حان الوقت ليُظهر هازار أنه رجل المناسبات الكبرى

آمال تشيلسي في تجاوز عقبة برشلونة تتوقف على تألق النجم البلجيكي

TT

حان الوقت ليُظهر هازار أنه رجل المناسبات الكبرى

ظهر مقطع فيديو خلال الأسبوع الحالي لثلاثة لاعبين من فريق برشلونة يواجهون حاجزا معدنيا في طريقهم، لكن كل واحد منهم قرر تجاوزه بطريقة مختلفة تماما عن الآخر، ففي حين غير جوردي ألبا مساره واتبع الطريق المقترحة لتجاوز الحاجز المعدني، قفز لويس سواريز من فوق الحاجز، في الوقت الذي انحنى فيه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وعبر من تحت الحاجز وكأنه طفل صغير.
من الواضح أنه لم يكن هناك شيء غريب في هذا المقطع، لأن الكثيرين منا يقومون بأشياء من هذا القبيل عندما يوضعون في خيارات صعبة، لكن المدهش في هذا الأمر هو أنه من قام بذلك هو أفضل لاعب في عالم كرة القدم والذي يبدو وكأنه يحاول كسب ثوان قليلة من خلال الانحناء والمرور من تحت الحاجز المعدني كما لو كان يهرب من مدافع قوي البنية وينطلق بمهاراته الفذة ويجد مساحة خالية لم يشاهدها أي شخص سواه.
ورغم وجود قدر من المبالغة في هذا التصوير فإن هذه هي نقطة قوة الساحر الأرجنتيني، الذي تتجه إليه جميع الأنظار، حتى في مقطع فيديو صغير يضم إلى جانبه لاعبين بارزين آخرين، ومن السهل أن نرى ميسي يفعل الشيء نفسه خلال مباراة فريقه أمام تشيلسي (مساء اليوم) في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، على أن يلعب مدافع تشيلسي القوي غاري كاهيل دور الحاجز المعدني الذي يفشل رغم قوته في منع البرغوث الأرجنتيني من المرور وتسجيل ثلاثة أهداف!
لقد مر نحو ست سنوات منذ تحقيق تشيلسي للفوز على برشلونة في ملعب «كامب نو». أما ميسي، الذي لم يسجل أي هدف في مرمى تشيلسي، فقد بكى بحرقة في غرفة خلع الملابس بعدما إخفاق برشلونة في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012 إثر خسارته في مجموع مباراتي الذهاب والعودة أمام تشيلسي وإهداره لركلة جزاء ربما كانت ستمكن فريقه من الفوز. وربما تكون هذه الذكريات هي مصدر القوة الأكبر بالنسبة للاعبي تشيلسي خلال مواجهة برشلونة الثلاثاء المقبل.
وفي مباراة عام 2012 نجح تشيلسي في فرض التعادل على برشلونة بهدفين لكل فريق رغم حصول نجم الفريق الإنجليزي آنذاك جون تيري على البطاقة الحمراء، لكن النقص العددي للفريق اللندني ألهب حماس لاعبيه ورأينا لاعبا مثل جوزيه بوسينغوا قدم مستوى رائعا يذكرنا بالنجم الإيطالي الكبير فرنكو باريزي. لكن الأمر مختلف الآن، فقبل أسبوعين لعب تشيلسي بعشرة لاعبين أمام واتفورد أيضا، لكنه تلقى ثلاثة أهداف في غضون ست دقائق فقط!.
ورغم هذا الانهيار أمام واتفورد، كان هناك لاعب لم يستسلم وظل يضغط بكل قوة ويحاول أن يجد الحلول المناسبة، وهو النجم البلجيكي إيدن هازار الذي نجح في إحراز هدف التعادل بقذيفة مدوية من على بُعد 25 ياردة. ورغم أن تشيلسي واصل الانهيار وخسر المباراة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، فإن هذه اللحظة تؤكد أن النجم البلجيكي يبذل قصارى جهده من أجل مساعدة فريقه. وواصل هازار تألقه في مباراة فريقه أمام وست بروميتش ألبيون الاثنين الماضي والتي انتهت بفوز تشيلسي بثلاثية نظيفة، حيث أحرز الهدف الأول بشكل رائع بعد تبادل الكرة مع المهاجم الفرنسي أوليفر جيرو، ثم أحرز هدفه الخامس عشر خلال الموسم الحالي بمجهود فردي رائع.
وفي الوقت الذي يفتقر فيه تشيلسي للاعبين من الطراز العالمي لديهم خبرات كبيرة، فإن هازار هو اللاعب الذي يستطيع أن يصنع الفارق بمفرده. وباستثناء النجم الإسباني سيسك فابريغاس، يقع العبء الأكبر على كاهل هازار فيما يتعلق بتقديم الحلول الإبداعية، ولذا فإن تشيلسي سيعول بصورة كبيرة للغاية على النجم البلجيكي في مباراته أمام العملاق الكاتالوني والمواجهة الصعبة أمام ميسي ورفاقه.
