مصر: حكم قضائي يُدرج أبو الفتوح في قائمة «الإرهاب»

المرشح الرئاسي السابق محبوس على ذمة اتهامه بـ«الانتماء للإخوان»

عبد المنعم أبو الفتوح (رويترز)
عبد المنعم أبو الفتوح (رويترز)
TT

مصر: حكم قضائي يُدرج أبو الفتوح في قائمة «الإرهاب»

عبد المنعم أبو الفتوح (رويترز)
عبد المنعم أبو الفتوح (رويترز)

أدرجت إحدى دوائر محكمة الجنايات في مصر، اسم المرشح الرئاسي الأسبق، ورئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، على قائمة «الإرهابيين»، الأمر الذي يترتب عليه منعه من «السفر، وفقدان شرط حسن السمعة والسيرة اللازم لتولي الوظائف والمناصب العامة أو النيابية، وتجميد أمواله، متى استخدمت في ممارسة نشاطه الإرهابي»، بحسب ما يقضي القانون المصري رقم 8 والصادر عام 2015 في شأن «تنظيم الكيانات الإرهابية والإرهابيين».
وأصدرت محكمة جنوب القاهرة، برئاسة المستشار مصطفى محمود عبد الغفار، قرارها أمس، بإدراج أبو الفتوح (المحبوس حالياً على ذمة التحقيقات فيما اتهمته به النيابة من ارتكاب عدة جرائم بينها الانتماء لجماعة الإخوان)، و15 شخصاً آخرين بعضهم قيادات في «مصر القوية»، في قوائم الإرهابيين، وذلك بناء على مذكرة مقدمة للمحكمة من النائب العام، المستشار، نبيل صادق.
ويسمح القانون المصري لمن أدرجت أسماؤهم في قوائم «الإرهاب» بالطعن على القرار أمام محكمة النقض، خلال ستين يوماً من إصدار الحكم.
وأبو الفتوح (67 عاماً) هو صاحب المركز الرابع في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية التي أجريت عام 2012. وحصل حينها على أصوات ما يزيد على 4 ملايين ناخب من إجمالي 23.2 ملايين صوت صحيح في تلك الانتخابات.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا أصدرت قراراً، الخميس الماضي، بحبس أبو الفتوح لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات بعدما أسندت له اتهامات عدة في مقدمتها «نشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتولي قيادة بجماعة (في إشارة إلى الإخوان) أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وشرعية الخروج على الحاكم، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر».
وفي عام 2011 أعلنت «الإخوان» فصل أبو الفتوح من عضويتها لإعلانه رغبته الترشح لرئاسة الجمهورية وذلك بعد أكثر من 40 عاماً من انتظامه في صفوفها ووصوله إلى عضوية «مكتب الإرشاد» (أعلى مستوى تنظيمي للجماعة).
وتصنف السلطات المصرية «جماعة الإخوان» باعتبارها «إرهابية»، وتعتبر الانتماء إليها مخالف للقوانين.
ومؤخراً أعلن أبو الفتوح الدعوة إلى مقاطعة التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في مارس (آذار) المقبل، والتي يخوضها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (صاحب النصيب الأكبر من الفوز)، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى.
وقبل يوم واحد من إلقاء القبض على أبو الفتوح (الأربعاء الماضي) أعلن موقفاً داعماً لحملة الجيش المصري في سيناء ضد مسلحي «داعش»، وكتب في تغريدة عبر حسابه الرسمي: «إن هناك قدرا كبيرا من الرضا من أهل سيناء على الحملة الحالية ضد الإرهاب الداعشي الأسود، حيث لا يتم إيذاء المدنيين أو اقتحام منازل ليس بها إلا النساء والاعتدال في التعامل، أهل سيناء جزء عزيز علينا جميعا كمصريين، وهم مع جيش الوطن حماة حدودنا الشرقية حفظ الله كل الوطن».
وفي شأن آخر، أصدرت محكمة القضاء الإداري، أمس، حكماً بإلزام مصلحة السجون بإدخال «الصحف والرسائل والمطبوعات» للناشط السياسي علاء عبد الفتاح داخل محبسه المودع فيه بعد معاقبته بالسجن 5 سنوات لخرق «قانون التظاهر».
وتضمن الحكم، وقف «تنفيذ القرار السلبي لجهة الإدارة بالامتناع عن إدخال تلك المطبوعات إليه في محبسه».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.