات عن أرصدة الحسابات بالبنوك الأجنبية وحساباتهم المالية الأخرى، فضلاً عن التآمر للاحتيال على البنوك. وكشفت مذكرة الاتهام أن كلاً من مانفورت وغيتس، حققا ملايين الدولارات نتيجة عملهما في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه منذ عام 2006 يستمتع كلٌ من مانفورت وغيتس بأموالهما الموجودة بحساباتهما الأجنبية في حين يخفيان عن السلطات الأميركية أي بيانات عن أرصدتهما المالية الحقيقية خارج الولايات المتحدة. وتضمنت المذكرة ثلاثاً وعشرين تهمة لريتشارد غيتس، في حين وجهت ثلاث عشرة تهمة لمانفورت.
وذكرت مذكرة الاتهام، أنه خلال الفترة من 2015 حتى يناير (كانون الثاني) العام الماضي، قام مانفورت بمحاولة الحصول على قروض بقيمة عشرين مليون دولار من خلال تقديم بيانات غير حقيقة عن حساباته الشخصية وأوضاع شركته المالية، التي أخفى مقدار الديون الموجودة عليها لتأمين الحصول على القروض من البنوك، وذلك بمساعدة ريتشارد غيتس. وخلال الفترة نفسها قام مانفورت باستخدام حسابات شركته العقارية بالولايات المتحدة للحصول على قروض مالية كبيرة من مؤسسات تمويلية متعددة، وذلك بمساعدة غيتس.
وتأتي الاتهامات الجديدة لمساعدي ترمب في حملته الانتخابية، بعد أيام من إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي عن توجيه الاتهام لثلاثة عشر شخصاً وثلاثة كيانات روسية بالتدخل في الانتخابات الأميركية من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت العام قبل الماضي. كما تأتي الاتهامات بعد أيام من اعتراف محامي أحد المساعدين لترمب في حملته الانتخابية بالكذب على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي فيما يتعلق بمحادثاته مع ريتشارد غيتس حول الحكومة الأوكرانية.
من ناحية أخرى، يعتبر ريتشارد غيتس شخصاً محورياً في فضية التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وترددت الكثير من الشائعات حول اقتراب غيتس من الوصول إلى عقد صفقة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي فيما يتعلق بقضية التدخل الروسي في الانتخابات، وفي هذه الحالة سيتم اعتبار غيتس شاهداً في القضية مقابل أن يتعاون مع السلطات الفيدرالية ضد زميله مانفورت. من جانبه، قال سميث واكسمان، مدعٍ فيدرالي سابق: إن توقيت الإعلان عن مذكرة الاتهام الجديدة التي أصدرها المحقق مولر أمس تجاه كلٍ من غيتس ومانفورت يحمل أهمية كبيرة؛ إذ إنه يهدف إلى زيادة الضغط على غيتس حتى يقبل بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما يهدف توقيت صدور المذكرة إلى الوقيعة بين غيتس ومانفورت، وهو ما يريده المحقق مولر؛ إذ إن غيتس يمثل المفتاح الأساسي لفك الكثير من طلاسم قضية التدخل الروسي، وذلك بسبب علاقته القريبة مع مانفورت.
من ناحية أخرى، فإن تعاون غيتس مع السلطات الفيدرالية يمكن أن يزيد الضغوط على الرئيس ترمب نفسه فيما يتعلق بالتدخل الروسي؛ إذ من المتوقع أن يقدم غيتس معلومات مهمة عن الاتصالات التي جرت بين حملة ترمب الانتخابية وروسيا خلال صيف 2016، وهو بداية التدخل الروسي في الانتخابات. وكان الرئيس ترمب قد أنكر في أكثر من مرة أي تواطؤ بين حملته الانتخابية والروسي، واعتبر الادعاء بذلك مزحة أو خدعة.
ولَم تكن هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي اتهامات إلى كلٍ من غيتس ومانفورت؛ إذ وجه المحقق الخاص روبرت مولر اتهامات مشابهة لكليهما نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أن التهم الموجهة إليهما لم يتم إثباتها.
وتضمنت مذكرة الاتهامات الأولية التي صدرت في أكتوبر الماضي، تفاصيل كثيرة عن جرائم مالية والنصب على البنوك، إضافة إلى غسل أموال تتعلق بعملهم السابق مع أحزاب سياسية تابعة للحكومة الروسية في أوكرانيا، ولم تتعلق التهم الإجرامية لهما بعملهما في حملة ترمب الانتخابية. وأوضحت مذكرة الاتهام أن إجمالي المبالغ التي دخلت الحسابات الأجنبية لمانفورت وغيتس بلغت نحو 75 مليون دولار، مشيرة إلى أن مانفورت قام بغسل ثلاثين مليون دولار كان قد أخفاها عن الخزانة الأميركية بمساعدة زميله غيتس الذي قام هو الآخر بالحصول على ثلاثة ملايين دولار في حساباته الأجنبية أخفى بياناتها عن الحكومة الأميركية.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.