يقف الليبيون في الذكرى السابعة للثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي على مفترق طرق بين متفائل ومتشائم، ويحدو بعضهم الأمل في أن تطوي الانتخابات، التي تريد الأمم المتحدة تنظيمها هذه السنة، صفحة الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.
تقول أمينة محمد الكوافي، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد عشنا سبع سنوات عجاف بعد الثورة، ولن نرى أسوأ مما رأيناه فيما سبق، والفرج قريب... لقد آلمنا ضنك العيش الآن، لكن الانتخابات قادمة لا محالة، وسيتغير المشهد وستعود فرحتنا بثورة 17 فبراير وسنحتفل».
من جهته، لا يعول الصحافي سعد البدري (35 عاما) على الانتخابات المقبلة للخروج من الأزمة الراهنة، قائلا إن «أي حل سياسي في ليبيا يبقى بعيد المنال على المدى القريب بسبب طمع الجميع في السلطة والتشبث بها... لقد ضيع الجميع مفهوم الوطن بين التشبث بأفكار النظام السابق، وأحلام ثورة فبراير التي تم اختطافها».
من جانبه، يرى عبد القادر محمد (37 عاما)، وهو مهندس معماري ينشط في العمل السياسي، أن البلاد بحاجة إلى خريطة طريق واضحة المعالم غير تلك التي أعلنها المبعوث الأممي، مشددا على خطوات مهمة تسبق العملية الانتخابية، تتمثل في إعادة تشكيل المفوضية وإصدار قانون للانتخابات، مع وجود دستور، أو تعديل في الإعلان الدستوري المؤقت، ينقل البلد إلى شكل الدولة المنشود، ويعبر بها من المراحل الانتقالية.
لكن الأستاذ الجامعي في العلوم السياسية محمود المرشتي (68 عاما) يرى أن الأهم هو وجود إجماع وطني على قبول نتائج الانتخابات المرتقبة، وألا يكون هناك انقلاب على صندوق الاقتراع في حال لم ترض النتائج أحد الأطراف، ويقول بهذا الخصوص: «لقد خضنا تجربة سابقة مريرة في هذا الأمر. واحتفالنا بثورة 17 فبراير هذا العام يتمثل في الرجوع إلى الشعب ليقول كلمته في انتخابات حرة ونزيهة، تعيد للدولة هيبتها، وتنهي الانقسام، وترفع المعاناة عن كاهل المواطن الذي عانى ويلات العوز والجوع والمرض والخوف».
تقول كريمة البدري، وهي مصرفية من طرابلس، بين نحو مليون امرأة سجلن أسماءهن، إن «حرية التصويت هي الإنجاز الأساسي للثورة... لكن يجب أن نركز على المستقبل لمحاولة إعادة إعمار البلاد، رغم أن النور في آخر النفق يبدو بعيدا».
وأخذت المظاهر الاحتفالية بثورة فبراير تتراجع مع عام 2014، بعد الهجوم الذي شنته قوات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس، ودخول قوات المشير حفتر في شرق البلاد في أتون حرب على الجماعات المتطرفة.
ويعزو المحامي سلامة البركي (29 عاما) تراجع المظاهر الاحتفالية بذكرى الثورة إلى ما يعيشه الليبيون من شح كبير للسيولة النقدية، وارتفاع للأسعار نتيجة انهيار العملة الليبية أمام باقي العملات، إضافة إلى انعدام الخدمات الطبية والمعيشية وغياب الأمن.
لكن سالم المعداني (33 عاما) وهو شقيق لأحد «شهداء الثورة»، الذين واجهوا قوات القذافي يقول إنه «سيحتفل بالذكرى حتى لو كان وحده».
8:2 دقيقة
كيف ينظر الليبيون إلى إنجازات ثورة فبراير؟
https://aawsat.com/home/article/1178741/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%9F
كيف ينظر الليبيون إلى إنجازات ثورة فبراير؟
كيف ينظر الليبيون إلى إنجازات ثورة فبراير؟
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة