ترمب يرى أن اللائحة تثبت عدم وجود أي «تواطؤ» من قبل حملته

صورة أرشيفية لرجل الأعمال يفجيني بريغوجين (يسار) يقدم الطعام للرئيس بوتين (وسط) في مطعمه بموسكو. بريغوجين إحدى الشخصيات التي تضمنتها اللائحة الأميركية ويطلق عليه اسم «طباخ بوتين» (أ.ب)
صورة أرشيفية لرجل الأعمال يفجيني بريغوجين (يسار) يقدم الطعام للرئيس بوتين (وسط) في مطعمه بموسكو. بريغوجين إحدى الشخصيات التي تضمنتها اللائحة الأميركية ويطلق عليه اسم «طباخ بوتين» (أ.ب)
TT

ترمب يرى أن اللائحة تثبت عدم وجود أي «تواطؤ» من قبل حملته

صورة أرشيفية لرجل الأعمال يفجيني بريغوجين (يسار) يقدم الطعام للرئيس بوتين (وسط) في مطعمه بموسكو. بريغوجين إحدى الشخصيات التي تضمنتها اللائحة الأميركية ويطلق عليه اسم «طباخ بوتين» (أ.ب)
صورة أرشيفية لرجل الأعمال يفجيني بريغوجين (يسار) يقدم الطعام للرئيس بوتين (وسط) في مطعمه بموسكو. بريغوجين إحدى الشخصيات التي تضمنتها اللائحة الأميركية ويطلق عليه اسم «طباخ بوتين» (أ.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً أن توجيه الاتهام إلى 13 شخصية روسية بالتدخل في الاقتراع الرئاسي في 2016 دليل واضح على أن فريق حملته الانتخابية لم يتواطأ مع موسكو، داعياً الأميركيين إلى الاتحاد «لحماية ديمقراطيتنا»، لكن الأخبار الصادرة عن مكتب المحقق الخاص، روبرت مولر، أعطت كثيراً من الزخم للديمقراطيين الذين يطالبون بمواصلة التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، خصوصاً بعد أن أشارت اللائحة إلى ناشط سياسي أميركي متمركز في تكساس لم تكشف عن اسمه.
ونفت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تعليقها، وجود أي تواطؤ ما بين روسيا وحملة ترمب الانتخابية، وقالت للصحافيين إن التدخل الروسي بدأ منذ عام 2014، قبل أن يعلن الرئيس ترمب ترشحه، وقد اطلع الرئيس دونالد ترمب على المسألة، ويسره أن يرى أن التحقيقات التي أجراها المحقق الخاص روبرت مولر تشير كذلك إلى أنه لم يكن هناك أي تواطؤ بين حملة ترمب وروسيا، وأن نتائج الانتخابات لم تتأثر بهذا التدخل.
وقال ترمب، في تغريدة له بعد إصدار لائحة الاتهام، إن «روسيا بدأت حملتها المعادية للولايات المتحدة في 2014، أي قبل وقت طويل من إعلاني أنني سأترشح للانتخابات»، مشيراً إلى تفاصيل في الاتهام تؤكد براءته، وأضاف أن «نتائج الانتخابات لم تتأثر، وحملة ترمب لم ترتكب أي خطأ - لا تواطؤ».
وفي بيان منفصل للبيت الأبيض، تعليقاً على إعلان مولر، دعا دونالد ترمب مواطنيه إلى «الاتحاد كأميركيين لحماية سلامة ديمقراطيتنا وانتخاباتنا». ونقل البيان عن الرئيس الأميركي قوله: «لا نستطيع أن نسمح للذين يسعون إلى بث الالتباس والخلاف والحقد بالنجاح»، وأضاف: «حان الوقت لوقف الهجمات الحزبية، والادعاءات والمزاعم الكاذبة والنظريات غير الصحيحة، لهدف واحد هو تمرير أجندات لاعبين سيئين، مثل روسيا، دون فعل أي شيء لحماية مؤسساتنا».
وتتضمن لائحة الاتهام الأولى التي يصدرها مولر تفاصيل عن «عملية مذهلة أطلقت في 2014، في محاولة لإحداث انقسام اجتماعي في الولايات المتحدة، والتأثير في السياسة الأميركية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية عام 2016». وقال مولر إنه في منتصف عام 2016، قاد يفجيني بريغوجين، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مجموعة ركزت عملها على تعزيز حملة ترمب، وتحقير منافسيه، وبينهم الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأوضح أن «مئات» الأشخاص تناوبوا على العمل ضمن هذه المجموعة، بميزانية تقدر بملايين الدولارات. ووصفت روسيا الاتهامات بـ«السخيفة». ويدير بريغوجين، الذي يلقب بـ«طبّاخ بوتين»، شركة تعمل لحساب الكرملين لتأمين الطعام خلال حفلات الاستقبال فيه. وقد ظهر في صور مع الرئيس الروسي، وتخضع شركة «كونكورد» التي يديرها لعقوبات من قبل الحكومة الأميركية.
وقلل بريغوجين من أهمية الاتهام الموجه إليه، بحسب وكالة «ريا نوفوستي» الرسمية للأنباء، وقال إن «الأميركيين حساسون جداً؛ يرون ما يريدون أن يروه. أكن لهم احتراماً كبيراً»، وأضاف: «لست غاضباً على الإطلاق لوجودي في اللائحة. إذا أرادوا أن يرونني شيطاناً، فهذا شأنهم».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مشاركته في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ أمس، إنه حتى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وآخرون، أثاروا تساؤلات بشأن التحقيق الأميركي، وقال: «إلى أن نرى الحقائق، سيظل ما سواها محض هراء».
وقال مساعد وزير العدل الأميركي، رود روزنستاين، إن «لائحة الاتهام لا تتضمن ما يشير إلى أن هناك أي أميركي كان على علم بالمشاركة في هذا النشاط غير المشروع»، لكن أشارت اللائحة إلى ناشط سياسي أميركي متمركز في تكساس، لم تكشف اسمه. ولا يوجد أحد من الروس الـ13 المتهمين قيد التوقيف لدى السلطات الأميركية.
وزعم المحقق مولر أن لديه أدلة على المزيد من جرائم الاحتيال المصرفي من قبل مدير الحملة السابق لترمب. وادعى مكتبه في وقت متأخر من يوم الجمعة أنه كشف عن أدلة على وجود احتيال مصرفي لم يتم إدراجه في لائحة الاتهام التي وجهها إلى بول مانافورت، في أكتوبر (تشرين الأول)، حسبما جاء في بلاغ من 4 صفحات قدم إلى المحكمة الاتحادية الثلاثاء الماضي، وحصلت عليه مجلة «بوليتيكو».
وأوضحت القاضية الاتحادية إيمي بيرمان جاكسون أنها مستعدة للإفراج عن مانافورت، المتهم بالتآمر وغسل الأموال، من الإقامة الجبرية بكفالة 10 ملايين دولار. وأظهر بلاغ، الثلاثاء، اعتراض ممثلي الادعاء العام على الكفالة، حيث ادعوا أن مانافورت قدم معلومات كاذبة إلى بنك فيما يتعلق برهن عقاري. وقالت الوثيقة، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، إن «الحزمة المقترحة ناقصة في وجهة نظر الحكومة، في ضوء السلوك الإجرامي الإضافي الذي علمناه منذ تحديد المحكمة للكفالة المبدئية»، وأضافت: «هذا السلوك الإجرامي يشمل سلسلة من عمليات الاحتيال المصرفية ومؤامرات الاحتيال المصرفية».
وتوحي الإشارة إلى المؤامرات بتورط أطراف أخرى، ولكن لم تدرج تفاصيل أخرى في البلاغ. وأظهرت الوثائق أنه لم توجه أي اتهامات بشأن هذا الادعاء. وألمحت جاكسون، الشهر الماضي، إلى أن محاكمة مانافورت قد تبدأ في سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول).



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.