ربما لم يُفاجأ أحد بتعاقد نادي وستهام يونايتد مع اللاعب الفرنسي باتريس إيفرا الذي فسخ نادي مارسيليا الفرنسي التعاقد معه بعد ركله أحد المشجعين في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قبل انطلاق مباراة فريقه أمام فيتوريا جيماريس البرتغالي في بطولة الدوري الأوروبي. وكان وستهام يونايتد قد تعاقد قبل 19 عاماً من الآن مع اللاعب الإيطالي باولو دي كانيو، الذي كان موقوفاً أيضاً بسبب تعديه على الحكم في إحدى مباريات فريقه. وعقب تعاقد وستهام يونايتد مع دي كانيو، كتب الصحافي جون برودكين في صحيفة الـ«غارديان» آنذاك يعبّر عن اندهاش الجميع من إقدام النادي الإنجليزي على تلك الخطوة. وتألق دي كانيو بشدة مع وستهام يونايتد، الذي يتمنى مشجعوه أن يحدث نفس الشيء مع إيفرا.
ويحتاج نادي وستهام يونايتد بشدة إلى لاعب قوي قادر على تدعيم خط دفاع الفريق الذي ودّع بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي ويحتل مركزاً لا يُحسد عليه في الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 4 نقاط فقط عن منطقة الهبوط. وقد عصفت الإصابات بلاعبي الفريق، كما يشعر جمهور النادي بالغضب من مجلس إدارة النادي بسبب فشله في إبرام صفقات قوية تساعد النادي على الخروج من كبوته. وعلاوة على ذلك، أقال النادي مسؤول التعاقدات، توني هنري مؤخراً بعدما أدلى بتعليقات مهينة عن اللاعبين الأفارقة. ويبدو أن وستهام يونايتد يسير نحو الدخول في أزمة جديدة.
دعونا نتفق على أن إيفرا لا يمكنه حل مشكلات وستهام يونايتد بمفرده، لكن عودة اللاعب الفرنسي المخضرم للدوري الإنجليزي الممتاز بعد 3 سنوات ونصف السنة من تجربته الناجحة للغاية مع مانشستر يونايتد لها العديد من الجوانب الإيجابية، فهو يمتلك خبرات هائلة ولديه عقلية الفوز، وربما تكمن النقطة الأهم في أنه لديه ما يريد أن يثبته بعد عودته للدوري الأقوى في العالم مرة أخرى.
ولم يشارك إيفرا في أي مباراة منذ إيقافه في شهر نوفمبر الماضي. وأوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إيفرا عن المشاركة في المباريات الأوروبية مع أي نادٍ لمدة 7 أشهر، وفرض عليه غرامة قدرها 10 آلاف يورو. وبعد هذه الواقعة، قرر نادي مارسيليا فسخ تعاقده مع إيفرا بعد 10 أشهر من قدومه من يوفنتوس الإيطالي. والآن، باتت الفرصة سانحة أمام إيفرا لكي يلعب كرة القدم مجدداً، ويُذكّر أولئك الذين ربما نسوا أنه لاعب لديه قدرات وإمكانات كبيرة وأنه ما زال قادراً على العطاء.
وفي ظل إيقاف أرثر ماسواكو لـ6 مباريات بسبب بصقه على لاعب ويغان أتليتيك، نيك باول، الشهر الماضي، فإن الفرصة سانحة أمام إيفرا للمشاركة في مركز الظهير الأيسر، الذي لا ينافسه عليه سوى آرون كريسويل، 28 عاماً، والذي يقدم أداءً باهتاً في مشاركاته الأخيرة، ولذا ربما يرى المدير الفني لوستهام يونايتد، ديفيد مويز، أن هذا هو الوقت المثالي للدفع بإيفرا الذي سبق أن عمل معه عندما كان يتولى تدريب نادي مانشستر يونايتد.
لكن يتعين علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان إيفرا سيتمكن من تقديم أداء جيد في طريقة اللعب التي يطبقها مويز والتي تعتمد على قيام ظهيري الجنب بالعديد من الواجبات في النواحي الدفاعية والهجومية على حد سواء. بالطبع، لم تكن هذه الواجبات تمثل أي مشكلة بالنسبة إلى إيفرا عندما كان في أوج عطائه وتألقه، حيث كان قوياً للغاية في الناحية الدفاعية، وكان يقوم بواجباته الهجومية على أكمل وجه، لكن الآن ربما يكون الأمر صعباً على اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً. ورغم أن إيفرا يبدو في حالة بدنية جيدة للغاية، فإن عامل السن لا بد أن يكون له تأثير واضح على اللاعب، حتى وإن كان يعتني بنفسه جيداً، خصوصاً أنه سيعود للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتطلب قدرات بدنية هائلة.
وفي هذا الصدد، فإن ما يبدو كأنه تعاقد جيد مع لاعب كبير، يحمل في طياته مغامرة كبيرة في حقيقة الأمر ويثير العديد من علامات الاستفهام حول السياسة التي يتبعها النادي في إبرام الصفقات الجديدة، خصوصاً بعدما أصبح إيفرا هو ثالث مدافع يتجاوز عمره 30 عاماً ينضم للفريق خلال الـ12 شهراً الماضية، بعد خوسيه فونتي وبابلو زاباليتا، لينضم إلى خط دفاع مكون من جيمس كولينز (34 عاماً)، ووينستون ريد (29 عاما)، وأنغيلو أوغبونا (29 عاماً)، وهو ما يجعل عشاق النادي يشعرون بالقلق فيما يتعلق بخط دفاع الفريق.
ومع ذلك، لا يوجد أدنى شك في أن إيفرا يمتلك قدرات وفنيات كبيرة للغاية وخبرات هائلة، حيث حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 5 مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد، بالإضافة إلى لقب الدوري الإيطالي الممتاز مرتين مع يوفنتوس، كما خاض 81 مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي. وعلاوة على ذلك، سوف يلهب إيفرا حماس لاعبي وستهام يونايتد في غرفة خلع الملابس، بفضل رغبته في اللعب مرة أخرى من جديد وشخصيته التي اعتادت على تحقيق الفوز بسبب لعبه في أندية كبرى تلعب من أجل الحصول على البطولات والألقاب.
وُلد إيفرا في السنغال، ونشأ في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، ثم انتقل للعب في إيطاليا، وعاد لفرنسا من جديد، قبل أن يحط الرحال في مانشستر يونايتد ويقضي بين جدرانه 8 سنوات مليئة بالنجاحات، وبعض المشكلات أيضاً، لعل أبرزها مشكلته مع نجم ليفربول السابق لويس سواريز الذي وجّه إليه إهانات عنصرية. والآن، عاد إيفرا مرة أخرى، ويجب على أي شخص يشكك في قدرته على الظهور بمستوى جيد أن يدخل على حساب اللاعب على موقع «إنستغرام» ويرى مقطع الفيديو الذي نشره اللاعب في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي يظهر فيه في كامل لياقته البدنية ويعبر عن حبه الشديد للعبة كرة القدم.
إيفرا ليس «الدجاجة التي ستبيض ذهباً» في وستهام
اللاعب يمتلك قدرات كبيرة لكن عودته للدوري الإنجليزي ستكون اختباراً قوياً
إيفرا ليس «الدجاجة التي ستبيض ذهباً» في وستهام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة