الوزير فرعون يخشى على الانتخابات من التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية

الوزير فرعون يخشى على الانتخابات من التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية
TT

الوزير فرعون يخشى على الانتخابات من التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية

الوزير فرعون يخشى على الانتخابات من التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية

حذّر وزير الدولة اللبناني لشؤون التخطيط ميشال فرعون، من أن التطورات العسكرية الأخيرة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل قد تطيح بالانتخابات البرلمانية، المزمع إجراؤها في السادس من مايو (أيار) المقبل، وأن هذه المخاوف تثبت أكثر من أي وقت مضى الحاجة لاستراتيجية دفاعية عسكرية لبنانية، تحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية.
وقال فرعون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «التطورات الأخيرة في الجنوب، سواء عبر بناء إسرائيل للجدار الفاصل، أو تهديدها البلوك النفطي رقم 9 الموجود في المياه اللبنانية، ليست أول اعتداء أو تهديد إسرائيلي، إنما (التطور الأخير) يأتي كفصل من فصول الجرائم الإسرائيلية». وشدد على أن «آليات الحلّ بما خصّ هذين الموضوعين، واضحة بالنسبة للدولة اللبنانية، وحتى للمجتمع الدولي، وهو ما استدعى تدخلاً أميركياً، تمثّل بزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد إلى بيروت الأسبوع الماضي، ووصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون المرتقب يوم الخميس المقبل»، لافتاً إلى أن «المجتمع الدولي لديه اهتمام كبير بالاستقرار اللبناني، وحرص تام على عدم المساس بالسيادة اللبنانية، وهناك تطمينات أميركية واضحة بهذا الخصوص».
ولم يخف فرعون خطورة ما حصل في سوريا في الأيام الأخيرة، وقال: «هذه التطورات تهدد بمواجهة واسعة أو محدودة، قد لا تقتصر على الأراضي السورية، وهناك هاجس حقيقي بأن تمتد إلى داخل الحدود اللبنانية». وأضاف: «من هنا تأتي مطالبتنا الدائمة باعتماد استراتيجية دفاعية واضحة، تعطي الحكومة اللبنانية القرار باتخاذ قرار الحرب والسلم». ورأى أنه «طالما أن الاستراتيجية الدفاعية غائبة أو مغيبة، فستكون هناك قوى خارج الدولة مثل (حزب الله) تستنفر مقاتليها لتكون جزءاً من المواجهة القادمة، وهذا ما يرفع منسوب القلق الداخلي»، مؤكداً أنه «في غياب الاستراتيجية الدفاعية العسكرية للدولة، لا أحد يعرف كيف تتطور الأمور على الأرض».
وعند كلّ حدث أو تطوّر داخلي أو خارجي تطرح الأسئلة عن مصير الانتخابات النيابية، في ظلّ الوضع اللبناني الهشّ أصلاً. لفت الوزير فرعون إلى أن «الانتخابات ثابتة في موعدها، إلا إذا وقع حدث أمني كبير في الداخل أو على الحدود». وشدد على أن «الخطوط الحمر تحكم كل الخلافات الداخلية، بمعنى ألا تستعمل أي فئة أو حزب الشارع حتى لا يؤدي ذلك إلى المساس بالاستقرار الأمني، لكن أي تطور عسكري على الحدود سيؤثر على الانتخابات إلى حدّ كبير». لكنه لمح إلى أن «المجتمع الدولي مستمرّ في رعايته لقرار مجلس الأمن 1701 الذي يضبط إيقاع الأمن على حدود لبنان الجنوبية، بإشراف القوات الدولية (اليونيفل)».
أما بشأن التحالفات الانتخابية، لا سيما عند القوى والأحزاب المسيحية، فأشار الوزير فرعون إلى أن «الحوار مستمرّ بين هذه القوى وهناك تقارب بينها في بعض المناطق، إلا أنه يستحيل إسقاط الاتفاق في منطقة معينة على باقي الدوائر الانتخابية»، ملاحظاً أن «الاتفاق الذي أبرمته القوى المسيحية في منطقة الأشرفية إبان الانتخابات البلدية (صيف عام 2016) كان صعباً؛ لكنه يبقى أسهل بكثير من الانتخابات النيابية».
وكشف وزير الدولة لشؤون التخطيط، أنه «كلّما بلغ النقاش مرحلة متقدمة على صعيد الوصول إلى اتفاق معيّن، يصطدم بحالات سياسية، تعيد الأمور إلى المربّع الأول». ورداً على سؤال عن أبعاد كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي قاله فيه: «لن نقبل بإقفال بيت بشير الجميل (الرئيس اللبناني الراحل)»، وما إذا كان ثمة من يستهدف مقعد نجله النائب نديم الجميل، قال الوزير فرعون الذي يعدّ عرّاب المساعي القائمة للوصول إلى اتفاق في دائرة بيروت الأولى: «هناك مقاعد نيابية لها رمزيتها في كلّ المناطق، ومرتبطة بشخصيات وزعامات معيّنة، والشيخ (النائب) نديم الجميل هو أحد هذه الحالات المهمة». وذكّر بأن «الرأي العام الشعبي في منطقة الأشرفية، لا يزال يعبّر عن حالة (14 آذار)، حتى ولو اختلفت آراؤه حول التركيبة الحكومية، فهناك ثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها عند البدء بتركيب اللوائح الانتخابية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.