قصف للجيش اليمني في نهم والضالع... ومعارك ضد الميليشيات في ميدي

التحالف يدمر معسكراً حوثياً في ذمار ويحبط نقل صواريخ من صنعاء

صورة نشرها الجيش الوطني اليمني لعدد من الجنود بعد أن تم إحباط هجوم لميليشيا الحوثي بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب أمس
صورة نشرها الجيش الوطني اليمني لعدد من الجنود بعد أن تم إحباط هجوم لميليشيا الحوثي بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب أمس
TT

قصف للجيش اليمني في نهم والضالع... ومعارك ضد الميليشيات في ميدي

صورة نشرها الجيش الوطني اليمني لعدد من الجنود بعد أن تم إحباط هجوم لميليشيا الحوثي بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب أمس
صورة نشرها الجيش الوطني اليمني لعدد من الجنود بعد أن تم إحباط هجوم لميليشيا الحوثي بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب أمس

دمرت أمس مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، معسكراً سرياً لميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية في محافظة ذمار، وأفشلت محاولة لنقل صواريخ باليستية من صنعاء.
وفيما امتدت ضربات التحالف الجوية إلى جبهات الساحل الغربي جنوب الحديدة، طاولت مواقع متفرقة للمتمردين في صعدة وتعز متسببة في خسائر فادحة للميليشيات على مستوى العتاد وعناصرها المسلحين.
وتزامنت هذه التطورات مع معارك عنيفة للجيش اليمني ضد الميليشيات في جبهة «ميدي» شمال غربي محافظة حجة، ومع قصف مدفعي استهدف مواقعها في جبهتي «نهم» و«الضالع».
وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن المقاتلات شنت أكثر من عشر ضربات جوية أمس على معسكري سري استحدثته الجماعة لتدريب مجنديها الجدد في منطقة «قاع الحقل» في مديرية «آنس» غرب محافظة ذمار.
وبحسب المصادر فقد أدت الضربات إلى تدمير آليات قتالية وتجهيزات إنشائية في المعسكر الحوثي إلى جانب مصرع عدد من العناصر المسلحين لم يتم التثبت من عددهم على الفور.
وأفشلت ضربات أخرى محاولة للميليشيات لنقل صواريخ باليستية من مخزن في جبل «النهدين» جنوب صنعاء إضافة إلى معسكر تدريب في منطقة «عمد» في الضواحي الجنوبية للعاصمة، بحسب ما أفادت مصادر محلية.
وجاءت الضربات بعد ساعات من استهداف مواقع للميليشيات غرب تعز في مناطق «موزع» و«مفرق الوازعية» و«البرح» و«العرف» على الطريق الواصلة بين «حيس» ومنطقة «شمير».
إلى ذلك أفادت مصادر الجيش اليمني بأن قواته كبدت ميليشيا الحوثي الانقلابية، خسائر بشرية فادحة في مواجهات عنيفة شهدتها الأحياء الغربية من مدينة ميدي بمحافظة حجة.
وفي الجبهة نفسها قام فريق الهندسة التابع لوحدة التشكيل البحري بالمنطقة العسكرية الخامسة بإتلاف عشرات الألغام البحرية وذلك بعد عملية مسح واسعة نجح خلالها الفريق في نزع العشرات من الألغام البحرية المختلفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية.
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) عن مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة قوله إن فريق نزع الألغام التابع للتشكيل البحري بالمنطقة قام بعملية تفجير لعشرات الألغام البحرية ويعمل بوتيرة عالية في نزع العشرات من الألغام البحرية المختلفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في السواحل العامة وعلى سواحل الجزر الآهلة بالسكان وأماكن الصيد، وكذا بالقرب من خط الملاحة الدولية في البحر الأحمر غرب جزيرة بكلان اليمنية.
ولفت الموقع إلى أن «كثافة الألغام وتمويه بعضها وعشوائية زراعتها من قبل الميليشيات الحوثية في مساحات شاسعة من البحر يتسبب في صعوبة نزع الكثير منها».
إلى ذلك أفادت المصادر الرسمية للجيش بأن القوات الحكومية شنت أمس قصفا مكثفا على عدد من مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية «نهم» شمال شرقي صنعاء تزامنت مع غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة «إن قوات الجيش الوطني استهدفت بقصفها المدفعي مواقع للميليشيا الحوثية في تبة عصيدة في قلب جبهة نهم».
وفي محافظة البيضاء، اختطفت ميليشيا الحوثي الانقلابية 12 مواطنا بينهم عدد من الأطفال من أبناء عزلة القويم في مديرية «الطفة».
وقالت وكالة «سبأ» الحكومية إن «الميليشيات قامت باختطاف المواطنين العزل انتقاما لمصرع مشرفها الحوثي بالمديرية المدعو أبو خالد فرحات بعد أن لقي مصرعه على يد المواطن حسين أبو بكر الشمري من أهالي مديرية الطفة الذي دافع عن نفسه من اعتداء مشرف الميليشيات ومرافقيه داخل محله بعد أن طالب المشرف الحوثي بدفع إتاوة».
وفي الأثناء قالت الوكالة إن الجيش «أعطب عربة مسلحة لميليشيا الحوثي الانقلابية في شعب ساحة القريب من منطقة أعشار بمديرية ناطع بالبيضاء، ما أدى إلى مصرع جميع من كانوا على متنها».
وفي جبهة «الضالع» الجنوبية شنت قوات الجيش قصفا مكثفا على عدد من مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية «دمت» شمال المحافظة.
وذكر موقع الجيش أن القصف «استهدف مواقع تمركز الميليشيا في تبة التهامي وجبل ناصة جنوب مديرية دمت وخلف عددا من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا الانقلابية علاوة على تدمير مدفع رشاش للميليشيات في جبل ناصة».