وهناك شعور بأن هذه المباراة ستكون بمثابة لحظة حاسمة بالنسبة لهازار، الذي سيكون لديه حافز أكبر لتقديم أقصى ما لديه بعدما شاهد الخط الهجومي الناري لفريق ليفربول وهو يفترس بورتو البرتغالي، ولاعبي مانشستر سيتي وهم يسحقون بازل السويسري، ولاعبي توتنهام هوتسبير ديلي آلي وموسى ديمبلي وكريستيان إريكسن وهاري كين وهم يقدمون ملحمة كروية ويفرضون التعادل على يوفنتوس على ملعبه وبين جمهوره بهدفين لكل فريق بعدما كان النادي الإيطالي متقدما بهدفين دون رد.
ورغم أن هازار ساعد تشيلسي في الحصول على بطولتين للدوري الإنجليزي الممتاز وأصبح أكثر فاعلية تحت قيادة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي، فإنه دائما ما كان يظهر بمستوى أقل من المتوقع في المناسبات الكبيرة. وقد استبدل هازار بناصر الشاذلي في المباراة التي خسرها منتخب بلجيكا أمام الأرجنتين بقيادة ميسي في كأس العالم الماضية، علاوة على أن سجله التهديفي في مباريات خروج المغلوب بدوري أبطال أوروبا لا ترتقي للاعب بهذه الإمكانيات والقدرات. صحيح أنه أحرز ركلتي جزاء في مرمى باريس سان جيرمان، لكنه لم ينجح في مساعدة تشيلسي على التأهل على حساب النادي الفرنسي في دور الـ16 عامي 2015 و2016 كما لم يقدم هازار مستوى قويا خلال خسارة فريقه أمام أتلتيكو مدريد في الدور نصف النهائي في بطولة عام 2014.
وتشير هذه «الفرص الضائعة» إلى أن هازار ما زال بعيدا عن المستوى الأول في عالم كرة القدم، وربما يفسر هذا ظهور تقارير تشير إلى أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لا يرحب بانتقاله إلى ريال مدريد، الذي يُقال إنه سيعمل جاهدا على التعاقد مع البرازيلي نيمار الصيف المقبل.
ومع ذلك، إذا لم يأخذ هازار الخطوة التالية في رحلة النجومية والصعود للقمة الآن، فإنه لن يأخذها أبدا بعد ذلك، لأنه دخل عامه السابع والعشرين الشهر الماضي، وهذا هو العمر الأفضل للوصول إلى قمة التألق والنضج الكروي، وهو ما يعني أن الوقت سينفد من أمامه سريعا إذا لم يحصل الآن على أكبر الجوائز في عالم الساحرة المستديرة. وربما يشعر هازار بالغيرة عندما يرى اللاعب البرازيلي فيليب كوتينيو ينتقل إلى برشلونة الإسباني، نظرا لأن الأخير لم يتفوق عليه إلا نادرا في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبدلا من ذلك، قد يصبح هازار هدفا لباريس سان جيرمان الفرنسي في حال انتقال نيمار إلى ريال مدريد.
وسوف ننتظر لكي نرى ما إذا كان هازار سيبقى في صفوف تشيلسي خلال الفترة المقبلة ويظل في الاختفاء في المناسبات الكبيرة أم أنه سيتمرد على ذلك. هناك بعض الأدلة التي تشير إلى رغبته في الانتقال إلى ريال مدريد، لكن مالك تشيلسي رومان أبراموفيتش لا يبيع أفضل لاعبيه مطلقا. لكن من عدم الإنصاف أن نقول إن مواجهة تشيلسي أمام برشلونة هي مواجهة بين هازار وميسي، وليس مواجهة بين هازار من جانب وميسي وسواريز وأندرياس إنييستا وإيفان راكيتيتش وباولينيو وعثمان ديمبلي من جهة أخرى.
وبينما يملك برشلونة الكثير من الخيارات القوية، ينظر كونتي أمامه فلا يرى سوى روس باركلي! ومع ذلك، يمكن لهازار أن ينعش حظوظ فريقه بمهاراته وقدراته الفردية على غرار ما فعله النجم البرازيلي كاكا مع فريق ميلان العادي قبل 11 عاما، عندما قاده للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا. لكن قد يفقد هازار حماسه عندما يرى ميسي وهو يمر من لاعبي فريقه الواحد تلو الآخر بسهولة كبيرة.


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.