صناعة الحبال تحكي قصة كفاح الأجداد في بيئة صحراوية

300 حرفة في السوق الشعبية بمهرجان الجنادرية

بعض الحرفيين بالجنادرية يمارسون عملهم (تصوير سعد الدويسري)
بعض الحرفيين بالجنادرية يمارسون عملهم (تصوير سعد الدويسري)
TT

صناعة الحبال تحكي قصة كفاح الأجداد في بيئة صحراوية

بعض الحرفيين بالجنادرية يمارسون عملهم (تصوير سعد الدويسري)
بعض الحرفيين بالجنادرية يمارسون عملهم (تصوير سعد الدويسري)

تمثل السوق الشعبية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 32)، الذي افتتح في الرياض قبل أيام، واحة للحرفيين من أنحاء السعودية والخليج العربي الذين احتفظوا بحرفهم الأصيلة في وجه تيار الحداثة الجارف، وأوصلوا للزوار جانباً من حياة الناس الصعبة في بيئة صحراوية قبل عقود عدة.
في إحدى زوايا السوق الشعبية يعرض علي مسفر الصقور (65 عاماً) ما ينتجه من حبال، ويشرح للزوار كم كان لها من أهمية في الماضي، وكيف كانت تصنع من خيوط تلف على شكل جدائل، وتجتمع مع بعضها البعض لتكون أقوى، ويوضح أن الفتلة الواحدة يستغرق العمل عليها نحو يوم كامل دون تدخل أي آلة.
ويشير إلى أن تلك المهنة التي ورثها عن أبيه كانت تمثل أهمية كبيرة سابقاً، إذ تستخدم في شد الدلو لاستخراج مياه الآبار، وشد الراحلة التي كانت تقل الناس أثناء ترحالهم بين المناطق.
ويضيف الصقور أنه يشارك منذ ثلاثين عاماً في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ويسعى إلى تعريف الأجيال بصناعة الحبال التي ارتبطت قديماً بمهنة الزراعة واستخراج المياه.
ويؤكد أنها لا تزال تطلب نظراً لجودتها العالية، كما أن المواد الأساسية التي يستخدمها من سعف النخل التي يتوفر في المناطق السعودية كافة، إضافة إلى أن له محلاً في نجران جنوب السعودية، ويصنع هناك الحبال التي ينتجها بشكل يدوي.
وتقدر عدد الحرف المشاركة في المهرجان هذا العام بنحو 300 حرفة يقدمها نحو 250 حرفياً يمثلون مختلف الحرف من مناطق السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتمثل الجنادرية للحرفيين أصالة الماضي، كما يستطيع الزوار التعرف على كافة الحرف اليدوية القديمة التي كان الآباء والأجداد يعملون عليها، وما كان يصاحب تلك المهن من قسوة الحياة اليومية.


مقالات ذات صلة

فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

عالم الاعمال فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

أعلن فندق «شيراتون القاهرة»، وهو جزء من علامة «ماريوت» الدولية عن إعادة افتتاح البرج الشمالي للفندق.

الاقتصاد أشخاص يجلسون في مقهى بسيدي بو سعيد وهي مقصد سياحي شهير بالقرب من تونس العاصمة (رويترز)

عائدات السياحة التونسية تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياسية

تجاوزت عائدات السياحة التونسية حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 2.2 مليار دولار، وسط توقعات بتسجيل أرقام قياسية في عدد السياح الوافدين إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الاقتصاد أحمد الخطيب متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: تطوير الشراكات السعودية - الفرنسية في المنظومة السياحية

قال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، الثلاثاء، إن السعودية تعمل على تطوير شراكات مع فرنسا لتبادل الخبرات والبيانات.

زينب علي (الرياض)
يوميات الشرق يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة السعودية بوابة تربط بين الماضي والحاضر كمعلم حضاري كبير تحتضنه المدينة الساحلية جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر»، بما في ذلك كشف الضيوف عن الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل جعلت التكنولوجيا الأشخاص أكثر نرجسية؟

كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)
كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)
TT

هل جعلت التكنولوجيا الأشخاص أكثر نرجسية؟

كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)
كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)

تعد الشخصية النرجسية من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، حيث يتسم أصحابها بالتركيز الشديد على ذاتهم والشعور بالعظمة والاستحقاق الزائد والحاجة المفرطة للإعجاب، إلى جانب قلة التعاطف مع الآخرين.

ويرى الدكتور بيتر غاردنفورس، أستاذ العلوم المعرفية في جامعة لوند بالسويد، أن عدد أصحاب الشخصية النرجسية ازداد كثيرا في الفترة الأخيرة، وأرجع السبب في ذلك إلى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

وقال غاردنفورس لموقع «سايكولوجي توداي»: «لقد كان للتكنولوجيا الحديثة تأثير عميق على صورتنا الذاتية. وبدأ ذلك بالكاميرات والهواتف الذكية التي تتيح للشخص التقاط صور متعددة لنفسه وتحسينها ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على إعجاب الآخرين. وكلما زاد الإعجاب بالصورة زاد خطر أن يصبح نرجسيا، حيث يمكن أن يشعر بالعظمة والاستحقاق بشكل مبالغ فيه».

وأضاف: «إن إنتاج الصور اليوم ليس سريعاً فحسب، بل إنه رخيص أيضاً. يمكننا التقاط عدد كبير من الصور لأنفسنا والتخلص فوراً من تلك التي لا نعتقد أنها تنصفنا. ويمكننا بسهولة التلاعب بالصور لتجميل أنفسنا ثم نشرها على الفور على وسائل التواصل الاجتماعي. لم تعد الصور تلتقط بالكاميرا لصنع الذكريات بل أصبحت سلعة قابلة للاستهلاك».

ولفت أستاذ العلوم المعرفية إلى أن الاهتمام بالصفات الداخلية مثل شخصية الشخص وذكائه وأخلاقه أصبح في مرتبة أدنى من الاهتمام بالشكل والمظهر وغيرها من الخصائص الخارجية.

كما يرى غاردنفورس أنه كلما زاد التقاط الشخص لصور «سيلفي» لنفسه، تأثرت طريقة تصوره لذاته وكان ذلك مؤشرا على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسيا.

علاوة على ذلك، فإن كثرة مشاركة الأخبار والمنشورات السلبية على مواقع التواصل تجعل الشخص أقل حساسية تجاه هذا النوع من الأخبار في المستقبل وأقل تعاطفا مع الآخرين.

وأكد غاردنفورس أنه يرى أن «فيسبوك» و«إنستغرام» هما تقنيتان مثاليتان للنرجسيين.