ألمانيا تخطط لسحب جنسيات الإرهابيين

غالبية مواطنيها تعتبر «داعش» أكبر تهديد للأمن في العالم

TT

ألمانيا تخطط لسحب جنسيات الإرهابيين

كشفت دراسة جديدة أن الألمان يعدّون تنظيم «داعش» الإرهابي أكبر تهديد للأمن في العالم. وذكر 78 في المائة ممن شملتهم الدراسة، التي أجراها المعهد الألماني للديمقراطية في مدينة ألينزباخ المعني باستطلاعات الرأي العام، أنهم يعدون «داعش» أكبر تهديد للديمقراطية، رغم بعض نواحي التقدم الذي أحرز في مكافحة التنظيم.
وعدّ نحو نصف الأشخاص، الذين شملتهم الدراسة، النزاع النووي الخاص بكوريا الشمالية أكبر تهديد. وأوضح كثير من المشاركين في الدراسة أنهم يرون أن كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية تمثلان التهديد الأكبر للسلام العالمي، وبلغت نسبة من يرون ذلك مع كوريا الشمالية 73 في المائة، وبلغت مع الولايات المتحدة 40 في المائة.
ولم يعرب سوى 18 في المائة فقط عن تخوفهم من إمكانية أن تتورط ألمانيا في نزاعات عسكرية. يذكر أن هذه النسبة بلغت 24 في المائة في الدراسة قبل السابقة التي تم إجراؤها عام 2016.
يذكر أنه تم إجراء هذه الدراسة في السنة الحالية خلال الفترة من بداية يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى منتصف الشهر ذاته، وشملت أكثر من 1200 شخص تزيد أعمارهم على 16 سنة من خلال مقابلات شخصية شفهية.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، تخطط حكومة التحالف الكبير المقبلة، بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي والاتحاد المسيحي، لسحب الجنسية الألمانية من كل من تثبت ضده تهمة المشاركة في القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في خارج ألمانيا.
وذكرت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» المعروفة، في عددها ليوم أمس الأربعاء، أن التحالف الحكومي المقبل وضع شرطاً واحداً يحول دون سحب الجنسية الألمانية من المشاركين في القتال إلى جانب «داعش»، وهذا الشرط هو أن يكون الألماني من حملة الجنسيتين، لأن حرمانه من الجنسية الألمانية فقط لن يحوله إلى إنسان بلا وطن.
وأضافت الصحيفة أن الهدف من الإجراء هو محاربة ظاهرة السفر من ألمانيا للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في الخارج. كما يهدف إلى ردع هؤلاء الإرهابيين عن العودة إلى ألمانيا ومواصلة نشاطهم الإرهابي السري. وترجح «زود دويتشه تسايتونغ» أن يكون سبب ترك «الباب الخلفي» مفتوحاً لحملة الجنسية الواحدة هو ما تعرض له اليهود الألمان في ثلاثينات وأربعينات الحقبة النازية جراء حرمانهم من الجنسية الوحيدة (الألمانية) التي كانوا يحملونها. وتقول الصحيفة إن القرار يدعو إلى سحب الجنسية من الإرهابيين الذين قاتلوا مع «داعش» وإن كان ذلك «ضد إرادتهم». ولأن مثل هذا الإجراء يتعارض مع بعض فقرات الدستور الألماني، يخطط التحالف الحكومي المقبل لاستخدام أغلبيته البرلمانية لتمرير تغييرات على الدستور تتيح ذلك. وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي معارضاً لسحب جوازات الإرهابيين الذين قاتلوا في صفوف الإرهابيين، إلا أن الاتحاد المسيحي بقيادة أنجيلا ميركل أصر عليه مقابل تنازلات في جانب آخر من جوانب «وثيقة التحالف» المقبل بين الطرفين.
وواجه الاتحاد المسيحي في محاولة تمرير هذا القرار في السابق مقاومة من وزارة العدل ومن الحزب الديمقراطي الاشتراكي والولايات التي يقودها. ويقول المعارضون إن مثل هذا القرار لن يشمل غير عدد قليل من المقاتلين الذين يحملون الجنسيتين. وسبق لوزارة الداخلية الاتحادية أن تحدثت عن رقم يتراوح بين 10 و20 ألمانياً يحملون الجنسيتين ويقاتلون في صفوف الإرهابيين خارج ألمانيا. ولا يشكل هذا الرقم غير نسبة ضئيلة من الملتحقين بالإرهابيين من ألمانيا والذين يقدر عددهم بنحو 960 رجلا وامرأة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.