قضية المنشطات الروسية أمام المحكمة الرياضية

حالة جديدة تثير الجدل في أولمبياد كوريا الشتوي وموسكو تتحدث عن مؤامرة

سقوط كروشيلنيتسكي في اختبار المنشطات يثير الجدل مجدداً حول سياسة التنشط الروسي (أ.ف.ب)
سقوط كروشيلنيتسكي في اختبار المنشطات يثير الجدل مجدداً حول سياسة التنشط الروسي (أ.ف.ب)
TT

قضية المنشطات الروسية أمام المحكمة الرياضية

سقوط كروشيلنيتسكي في اختبار المنشطات يثير الجدل مجدداً حول سياسة التنشط الروسي (أ.ف.ب)
سقوط كروشيلنيتسكي في اختبار المنشطات يثير الجدل مجدداً حول سياسة التنشط الروسي (أ.ف.ب)

تفاعلت قضية المنشطات المتعلقة بأحد الرياضيين الروس المشاركين في أولمبياد 2018 الشتوي في بيونغ تشانغ الشتوي بعد أن فتحت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) أمس تحقيقا في هذه القضية، فيما تحدث الروس عن مؤامرة. وفتحت «كاس» تحقيقا بحق ألكسندر كروشيلنيتسكي الفائز مع زوجته اناستازيا بريزغالوفا ببرونزية الزوجي المختلط في منافسات الكيرلينغ، ما ينذر بعواقب وخيمة ضد روسيا التي وجهت لها اتهامات بالتنشط الممنهج. وقالت: «كاس» في بيان أمس: «بدأت وحدة مكافحة المنشطات الإجراءات المتعلقة بالرياضي كروشيلنيتسكي». وينتظر كروشيلنيتسكي نتيجة فحص العينة الثانية «باء» بعد أن أكد مصدر في اللجنة الأولمبية الدولية الأحد تناوله مادة ميلدونيوم المحظورة. ويشارك 168 رياضيا روسيا في ألعاب بيونغ تشانغ التي تختتم في 25 فبراير (شباط)، بصفة «رياضيين أولمبيين روس» تحت العلم الأولمبي لاستمرار إيقاف اللجنة الأولمبية الروسية بسبب فضيحة المنشطات.
وشهدت ألعاب بيونغ تشانغ حتى الآن حالة إيجابية واحدة تتعلق بالياباني كي سايتو الاختصاصي في سباقات التزحلق السريع على الجليد، حيث فشل في فحص منشطات أقيم قبل المنافسات، بحسب ما أعلنت «كاس» التي أشارت إلى اكتشاف مادة «أسيتالوزاميد» المستخدمة عادة لإخفاء وجود مواد ممنوعة في فحوص المنشطات.
قد تفضي هذه القضية إلى عواقب أكبر إذ أن اللجنة الأولمبية الدولية ستقرر رفع الإيقاف عن روسيا والسماح برفع علمها من عدمه قبل حفل الختام الأحد المقبل، وقال المتحدث باسمها مارك أدامز ردا على سؤال حول ما إذا من الممكن السماح برفع العلم الروسي في حفل الختام أن اللجنة ستدرس ما إذا كانت روسيا استجابت لنص وروح حكم ديسمبر (كانون الأول)، في إشارة إلى قرار الإيقاف الذي فرضته على اللجنة الأولمبية الروسية في ديسمبر (كانون الأول) 2017. وتابع: «إذا لم يكن الأمر كذلك سيكون هناك عواقب». وأوضح أن الأولمبية الدولية التزمت بقرار السماح بمشاركة الرياضيين الروس «النظيفين» في بيونغ تشانغ، مؤكدا أنهم «خضعوا لاختبارات بمستويات كبيرة أكثر من غيرهم». وتابع أدامز: «اختبرنا برنامجا صارما جدا جدا... كان هناك شعور من اللجنة الأولمبية الدولية بأنها تريد منح الفرصة لرياضيين بصفة فردية للمشاركة في الألعاب الأولمبية إذا تأكدنا من عدم تورطهم بالمنشطات». وأضاف: «أعتقد أننا تمسكنا بشدة بهذا القرار لأنه لا ينبغي الحكم على الرياضيين كمجموعة، ويجب أن نجد وسيلة لاختبارها بدقة وتوفير الفرصة للرياضيين النظيفين للمشاركة».
وفاز الرياضيون الروس بـ11 ميدالية في بيونغ تشانغ حتى الآن، منها برونزية الكيرلينغ. لكن رئيس الاتحاد الروسي للكيرلينغ دميتري تشيتشيف أعرب عن اعتقاده بأن قضية تناول رياضي روسي منشطات في بيونغ تشانغ تشكل استفزازا. وقال تشيتشيف في مقابلة مع قناة 360 الروسية: «أنا واثق أنه استفزاز وعمل تخريبي. خلال مسيرته (كروشيلنيتسكي) منذ عام 2015، خضع لـ11 اختبارا للمنشطات وكانت كلها سلبية. فقط تخيلوا ماذا حصل في داخل رأس الرجل ليتناول حبوبا (ممنوعة) قبل الألعاب الأولمبية؟».
وأشار إلى أن الكيرلينغ هي رياضة مهارة وليس قوة، وفي هذا النوع من الرياضات المنشطات لا فائدة لها. ونفى أن يكون الرياضي الروسي سلم بطاقة اعتماده وغادر القرية الأولمبية بقوله: «لقد تحدثت مع رياضيينا في الصباح ولم يغادر أحد منهم القرية الأولمبية».
كما أن مدرب فريق الكيرلينغ لسيدات روسيا في الألعاب سيرغي بيلانوف رفض الادعاءات ضد كروشيلنيتسكي، معتبرا أن المنشطات لا تمنح أي أفضلية في الكيرلينغ. وقال بيلانوف: «لا فائدة ولا ميزة» لدى سؤاله عن سبب تناول رياضي في الكيرلينغ مواد منشطة. وتابع: «وأيضا لا أعتقد أن شابا يغامر ويستخدم نفس العقار الموجود منذ عامين. إنه أمر غبي، وألكسندر ليس غبيا».


