«القوات» ينتقد تصريحات زعيم «حركة النجباء» العراقية في بيروت

أكرم الكعبي الأمين العام لحركة {النجباء} أمام قبر القيادي العسكري في {حزب الله} عماد مغنية خلال زيارته للضاحية الجنوبية في بيروت أول من أمس (أ.ف.ب)
أكرم الكعبي الأمين العام لحركة {النجباء} أمام قبر القيادي العسكري في {حزب الله} عماد مغنية خلال زيارته للضاحية الجنوبية في بيروت أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«القوات» ينتقد تصريحات زعيم «حركة النجباء» العراقية في بيروت

أكرم الكعبي الأمين العام لحركة {النجباء} أمام قبر القيادي العسكري في {حزب الله} عماد مغنية خلال زيارته للضاحية الجنوبية في بيروت أول من أمس (أ.ف.ب)
أكرم الكعبي الأمين العام لحركة {النجباء} أمام قبر القيادي العسكري في {حزب الله} عماد مغنية خلال زيارته للضاحية الجنوبية في بيروت أول من أمس (أ.ف.ب)

أثارت زيارة الأمين العام لحركة النجباء العراقية، وهي إحدى ميليشيات الحشد الشعبي المقاتلة في سوريا، إلى بيروت، جدلاً في أوساط سياسية لبنانية، واعتبرها حزب «القوات اللبنانية» خرقاً لاحترام السيادة اللبنانية والدولة، وذلك على ضوء مواقف أعرب خلالها الكعبي عن استعداد قواته للقتال في «جبهة واحدة» مع «حزب الله» اللبناني في حال شن إسرائيل أي اعتداء.
وقال الشيخ أكرم الكعبي بعد زيارته ضريح القيادي العسكري في «حزب الله» عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس: «سنقف مع (حزب الله) في أي هجوم إسرائيلي أو أي حراك إسرائيلي ضد هذا الحزب».
واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم أنه من المؤسف ما نشهده بشكلٍ مستمر من زيارات لمسؤولين وحركات من الامتداد الهلالي الإيراني، إلى وطن الأرز لبنان، وآخرها أمين عام حركة النجباء في الجمهورية الإسلامية أكرم الكعبي، بأسلوب لا يحترم السيادة اللبنانية والدولة اللبنانية وحتماً الشعب اللبناني الذي يدرك تماما معنى الضيافة ولم يقصِّر يوماً مع أي ضيفٍ دخل إلى لبنان مُحترماً أصحاب الأرض.
وأضاف في حديث لموقع «القوات اللبنانية» الإلكتروني: «المؤسف أكثر أن يتداعى هؤلاء، مع الاحترام لأشخاصهم، لإعلان مواقف على حساب القرار اللبناني، فيما الدفاع عن لبنان من مسؤوليتنا كـ(دولة وجيش وشعب) عند الضرورة، بثلاثية ثابتة، قوية وسيادية».
وتقاتل حركة النجباء المدعومة عسكرياً من إيران إلى جانب قوات النظام في سوريا. وينتشر المئات من مقاتليها حالياً على مختلف الجبهات في سوريا، حيث شاركوا مع مجموعات شيعية موالية لدمشق في معركة مدينة البوكمال (شرق) آخر المدن التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا.
وقال الكعبي: «سنكون مع الحزب في صف واحد وجبهة واحدة كما كنا معه في العراق أو في سوريا في جبهة واحدة»، مؤكداً: «سنبقى مع سوريا.. التي تعتبر جزءاً من محور المقاومة وسنحقق الانتصارات».
ومنذ العام 2013، يشارك «حزب الله» بشكل علني في القتال مع قوات النظام في سوريا. كما أرسل مستشارين وقياديين إلى العراق قدموا دعماً لفصائل الحشد الشعبي في معاركها ضد تنظيم داعش.
وتعد هذه الزيارة الثانية لقيادي في فصيل عراقي شيعي إلى لبنان، بعد زيارة قام بها قيس الخزعلي الأمين العام لميليشيا «عصائب أهل الحق»، أحد فصائل الحشد الشعبي أيضا، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتوجه إلى الحدود الجنوبية مع إسرائيل بلباس عسكري برفقة عناصر من «حزب الله». وأعلن الخزعلي في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حينها «الجهوزية الكاملة» للوقوف «أمام الاحتلال الإسرائيلي».



النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
TT

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة وزيادة معدل الاحتباس الحراري، وقال إن هذه المواقع تشكل مخاطر تلوث بيئية كبيرة عبر الهواء والماء والتربة، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة.

ووفق دراسة لمرصد الاستشعار عن بُعد، فإن الحرب في اليمن أثرت بشكل عميق على إدارة النفايات الصلبة، مما أدى إلى زيادة الإغراق والمخاطر على البيئة والصحة العامة، وقالت الدراسة إنه يتم استخدم الأقمار الاصطناعية في تحديد مواقع الإغراق، وبالتالي المساعدة في إيجاد التدابير العلاجية وسياسات إدارة النفايات.

