وزيرة داخلية بريطانيا تبحث في لبنان أمن المطار وتزور الحدود السورية

TT

وزيرة داخلية بريطانيا تبحث في لبنان أمن المطار وتزور الحدود السورية

حطت وزيرة داخلية بريطانيا آمبير رود في بيروت في زيارة خاطفة لتفقد الحدود والنازحين السوريين، حيث أكدت التزام حكومة بريطانيا دعم استقرار لبنان، وقالت لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال زيارة رسمية: «أمن لبنان من أمن بريطانيا»، فيما أكد المشنوق أن «تعزيز أمن المطار وسلامته في أولويات الحكومة منذ ثلاث سنوات».
وحيّت رود التي حضرت على رأس وفد من سفارة بلادها «جهود وزارة في التحضير للانتخابات النيابية»، واستمعت من المشنوق إلى شرح موجز عن التحضيرات اللوجيستية والإدارية، وسالت عن تمثيل المرأة، فأوضح لها أن «هذه الدورة ستشهد تمثيلا أكبر للنساء ترشيحا مما يشجع المقترعات».
وبعد نقاش حول آخر التطورات الإقليمية والدولية، شكرت رود المشنوق «على جهوده في تعزيز سلامة الطيران»، وأكد لها أن «تعزيز أمن المطار وسلامته في أولويات الوزارة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة التي تقوم بجهد استثنائي في هذا المجال».
وشكر المشنوق الوزيرة البريطانية على «الدعم البريطاني والتعاون المثمر جدا مع القوى الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في لبنان». وشرح لها «أهمية نجاحات الأجهزة الأمنية اللبنانية، وخصوصا شعبة المعلومات، في مكافحة الإرهاب والقضاء على الخلايا النائمة»، معددا «ثلاثة أسباب لهذا النجاح، وهي قدرة الأجهزة على تجميع المعلومات وتحليلها، واليقظة والتفاني من العناصر والضباط، وعدم وجود بيئات حاضنة للإرهاب في لبنان».
كذلك شكرته على «النجاح الاستثنائي في حفظ الأمن وعلى المتابعة الجدية والفورية لجريمة قتل الدبلوماسية البريطانية وسرعة كشف الفاعلين».
وفي ملف النازحين السوريين، أشادت «بجهود الحكومة اللبنانية ووزارة الداخلية»، فأوضح لها المشنوق «أهمية قرار الحكومة الأخير بتسهيل تسجيل الولادات السورية في لبنان، الذي سيساعد في تسهيل عودتهم إلى بلادهم حين يأتي الوقت المناسب لذلك».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.