مقالات ذات صلة

سيباستيان كو: حماية الرياضة النسائية أولية قصوة... ولا مخاوف من ترمب

رياضة عالمية سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى (الشرق الأوسط)

سيباستيان كو: حماية الرياضة النسائية أولية قصوة... ولا مخاوف من ترمب

تعهد البريطاني سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بتقديم سياسة "واضحة" لحماية الرياضة النسائية إذا انتخب رئيسا للجنة الأولمبية الدولية.

رياضة عالمية دييغو تسوغر قال إن سويسرا هي الخيار المفضَّل للجنة الأولمبية الدولية (أ.ب)

سويسرا واثقة من استضافة الأولمبياد الشتوي 2038

تعتقد سويسرا أنها تمتلك حظوظاً وفيرة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2038.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية أليسا كامبلين (رويترز)

كامبلين رئيسة لبعثة أستراليا في الألعاب الأولمبية الشتوية 2026

أعلنت أستراليا، اليوم الأربعاء، تعيين أليسا كامبلين أول رياضية أسترالية تحصل على ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية رئيسة لبعثتها.

«الشرق الأوسط» (ملبورن )
رياضة عالمية ماتفيي بيدني وزير الرياضة الأوكراني (أ.ف.ب)

بيدني وزير رياضة أوكرانيا: عودة الروس للمجتمع الرياضي غير مقبولة

انتقدت كييف بشدة، الثلاثاء، مسؤولاً بارزاً في اللجنة الأولمبية الدولية؛ لحديثه عن إمكانية إعادة روسيا إلى المنظمة بسرعة إذا بدأت في الالتزام بقواعدها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
رياضة عالمية خوان أنطونيو سامارانش جونيور (رويترز)

سامارانش: إقامة الأولمبياد في الشتاء تُمكن بلدان المناطق الحارة من استضافتها

قال خوان أنطونيو سامارانش جونيور، أحد المتنافسين على منصب الرئيس المقبل للجنة الأولمبية الدولية، إن المنظمة الدولية يجب أن تظل محايدة في الأمور السياسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».