بغداد تدعو لتوسيع الشراكة الاقتصادية مع الرياض

«الغرف السعودية» تتطلع لإعفاء الجمارك وإنشاء مناطق حدودية حرة

جانب من لقاء وزير الصناعة والمعادن العراقي بقطاع الأعمال السعودي في مجلس الغرف («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء وزير الصناعة والمعادن العراقي بقطاع الأعمال السعودي في مجلس الغرف («الشرق الأوسط»)
TT

بغداد تدعو لتوسيع الشراكة الاقتصادية مع الرياض

جانب من لقاء وزير الصناعة والمعادن العراقي بقطاع الأعمال السعودي في مجلس الغرف («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء وزير الصناعة والمعادن العراقي بقطاع الأعمال السعودي في مجلس الغرف («الشرق الأوسط»)

دعا وزير الصناعة والمعادن العراقي المهندس محمد شياع السوداني، رجال الأعمال السعوديين إلى الدخول في شراكة مع نظرائهم العراقيين والاستفادة من الفرص الاستثمارية بالبلدين، مؤكداً أن حكومة بلاده لديها إرادة حقيقية لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع السعودية، خصوصاً في مجالات الصناعة والمعادن والكهرباء.
وأضاف السوداني خلال لقاء قطاع الأعمال في البلدين بمقر مجلس الغرف السعودية بالرياض أمس، أن الحكومة العراقية تهتم بدعم واحتضان المستثمرين وتعمل على استقطابهم للاستفادة من التجارب الناجحة في مختلف دول العالم لا سيما في السعودية بهدف تحسين البيئة الاستثمارية.
ولفت وزير الصناعة العراقي، إلى أن الوفد العراقي الذي يضم خبراء في مجالات الصناعة والمعادن والكهرباء استفاد من التجربة السعودية الرائدة في تلك المجالات، كونها استندت إلى تخطيط ورؤية واضحة للنهوض بالاقتصاد الوطني.
ونوّه إلى إنجازات القطاع الخاص السعودي من خلال بناء شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية، فضلاً عن جلب التكنولوجيا المتطورة ما أسهم في إنتاج سلع ذات جودة عالية تغطي السوق المحلية والأسواق المجاورة وغيرها.
وأكد وزير الصناعة والمعادن العراقي، أن سوق العراق الذي قوامه 37 مليون نسمة، بحاجة للسلع والمنتجات السعودية، مبيناً أن هذه الرؤية تعززت لديهم خلال زيارتهم الحالية لعدد من المدن والمصانع السعودية التي تضم أجود أنواع المنتجات.
وتطرق إلى استعداد الأجهزة الحكومية في بلاده للتواصل مع مجلس الغرف السعودية لتبادل المعلومات الضرورية بشأن قضايا الاستثمار والعمل على إيجاد قنوات لتسهيل الإجراءات وإزالة المعوقات التي تعترض المستثمرين في البلدين.
إلى ذلك، ذكر المهندس أحمد الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية، أن ما يربط البلدين ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة، وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد، منوهاً إلى أن اللقاء يأتي في ظل التوجه العام للقطاعين الحكومي والخاص في السعودية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الأشقاء في العراق.
ولفت إلى أن اللقاء يسهم في التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة لقطاعي الأعمال في البلدين، معرباً عن أمله بأن يخرج اللقاء بنتائج عملية قابلة للتنفيذ تسهم في تسهيل حركة الاستثمار، واستغلال الفرص الصناعية والتعدينية المتوفرة في البلدين، وإزالة المعوقات التي تواجه أصحاب الأعمال في هذا الجانب.
وأشار إلى أن لدى الرياض وبغداد، ثروة كبيرة من الموارد الطبيعية والبشرية، فضلاً عن توفر المقومات والإمكانيات اللازمة لتأسيس المشاريع الزراعية والتجارية والصناعات المتطورة التي تخدم أصحاب الأعمال وتخدم اقتصاد الدولتين.
وتطلع إلى تذليل الصعوبات التي تواجه تصدير السلع السعودية وإعفائها من الرسوم الجمركية، وتوفير التسهيلات والحوافز المشجعة لدخول المستثمرين السعوديين إلى السوق العراقية، وتسارع الخطوات لتفعيل مجلس الأعمال المشترك بما يسهم في تحقيق الأهداف والطموحات الاقتصادية.
وشدد المشاركون في اللقاء على ضرورة التغلب على العقبات التي تعترض المستثمرين للدخول إلى السوق العراقية، خصوصاً فيما يتعلق بإعفاء السلع السعودية من الرسوم الجمركية، وإيجاد تسهيلات للمستثمرين، وتوفر أراض للمشاريع الصناعية والزراعية واللوجيستية، وإيجاد حماية على الطرق البرية التي تمر منها البضائع والشاحنات السعودية، إلى جانب دعم إنشاء مناطق حرة على الحدود، واعتماد شركات تأمين لخدمات المستثمرين والمصدرين.



مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
TT

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، أن أولويات بلاده المالية والضريبية تُشكِّل إطاراً محفّزاً للاستثمار، ونمو القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، موضحاً أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تعالج بشكل عملي ومبسط تحديات كثيرة تواجه كبار الممولين وصغارهم، في مسار جديد من الثقة والشراكة والمساندة مع المجتمع الضريبي يبدأ بعودة نظام الفحص بالعينة لجميع الممولين.

وقال، في حوار مفتوح مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين، إنه سيتمّ تبسيط منظومة رد ضريبة القيمة المضافة، ومضاعفة المبالغ المسددة إلى الممولين، وتقديم حلول محفّزة لإنهاء النزاعات الضريبية بالملفات القديمة، لافتاً إلى أن الغرامات لا تتجاوز أصل الضريبة، وهناك نظام متطور للمقاصة الإلكترونية بين مستحقات ومديونيات المستثمرين لدى الحكومة؛ على نحو يُسهم في توفير سيولة نقدية لهم.

وأضاف الوزير أنه «سيتمّ قريباً جداً، إقرار نظام ضريبي مبسّط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والمهنيين حتى 15 مليون جنيه يجذب ممولين جدداً، حيث يتضمّن حوافز وإعفاءات، وتيسيرات جديدة تشمل كل الأوعية الضريبية: الدخل والقيمة المضافة والدمغة ورسم تنمية موارد الدولة، بما في ذلك الإعفاء من ضرائب الأرباح الرأسمالية وتوزيعات الأرباح والدمغة ورسوم الشهر والتوثيق أيضاً».

وأكد كجوك، التزام وزارته بتوسيع نطاق وزيادة تأثير السياسات المالية في الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والصناعية والتصديرية، موضحاً أنه سيتمّ صرف 50 في المائة من مستحقات المصدرين نقداً على مدار 4 سنوات مالية متتالية، بدءاً من العام الحالي بقيمة تصل إلى 8 مليارات جنيه سنوياً، ولأول مرة يتمّ سداد مستحقات المصدّرين في 2024-2025 خلال العام نفسه، وقد تمّ بدء سداد أول قسط للمصدّرين في شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

وأشار إلى أنه ستتمّ تسوية 50 في المائة من متأخرات هؤلاء المصدّرين بنظام المقاصة مع مديونيّاتهم القديمة والمستقبليّة لدى الضرائب والجمارك وشركتي الكهرباء والغاز.

وأوضح أن الشركات الصناعية تبدأ الحصول على التسهيلات التمويلية الميسّرة لدعم خطوط الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، لافتاً إلى أن الخزانة العامة للدولة تُسهم في تمويل هذه المبادرة، وتتحمّل فارق سعر الفائدة، لزيادة الطاقة الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين، الدكتور محرم هلال، أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تُسهم في معالجة الكثير من التحديات، وتمهّد لبناء علاقة جديدة من الثقة بين مجتمع الأعمال ومصلحة الضرائب.

على صعيد آخر، عقدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، رانيا المشاط، اجتماعاً افتراضياً مع نائبة المدير العام للمفوضية الأوروبية، مديرة العلاقات الاقتصادية والمالية الدولية في المفوضية والإدارات المعنية بالمفوضية الأوروبية، إيلينا فلوريس، وذلك في إطار الدور الذي تقوم به الوزارة لتنفيذ الشق الاقتصادي في إطار الشراكة الاستراتيجية المصرية - الأوروبية، والإعداد لبدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة بقيمة 4 مليارات يورو، والإجراءات المزمع تنفيذها في إطار الشق الاقتصادي الخاص بالإصلاحات الهيكلية.

وتطرّقت الوزيرة إلى المتابعة والتنسيق مع 9 جهات وطنية ووزارات، والجانب الأوروبي فيما يخص المرحلة الأولى، التي بموجبها أتاح الاتحاد الأوروبي تمويلاً ميسّراً بقيمة مليار يورو لمساندة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المحفّزة للقطاع الخاص في مصر، موضحة أن الوزارة ستنسّق مع الجهات الوطنية والجانب الأوروبي فيما يتعلق بالشق الاقتصادي الخاص بالمرحلة الثانية، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تعظيم العائد من ضمانات الاستثمار وتعريف الجهات الوطنية والقطاع الخاص بكيفية الاستفادة منها من أجل وضع الأولويات.

جدير بالذكر أن الحزمة المالية الأوروبية في إطار الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي تضم 6 أولويات مشتركة تتمثّل في تعزيز العلاقات السياسية، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، والترويج للاستثمار والتجارة، وتعزيز أطر الهجرة والتنقل، ودعم الأمن، وتعزيز المبادرات التي تركّز على الإنسان بوصفها مطورة المهارات والتعليم.