غارات إسرائيلية بسوريا بعد إسقاط «درون» إيرانية... ما نعرفه إلى الآن

مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف-16» - أرشيفية (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف-16» - أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية بسوريا بعد إسقاط «درون» إيرانية... ما نعرفه إلى الآن

مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف-16» - أرشيفية (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف-16» - أرشيفية (أ.ف.ب)

ارتفعت صفارات الإنذار من مرتفعات الجولان اليوم (السبت)، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة إيرانية دون طيار انطلقت من سوريا، ليشن بعدها موجة من الغارات الجوية على أهداف سورية عدة.
ويعد ذلك أخطر تصعيد يشمل إسرائيل وإيران وسوريا منذ بدء الحرب السورية قبل نحو ثمانية أعوام.
فكيف كانت البداية، وما سبب هذا الهجوم؟

- «درون» إيرانية فوق إسرائيل
أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأنه اعترض طائرة إيرانية من دون طيار انطلقت من سوريا وتسللت إلى إسرائيل. فبعد رصد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي الطائرة الإيرانية، تم وضعها فورا تحت المراقبة لتقوم باعتراضها وهي في مرحلة مبكرة.

- الرد الإسرائيلي
بعد أن رصد الجيش الإسرائيلي الطائرة الإيرانية وتأكد أنها انطلقت من سوريا، ردت قوات الدفاع الإسرائيلية عبر قصف أهداف إيرانية في وسط سوريا.
وأعلن النظام السوري تصدي أنظمة دفاعه الجوي لضربات إسرائيلية في ريف دمشق، هي الثانية من نوعها اليوم بعد استهداف قاعدة عسكرية في وسط سوريا فجرا.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية» بأن القصف الإسرائيلي استهدف «قواعد للدفاع الجوي السوري موجودة في منطقة جبلية على الحدود الإدارية بين ريف دمشق ومحافظة درعا» في جنوب البلاد.
استهدفت إسرائيل 12 هدفًا منهم 3 بطاريات دفاع جوي سورية و4 أهداف تابعة لإيران في سوريا، وفقا للمتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

- سقوط الطائرة الإسرائيلية
خلال الهجوم الإسرائيلي على مواقع إيرانية في سوريا، تم إطلاق صواريخ مضادة للطائرات باتجاه إسرائيل، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أن طائرة حربية إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار من الدفاعات الجوية السورية وتحطمت قبل فجر اليوم قرب الحدود السورية، وأن الطيارين الاثنين اللذين كانا على متنها قفزا بالمظلة.
والمقاتلة من طراز إف 16 تحطمت في الجانب الإسرائيلي، تحديدا في منطقة متسبيه هاردوف بالجليل.

- الخسائر البشرية والمادية
أعلنت إسرائيل أن طياريها تمكنا من النجاة، غير أن واحد منهما في حالة حرجة. وذكرت مصادر إسرائيلية أن الطيارين استطاعا الوصول بالطائرة إلى الأجواء الإسرائيلية وقاموا بتفعيل نظام القفز الطارئ ونزلوا بالمظلات في الأراضي الإسرائيلية ونقلوا لتلقي العلاج في أحد المشافي.
وأفادت مصادر إعلامية سورية بأن ثلاثة قتلى من النظام السوري سقطوا جراء القصف الجوي الذي استهدف مطار التيفور العسكري في محافظة حمص وسط سوريا، كما تم تدمير مستودع ذخيرة وسيارة.
ويعتبر مطار «تي فور» العسكري من أهم المطارات العسكرية السورية ويبعد نحو 50 كلم شرق مدينة حمص، ويعد نقطة ارتكاز وقاعدة أساسية للنظام السوري والقوات الحليفة له، حيث يقوم بدور الإسناد وتقديم الدعم والعتاد للقوات التي تقاتل في محافظات دير الزور وريف حماة وحلب.

- تحذير إسرائيلي
حذرت إسرائيل من أن إيران وسوريا «تلعبان بالنار» في حين أنها لا تسعى إلى التصعيد، مؤكدة أنها تبقى على استعداد لكل الاحتمالات بعد تصعيد مفاجئ بينها وبين سوريا.
وقال أدرعي إن الجيش «يتحرك بتصميم ضد محاولة الاعتداء الإيرانية والسورية وخرق السيادة الإسرائيلية».
وأضاف أن «جيش الدفاع موجود في حالة جاهزية لمختلف السيناريوهات وسيواصل التحرك وفق الحاجة».
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن السفير الإسرائيلي لدى موسكو هاري كورين قوله اليوم، إن على وحدات «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران والمقاتلين الشيعة الانسحاب فورا من منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا.
ونقلت الوكالة عن كورين قوله: «نفضل التحدث عن تنفيذ الاتفاقات المختلفة بشأن مناطق خفض التصعيد، وفي حالتنا هذه، في الجنوب على الحدود مع إسرائيل».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».