روسيا: المصارف تفقد أكثر من مليار روبل بهجمات إلكترونية العام الماضي

TT

روسيا: المصارف تفقد أكثر من مليار روبل بهجمات إلكترونية العام الماضي

تعرضت المصارف الروسية لعدة هجمات إلكترونية واسعة العام الماضي، شملت أكثر من مصرف في آن، بينما لا تزال الهجمات الانتقائية الصغيرة مستمرة على هذا المصرف أو ذاك... وكانت نتيجة هذه الهجمات خسائر تقدر بنحو 19 مليون دولار.
وعلى الرغم من كل الاحتياطات التي اعتمدها القطاع المصرفي الروسي في مجال الأمن المعلوماتي - الإلكتروني، فإن قراصنة العصر يتمكنون من تجاوز «الدفاعات» وسرقة مبالغ من الحسابات المصرفية.
ويخطط البنك المركزي الروسي لتأسيس قسم خاص جديد، يهتم بالأمن المعلوماتي والتصدي للقرصنة التي تستهدف المصارف الروسية عبر الإنترنت، على أمل الحد من خسائر القطاع المصرفي في السنوات المقبلة.
وكان ديمتري سكوبيلكين، نائب مديرة البنك المركزي الروسي، قال في تصريحات أمس إن خسائر القطاع المصرفي الروسي الناجمة عن عمليات القرصنة عبر الإنترنت خلال عام 2017 بلغت نحو 1.1 مليار روبل روسي (نحو 19 مليون دولار).
وفي حديث على هامش مشاركته في «منتدى الأورال للأمن المعلوماتي في الوسط المالي»، أشار المسؤول المالي الروسي إلى أن ما لا يقل عن 204 مصارف روسية تعرضت العام الماضي لأكثر من 21 هجمة إلكترونية، باستخدام فيروس يعرف باسم «Cobalt Strike»، كانت 11 هجمة منها ناجحة، بينما تم إفشال الهجمات الأخرى. وقال إن مركز المراقبة والتصدي للهجمات الإلكترونية في القطاع المالي، أرسل العام الماضي تحذيرات لأكثر من 400 مؤسسة مالية روسية، وصلت على بريدها الإلكتروني رسائل محملة بالفيروس، وهو عبارة عن برنامج يمنح القراصنة إمكانية التحكم عن بعد بعمل الصراف الآلي، وإرسال تعليمات له لتحويل أو صرف مبالغ مالية محددة. وأكد مركز المراقبة والأمن أن الهجمات خلال العام الماضي جرت بصورة رئيسية بواسطة هذا الفيروس.
كما أكد أرتيوم سيتشيف، مدير دائرة الأمن وحماية المعلومات في البنك المركزي الروسي، أن المصارف الروسية كانت خلال العام الماضي تتعرض لثلاث هجمات في المتوسط كل أسبوع، يُستخدم فيها بصورة خاصة فيروس «Cobalt Strike»، موضحاً أن مجموعة القراصنة التي تستخدم في عملياتها هذا الفيروس تقوم عادة بإرسال رسائل إلى البريد الإلكتروني للعاملين في المصرف، مرفقة مع ملف يبدو كأنه «مراسلات داخلية»، وفور فتح الملف ينطلق الفيروس، الذي هو عبارة عن برنامج يتمكن القراصنة بواسطته من الوصول إلى قاعدة البيانات في المصرف.
ولمواجهة هذا التحدي والتقليل من الضرر الذي يلحقه بعمل القطاع المصرفي، يعمل «المركزي» الروسي حاليا على تأسيس مديرية خاصة للأمن المعلوماتي، تضم مركزا للمراقبة والتصدي للهجمات الإلكترونية في القطاع المالي، ومعه أقسام ومديريات أخرى تابعة كذلك لـ«المركزي».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).