إحراق النفايات في اليمن يؤدي إلى إطلاق الغازات فضلاً عن المواد المسرطنة (إعلام محلي)

وأوضح المرصد أنه رغم تراجع حدة الصراع الذي دام قرابة عقد من الزمان في اليمن، فإن البلاد لا تزال بعيدة عن السلام، إذ احتلت في بداية الصراع بالفعل المرتبة 160 من أصل 177 على مؤشر التنمية البشرية، مما عزز مكانتها بوصفها واحدة من أكثر دول العالم فقراً.

وأثناء الصراع أشار المرصد إلى نشوء عديد من تحديات إدارة النفايات، ما أدى إلى انتشار مواقع الإغراق غير الرسمية وتفاقم المخاطر البيئية والصحية، كما أدت الحرب إلى إجهاد الموارد الاقتصادية، وتعطيل البنية التحتية للنفايات، وتحويل الانتباه بعيداً عن إدارتها.

وأكدت الدراسة أن مواقع النفايات غير الرسمية المليئة بالنفايات الخطرة تسبب تلوث الهواء أثناء إحراقها، ما يؤدي إلى إطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة، ورجحت أن يكون تفشي الكوليرا في اليمن عام 2016، الذي أسفر عن وفاة 3000 شخص، مرتبطاً بالنفايات الطبية غير المعالجة التي تلوث المجاري المائية.

100 حريق سنوياً

وأوضح المرصد أنه استعمل الأقمار الاصطناعية لتحديد ومراقبة مثل هذه المواقع باستخدام نظام معلومات الحرائق التابع لوكالة «ناسا»، وكشف عن تسجيل 1350 حريقاً بين أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وأكتوبر2023، وقال إن هذه الحرائق تتركز في المناطق الحضرية على طول السواحل الغربية والجنوبية المكتظة بالسكان في اليمن.

ووفق ما جاء في دراسة المرصد فإن الصور أظهرت أن غالبية الحرائق وقعت في عامي 2019 و2021، حيث وقعت 215 و226 ​​حادثة على التوالي، بينما شهدت الفترة بين 2014 و2016 عدداً أقل من الحرائق، حيث سُجل 17 حريقاً فقط في عام 2016، لكن المرصد نبه إلى أنه على الرغم من انخفاض وتيرة الحرائق في عامي 2022 و2023، فإن كلا العامين لا يزالان يسجلان أكثر من 100 حريق سنوياً.

نظام إدارة النفايات المتدهور يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان في اليمن (إعلام محلي)

وبحسب البيانات فإن مواقع هذه النفايات كانت حول المدن الكبرى، إذ كان لدى كل من صنعاء والحديدة مكبّان جديدان للنفايات، كما ظهر معظم النفايات حول مدينة عدن؛ التي شهدت انخفاضاً كبيراً في معدلات جمع النفايات، وهو ما يفسر انتشار المكبات غير الرسمية.

ومع ذلك أكدت الدراسة أن ظهور مكبات النفايات غير الرسمية الجديدة لم يكن متأثراً بما إذا كانت المنطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين أو الحكومة، كما أن قربها من مكبات النفايات الرسمية لم يمنع تشكلها، كما يتضح من حالات في عدن والمكلا.

ضرر على البيئة

نبهت دراسة مرصد الاستشعار عن بُعد، أن نظام إدارة النفايات المتدهور في اليمن يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان، ذلك أن لها تأثيرات على البيئية والمناخية، خصوصاً في ميناء «رأس عيسى» النفطي على البحر وصنعاء.

ففي «رأس عيسى» أوردت الدراسة أن ممارسات الإلقاء غير السليمة بالقرب من الساحل تساهم بشكل كبير في تلوث المياه البحرية والجوفية، كما يتسرب السائل الناتج عن تراكم النفايات إلى التربة ويصل إلى المياه الساحلية، مما يؤدي إلى تعطيل النظم البيئية البحرية وتعريض الأنواع للخطر.

وتقول الدراسة إن المواد البلاستيكية تتحلل من هذه المكبات إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، تبتلعها الكائنات البحرية وتتراكم بيولوجياً من خلال سلسلة الغذاء، أما في صنعاء، فتساهم مكبات النفايات في تغير المناخ بشكل كبير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انبعاثات غاز الميثان؛ لأنه مع تحلل النفايات العضوية بشكل لا هوائي، يتم إطلاق الغاز مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الجوي المحلي.

مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تتفقد مكب القمامة غربي صنعاء (الصليب الأحمر)

وطالب المرصد باستراتيجية شاملة للتخفيف من هذه التأثيرات، بما في ذلك أنظمة التقاط غاز مكبات النفايات واستخدامه لتحويل الميثان إلى طاقة، وممارسات تحويل النفايات مثل التسميد وإعادة التدوير للحد من النفايات العضوية.

ولكنه رأى أن الصراع المستمر في اليمن غالباً ما يهمش جهود حماية البيئة، مما يجعل من الصعب معالجة هذه القضايا الحرجة بشكل فعال.

وأعاد مرصد الاستشعار عن بُعد التذكير بأن تحديد المخاطر البيئية الفعلية على الناس والنظم البيئية أمر مستحيل باستخدام هذه الأساليب وحدها. وقال إن تحديد المواقع «ليس سوى جزء صغير من الحل». وأكد أن معالجة إدارة النفايات الصلبة ستظل معقدة طالما بقي الوضع السياسي في اليمن على حاله.