تيلرسون يؤكد التزام بلاده بعملية السلام والسيسي يشدد على {حل عادل}

آلية تعاون جديدة بين القاهرة وواشنطن... وشكري ينفي التعاون مع كوريا الشمالية

شكري وتيلرسون خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
شكري وتيلرسون خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تيلرسون يؤكد التزام بلاده بعملية السلام والسيسي يشدد على {حل عادل}

شكري وتيلرسون خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
شكري وتيلرسون خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

اتفق كل من القاهرة وواشنطن على إنشاء آلية تعاون جديدة لدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، في ختام مباحثاته مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون بالقاهرة أمس، أنه اتفق على صيغة «2 + 2»، وتفعيل الحوار الاستراتيجي بين البلدين، في النصف الثاني من عام 2018 الجاري، فيما تعهد تيلرسون بالتزام بلاده بعملية السلام في الشرق الأوسط، والعمل مع مصر من أجل اقتلاع الإرهاب.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي في القاهرة أمس، على موقف مصر الواضح والثابت بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، على أساس حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام إلى أن تعيد إحياء ودفع عملية المفاوضات من جديد وفق مقررات الشرعية الدولية.
وقال السفير بسام راضي، المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الوزير أكد أهمية مصر كشريك مهم للولايات المتحدة، وما يجمعهما من علاقات ممتدة تحرص الولايات المتحدة على تعزيزها وتطويرها، ووقوف بلاده إلى جانب مصر والتزامها بدعمها في حربها ضد الإرهاب.
وأضاف المُتحدث أن الرئيس أكد على ما يربط بين البلدين من علاقات استراتيجية راسخة، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في العمل على الارتقاء بها في مختلف المجالات. واستعرض الجهود التي تقوم بها مصر حالياً لمكافحة الإرهاب بشكل شامل والقضاء عليه، بالتوازي مع مساعي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، منوهاً إلى تطلع مصر لتطوير التعاون الاقتصادي بين الدولتين، وزيادة الاستثمارات الأميركية في مصر.
وكان وزير الخارجية المصري قال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب لقاء مع تيلرسون، إن مصر تعطي أولوية لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، لافتا إلى أن علاقة مصر وأميركا لا غنى عنها، لتحقيق الاستقرار في المنطقة ودفع جهود السلام في الشرق الأوسط، والعمل على استقرار مصر ونهوضها خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: «تحدثنا عن اقتراح الوزير الأميركي بإنشاء آلية أخرى لإدارة العلاقات بين البلدين والمتمثلة في مشاورات وزيري الخارجية والدفاع في البلدين (2 + 2)». وقال: «نقدر هذا الاقتراح الذي يسهم بشكل إيجابي في مزيد من الانطلاق في علاقات البلدين، واتفقنا على عقد لقاء استراتيجيي بين البلدين بقيادة وزير الخارجية خلال النصف الثاني من العام الجاري».
ونوه بأن إدارة العلاقات الثنائية تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيرا إلى أن مصر تقدر الاستثمارات من القطاع الخاص الأميركي في مصر خصوصا في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها، وتتيح للشركات الأميركية فرصا واعدة ومزيدا من التدعيم للعلاقات بين البلدين.
وحول العملية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء لتطهيرها من الجماعات الإرهابية، قال شكري إن مصر تخوض هذه الأيام حملة قوية في سيناء، وسوف تستمر في جهودها لاستئصال الإرهاب من الأراضي المصرية كاملة للدفاع عن نفسها. وثمن الدعم الذي توفره الولايات المتحدة لمصر في حربها ضد الإرهاب، مشيرا إلى التنسيق بين البلدين في الحرب ضد الإرهاب من منظور شامل، وأضاف: «هناك رؤية ورغبة مشتركتان في استمرار العمل سويا لتحقيق الاستقرار في المنطقة».
وحول تداعيات قرار الرئيس الأميركي ترمب بشأن القدس، قال تيلرسون إن «الرئيس ترمب لم يغير شيئا بالوضع القائم في فلسطين»، موضحا أن «الحدود النهائية للقدس لم تتحدد بعد بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، ونتفهم ما أعلنه الرئيس ترمب من أجل تعزيز عملية السلام والدفع بها».
ومن جانبه، أكد شكري «ضرورة إنهاء الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، مشيرا إلى استعداد مصر لدعم جهود إرساء السلام والاستقرار في المنطقة. وأوضح أن مصر مستمرة في الاتصالات مع الأطراف كافة، ومنها الجانب الأميركي لتيسير العملية التفاوضية.
وفي الشأن الليبي أوضح أن مصر والولايات المتحدة تدعمان خطة العمل في ليبيا وإجراء انتخابات كي يعم الاستقرار، مؤكدا أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات أساس للحل.
وحول ما يتعلق بدعم واشنطن لمصر قال تيلرسون إن الولايات المتحدة أطلقت مليار دولار للمساعدة في دعم قدرات مصر عسكريا، مؤكدا أن الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب ثابتة، موضحا أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب. وأشاد وزير الخارجية الأميركي بالنهضة الاقتصادية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، التزام بلاده بتعزيز العلاقات مع مصر خلال السنوات المقبلة قائلا: «الشعب المصري عانى من الهجمات الإرهابية من (داعش) ومجموعات إرهابية أخرى، ومصر تواجه هذا المستوى من التطرف على مدار سنوات طويلة، ونحن شركاء لمصر في استجابتهم وتعاملهم مع هذه الهجمات».
وأشاد تيلرسون بدور مصر في مكافحة الإرهاب، مضيفا: «مصر كانت عضوا بارزا في مكافحة (داعش) وتتعامل مع تهديده وحدها، ولذلك ندعمها في عمليات سيناء»، مشدد على أهمية تعزيز حقوق الإنسان وكذلك أهمية الدور المهم الذي يلعبه المجتمع المدني في مصر.
وأعلن تيلرسون، دعم بلاده للعملية الانتخابية الرئاسية في مصر قائلا: «مع الانتخابات التي ستجرى في شهر مارس (آذار) المقبل، فأميركا وكل الدول الأخرى تدعم العملية الانتخابية الشفافة ونشجع المشاركة في الانتخابات».
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن هناك اتفاقا في الرؤى مع مصر، موضحا أنه تم بحث مشاورات حول القضايا الأمنية وتعزيز هذه العلاقات عبر الحوار الاستراتيجي، موضحا أنه يتم التباحث حول عقد اجتماعات على مستوى وزيري الخارجية والدفاع. مؤكدا أن بلاده تقف شريكا لمصر في حربها ضد الإرهاب، موضحا أن مصر دولة مهمة في التحالف ضد تنظيم داعش، موضحا أنه تم التباحث حول ملف حقوق الإنسان.
وردا على سؤال حول وجود نيات لمباحثات أميركية مع كوريا الشمالية، وعما إذا كانت مصر سوف تقطع علاقاتها معها، قال وزير الخارجية الأميركي إنه من المبكر طرح محادثات دبلوماسية مع كوريا الشمالية، مشددا على ضرورة وجود مناقشات مع كوريا لتسبق أي مفاوضات.
وعلق وزير الخارجية المصري، قائلا إنه بحث مع تيلرسون الأزمة في كوريا الشمالية، مؤكدا أن علاقة مصر معها تقتصر على التمثيل الدبلوماسي، داعيا للحفاظ على الأمن العالمي والتعامل مع اليابان، وتجب معالجة الأزمة في تلك المنطقة.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.