على أعتاب سينما سعودية

بعض الأنباء الواردة من الرياض تفيد بأن مشروعات سينمائية عدة سعودية الإنتاج يجري التحضير لها لتكون في طليعة الإنتاجات المحلية بعد القرار التاريخي بالسماح بإنشاء صالات سينما وعرض الأفلام، كما الحال في الدول المجاورة كالإمارات والبحرين والكويت، والعالم.
- هذا الحماس جيد وصحي بحد ذاته. هناك ممولون يريدون تحقيق أفلام تصاحب هذه الخطوة، وتفيدها وتستفيد منها، هذا جيد. لكن هذا الحماس يجب أن يكون مدروساً بشكل جيد، وإلا فلن تكون النتيجة بحجم الطموحات.
- على سبيل المثال، هناك ذلك السعي لدى الأفراد والشركات لكسب السباق. هناك سينمائيون يريد كل منهم أن يكون أول مخرج يقدم فيلماً سعودياً طويلاً في المرحلة الجديدة. هناك منتجون يتنافسون على الأولوية. هذا مع العلم أن الأولوية بالنسبة للسينما السعودية تم حسمها منذ عام 2006 عندما قدّم المخرج والمنتج عبد الله المحيسن فيلمه الروائي الأول «زمن الصمت»، وهو الذي كان سبّـاقاً في العمل على توفير الصوت السعودي في السينما عبر أفلام تسجيلية ورسوم متحركة.
‫- في العام ذاته، أنجزت «روتانا» فيلماً روائياً سعودياً أولاً أيضاً. كان المحيسن سبقها في التصوير وهي سبقته في الانتهاء من التصوير. الفيلم الذي قدّمته آنذاك كان «كيف الحال». لكن المخرج لم يكن سعودياً. كذلك الحال مع فيلم ثالث أخرجه السوري أمين البني بعد ذلك وضاع مع الأيام. هذا قبل أن تتوّج هيفاء المنصور كل ما سبق بفيلمها بصفتها أول مخرجة أنثى تقدم فيلماً روائياً طويلاً.‬
- إذن، الأولوية ليست ذات أهمية في الواقع، لكن ليس بسبب هذه الأعمال السابقة فقط، بل لأن الأهم من سيكون المخرج الأول، هو الإنجاز الذي سيتحقق. هل المخرج مستعد وحاضر ولديه رؤية فنية جيدة؟ هل هناك ذلك السيناريو المناسب؟ ثم هل سيؤمّن التمويل فيلماً جيداً، أم فيلماً يسارع لدخول السوق التجارية؟
- مثل هذه الأسئلة وسواها يحتاج إلى وقفة مهمّـة قبل القفز إلى الإنتاج سعياً وراء الألقاب أو النجاحات التجارية. هذه الأخيرة لا بأس بها، بل ضرورية للاستمرار، لكن النصيحة هي إذا ما كنت ستقدم على مشروعك السينمائي على أي حال، اسعَ ليكون فيلماً يحترم ذكاء المشاهد وليس نسخة عما هو مستورد.