مبادرة لتطييب روائح «مساكن الفقراء» في فرنسا

تساهم في الشعور بالارتياح والأمان

عمارة لذوي الدخل المحدود في الضواحي
عمارة لذوي الدخل المحدود في الضواحي
TT

مبادرة لتطييب روائح «مساكن الفقراء» في فرنسا

عمارة لذوي الدخل المحدود في الضواحي
عمارة لذوي الدخل المحدود في الضواحي

قررت شركة فرنسية متخصصة في بيع الروائح التجارية، بتوسيع نشاطها وتقديم خدمات لتطييب روائح المباني التي تعاني من العفن وكذلك ممرات العمارات التي تخصصها الدولة لذوي الدخل المحدود في ضواحي المدن الكبرى. وكانت الشركة تتولى، حتى الآن، تعطير عدد من محطات القطارات والمراكز التجارية ومرائب السيارات الواقعة تحت الأرض في باريس. وجاء في التقديم لهذه الخدمة أن الروائح الزكية تساهم في الشعور بالارتياح والأمان.
وتجاوب عدد من المدن مع دعوة الشركة وتم التعاقد معها لتوفير أجواء «شميّة» أفضل في المباني القديمة والمكتظة بالسكان. ومنها بلديات مرسيليا وتور وسانت إتيين ومونتروي وبوتو. وبدلاً من أن تستقبل الداخل إلى تلك الأماكن روائح الرطوبة والمنظفات الكيماوية ومساحيق سم الفئران، يمكن لشاغليها أن يختاروا بين عشر معطرات مختلفة، منها عبق الياسمين والنعناع أو شذى الورد والخزامى وزهر البرتقال. وتتولى الشركة تثبيت بخاخات للمواد المعطرة في المداخل والمصاعد والممرات وكذلك في السراديب الواقعة تحت الأرض وغرف حاويات القمامة. وتعمل البخاخات بشكل تلقائي ودوري ويجري تعبئتها بانتظام.
الشركة تضمن لزبائنها أنها تستخدم معطرات مرخصة صحيا وخالية من مسببات الحساسية والتهابات المجاري التنفسية. كما نشرت رأيا لمتخصص في علم النفس يؤكد أن التجارب أثبتت أن الأشخاص المحاطين بأجواء عاطرة يكونون أقل ميلاً لارتكاب أفعال خارجة على الذوق. مع هذا فقد ارتفعت أصوات تسخر من مبادرة البلديات لتعطير «مساكن الفقراء»، باعتبارها محاولة شكلية لتمويه «البؤس» والتغطية على الظروف الاجتماعية السيئة لشاغلي تلك العمارات.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».