اختتام التحقيق بقضية مارسيل غانم وترقب القرار الظني

TT

اختتام التحقيق بقضية مارسيل غانم وترقب القرار الظني

اختُتم أمس التحقيق في قضية الإعلامي مارسيل غانم، وتمت إحالته على النيابة العامة الاستئنافية لإبداء المطالعة في الأساس تمهيداً لإصدار القرار الظني، في الدعوى المقامة ضدّه بتحقير القضاء، والإساءة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، من خلال استضافته محللين سياسيين انتقدا أداء عون وبعض المسؤولين اللبنانيين، ضمن برنامج «كلام الناس» الذي يقدمه غانم على محطة «المؤسسة اللبنانية للإرسال».
وأفيد بأن قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور اختتم التحقيق بعد استجواب الإعلاميين مارسيل غانم وجان فغالي، وإحالته على النيابة العامة الاستئنافية تمهيداً لإصدار القرار الظني. وقد مثل غانم ووكيله النائب بطرس حرب أمام القاضي منصور في قصر العدل في بعبدا، تماماً كما فعل فغالي ووكيله، بعدما تم فصل ملفيهما عن ملف الصحافيين السعوديين المدعى عليهما.
وتضامناً مع حرية الإعلام ومارسيل غانم، واكب عدد من الشخصيات جلسة الاستماع من أمام قصر العدل، أبرزها، وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس، والنائب غازي العريضي، والنائب السابق فارس سعيد، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر، ومفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس.
وبعد انتهاء الجلسة، أعلن النائب المحامي بطرس حرب أن القاضي قرر ترك غانم بسند إقامة على أن يصدر القرار الظني خلال ساعات أو أيام، وقال في تصريح للصحافيين: «سنبقى نعتبر أن السلطة القضائية مستقلة ونحترم القانون وما حصل اليوم في الجلسة جيد».
واعتبر حرب أن «الحريات الإعلامية في لبنان وثقافتنا هي التي تحمي الحرية في البلاد، كما أننا نراهن على السلطة القضائية ونزاهتها». وأضاف: «مارسيل غانم لم يتركب أي جرم ويجب وقف التعقبات بحقه لطي صفحة تغيير صورة لبنان، خصوصاً أن الملاحقة لا تستند لسبب قانوني وهي ملاحقة سياسية وتحد لحرية الإعلام والرأي».
من جهته، جدد غانم التأكيد على أن «الدعوى لا أساس لها»، لافتاً إلى أن «جلسة الاستجواب لم تكن سهلة وإن كان القاضي موضوعياً». وأضاف: «نتكل على أن يذهب الملف إلى الحفظ حفاظاً على ما تبقى من البلد». واعتبر غانم أن «بعض من في السلطة حاول تدجين الإعلام وفشل»، وقال: «نحن لم نقل يوماً إننا فوق القانون وتم تصويرنا على أننا فوق القانون لأسباب معينة».
وطالب غانم بـ«قضاء مستقل وعادل ونزيه وبعيد عن السياسة»، مشدداً على احترام «أي قرار يصدر شرط ألا يكون هناك أي تدخل سياسي». وختم: «أعتقد أن ما نشهده اليوم هو معركة حريات تطال كل الزملاء الإعلاميين، وإذا انتصرنا في هذا الملف ستنتصر الحرية الإعلامية في لبنان».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».