الجيش المصري يعلن القضاء على 10 إرهابيين في سيناء

توزيع مواد تموينية مجانية على المواطنين

عدد من القوات المسلحة في سيناء (رويترز)
عدد من القوات المسلحة في سيناء (رويترز)
TT

الجيش المصري يعلن القضاء على 10 إرهابيين في سيناء

عدد من القوات المسلحة في سيناء (رويترز)
عدد من القوات المسلحة في سيناء (رويترز)

أعلن الجيش المصري اليوم (الثلاثاء)، القضاء على خلية إرهابية شديدة الخطورة مكونة من 10 إرهابيين في إطار العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، وذلك أثناء الاختباء بأحد المنازل بنطاق مدينة العريش بعد تبادل لإطلاق النيران مع قوات المداهمة وضبط كميات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة التي كانت بحوزتهم.
وقال المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، إنه تم القبض على 400 فرد من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، منهم جنسيات أجنبية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وتابع في بيان عبر «فيسبوك»، أن القوات الجوية قامت باستهداف وتدمير 7 سيارات خلال محاولة العناصر الإرهابية استخدامها للهروب من القوات المكلفة بعمليات التمشيط والمداهمة وتطويق قطاع العمليات.
وكانت مصر أطلقت (الجمعة)، عملية عسكرية واسعة لمواجهة الإرهاب في مناطق سيناء والدلتا والظهير الصحراوي غرب نهر النيل.
وأعلن المتحدث العسكري ضبط وتدمير والتحفظ على 6 سيارات، و13 دراجة نارية دون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية في عملياتها الإجرامية، كما تم تدمير 143 «عشة» ووكراً ومخزناً عثر بداخلها على عدد من العبوات الناسفة وكميات من قطع الغيار والمواد المخدرة.
وأضاف البيان أنه تم اكتشاف وتفجير 79 عبوة ناسفة تمت زراعتها بمناطق العمليات ومخزن تحت الأرض عثر بداخله على 10 ألغام مضادات للدبابات.
وقامت عناصر حرس الحدود المصرية بالتعاون مع المهندسين العسكريين باكتشاف وتدمير فتحتي نفق بأبعاد 1.5 متر وبعمق 25 متراً تحت سطح الأرض، و15 حفرة متصلة بخنادق في المنطقة الحدودية بشمال سيناء، كما تم اكتشاف وتدمير 9 مزارع لنبات البانجو والخشخاش المخدر وضبط أكثر من 7 أطنان من المواد المخدرة، وضبط سيارة محملة بأكثر من مليون و200 ألف قرص ترامادول مخدر.
وفي إطار العملية الشاملة «سيناء 2018» نفذت القوات البحرية عدداً من الأنشطة التدريبية البارزة بمسرح عمليات البحر المتوسط بإطلاق 4 صواريخ أرض بحر وسطح بحر، وذلك في إطار التدريب على التعامل مع كل التهديدات والعدائيات لمياهنا الإقليمية، فيما واصلت القوات الجوية بالتعاون مع التشكيلات التعبوية وعناصر حرس الحدود فرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية في الاتجاهين الغربي والجنوبي.
واستمرت المجموعات القتالية المشتركة من القوات المسلحة والشرطة في تنظيم 479 كميناً ودورية أمنية غير مدبرة على الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي بكل مدن ومحافظات الجمهورية.
وأعلن المتحدث العسكري توزيع كميات كبيرة من السلع والمواد التموينية المجانية على المواطنين بعدة مناطق بنطاق شمال ووسط سيناء، وذلك في إطار الإجراءات المتخذة لضمان عدم تأثرهم بالجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب، وذلك لتخفيف العبء وتلبية المطالب والاحتياجات الأساسية لأبناء سيناء بمناطق العمليات.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».