مقالات ذات صلة

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج نزع فريق «مسام» في محافظة عدن 154 ذخيرة غير منفجرة (واس)

مشروع «مسام» ينتزع 732 لغماً في اليمن خلال أسبوع

تمكّن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، من انتزاع 732 لغماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)

مصر تتحدث عن «تجربة مريرة» عمرها 13 عاماً في ملف السد الإثيوبي

سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
TT

مصر تتحدث عن «تجربة مريرة» عمرها 13 عاماً في ملف السد الإثيوبي

سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)

جدّدت مصر الحديث عن صعوبات مسار التفاوض مع إثيوبيا بشأن قضية «سد النهضة»، مؤكدة أنها «خاضت تجربة مريرة لمدة 13 عاماً»، ورهنت حدوث انفراجة في الملف بـ«توافر إرادة سياسية لدى أديس أبابا».

وجدَّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء تلفزيوني، مساء السبت، تأكيده «محورية حقوقها المائية من مياه النيل»، وقال إن بلاده «ترفض الممارسات الأحادية، من الجانب الإثيوبي، بشأن مشروع (السد)».

وتقيم إثيوبيا مشروع سد النهضة على رافد نهر النيل الرئيسي، منذ 2011، ويواجَه مشروع السد باعتراضات من دولتَي المصب مصر والسودان؛ للمطالبة باتفاق قانوني ينظم عمليات «تشغيل السد».

وشدد وزير الخارجية المصري على «ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم بشأن السد الإثيوبي»، وقال إن «بلاده لها تجربة مريرة امتدت إلى 13 عاماً دون التوصل إلى أي نتيجة بشأن (سد النهضة)»، مشيراً إلى أن «أديس أبابا ليست لديها الإرادة السياسية للوصول لاتفاق قانوني».

وعدّ عبد العاطي ملف المياه «قضية وجودية لمصر والسودان»، وقال إن «موقف الدولتين متطابق بشأن السد الإثيوبي».

وتنظر القاهرة لأمنها المائي بوصفه «قضية وجودية»، حيث تعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، وفق بيانات وزارة الري المصرية.

ورهن عبد العاطي الوصول لاتفاق بين الدول الثلاث بشأن السد بـ«ضرورة توافر الإرادة السياسية لدى إثيوبيا؛ من أجل التوصل لاتفاق قانوني». وقال إن «ممارسات أديس أبابا الأحادية بملء بحيرة السد وتشغيله انتهاك لمبادئ القانون الدولي، باعتبار نهر النيل نهراً دولياً مشتركاً عابراً للحدود».

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قرب «اكتمال بناء مشروع السد»، وقال، في شهر أغسطس (آب) الماضي، إن «إجمالي المياه في بحيرة السد ستصل إلى 70 مليار متر مكعب، نهاية عام 2024».

ويرى الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، السفير أحمد حجاج، أن «الحكومة الإثيوبية لم تلتزم باتفاقيات التعاون المبرَمة بينها وبين مصر والسودان، خصوصاً إعلان المبادئ الذي جرى توقيعه عام 2015، بين الدول الثلاث»، إلى جانب «مخالفة الاتفاقيات الدولية، المتعلقة بالأنهار العابرة للحدود، والتي تقضي بعدم إقامة أي مشروعات مائية، في دول المنابع، دون موافقة دول المصب»، منوهاً بأن «أديس أبابا لم تستشِر القاهرة والخرطوم بخصوص مشروع السد».

ووقَّعت مصر وإثيوبيا والسودان، في مارس (آذار) 2015، اتفاق «إعلان مبادئ» بشأن سد النهضة، تضمَّن ورقة تشمل 10 مبادئ وتعهدات تلتزم بها الدول الثلاث، من بينها التزام إثيوبيا «بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب».

وفي تقدير حجاج، فإن «الجانب الإثيوبي لم يشارك في مسارات التفاوض بشأن السد، بحسن نية». وقال إن «أديس أبابا أفشلت المفاوضات بسبب التعنت وغياب الإرادة السياسية لإبرام اتفاق قانوني بشأن السد»، ودلل على ذلك بـ«عدم التجاوب الإثيوبي مع توصيات مجلس الأمن بضرورة الوصول لاتفاق نهائي بشأن السد».

كان مجلس الأمن قد أصدر بياناً، في سبتمبر (أيلول) 2021، حثّ فيه مصر وإثيوبيا والسودان على «استئناف المفاوضات؛ بهدف وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزِم للأطراف بشأن ملء (السد) وتشغيله ضمن إطار زمني معقول».

بدوره، يعتقد خبير الشؤون الأفريقية المصري، رامي زهدي، أن «القاهرة واجهت صعوبات عدة في مسار مفاوضات سد النهضة؛ بسبب تعنت الجانب الإثيوبي». وقال إن «أديس أبابا لم تُثبت جديتها في جولات التفاوض على مدار 13 عاماً»، معتبراً أن ما يحرك الجانب الإثيوبي «المكايدة السياسية ضد القاهرة، وممارسة ضغوط جيوسياسية عليها».

وحذّرت وزارة الخارجية المصرية، في خطاب إلى مجلس الأمن، نهاية أغسطس الماضي، من «تأثيرات خطيرة للسد على حصتي مصر والسودان المائيتين». وأشارت إلى «انتهاء مسارات المفاوضات بشأن سد النهضة بعد 13 عاماً من التفاوض بنيّاتٍ صادقة». وأرجعت ذلك إلى أن «أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل إلى حل».