نينا عبد الملك: غنيت للحلاج كي يتعرف الجيل الجديد على الثقافة القديمة

تجاوز عدد متابعيها على «إنستغرام» مليون ونصف المليون

نينا عبد الملك: غنيت للحلاج كي يتعرف الجيل الجديد على الثقافة القديمة
TT

نينا عبد الملك: غنيت للحلاج كي يتعرف الجيل الجديد على الثقافة القديمة

نينا عبد الملك: غنيت للحلاج كي يتعرف الجيل الجديد على الثقافة القديمة

قالت الفنانة نينا عبد الملك إنها اليوم تقدم نفسها بالصورة التي تجدها ملائمة لها على الساحة الفنية، عكس الفترة التي كانت تنتمي فيها إلى فريق «يو آي تي». وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تلك المرحلة – في رأيي - كانت بمثابة خيار خاطئ؛ فلم أطل على الناس كما كنت أرغب، حتى أن الأغاني التي أديتها في السابق لم تكن تمثلني». وعن سبب انتسابها إلى هذا الفريق الذي كانت تشكل الجنس اللطيف الوحيد الذي يتضمنه، أجابت: «كنت أريد أن أدخل هذه الصناعة من باب ما، لكني لست نادمة على خياري هذا لأنني تعلمت منه الكثير». ومن الأمور التي زودتها بها تلك التجربة الفنية، تقول: «تعلمت أن أفكر ملياً في أي خطوة أقوم بها وحتى قبل تعاوني مع أي شخص. كما أنها ولّدت لدي ضرورة التطلع إلى تلك الخطوات على مدى البعيد بحيث لا أكتفي بما تحققه لي بشكل آني».
أحدثت نينا عبد الملك، التي سبق وعرفها الجمهور العربي بصفتها إحدى نجمات برنامج «ستار أكاديمي»، صدمة إيجابية على الساحة الفنية، إن من خلال خياراتها الغنائية، وإن من خلال أدائها وحضورها الفنيين. فهي استطاعت، وفي ظرف مدة قصيرة، أن تسرق انتباههم بأفكارها الفنية الخارجة عن المألوف، حيث تجاوزت نسبة متابعيها على صفحتها الإلكترونية «إنستغرام» المليون ونصف المليون مشاهدة. وتعلق: «في البداية لم تكن تعليقات الناس تأتي لصالحي وكأنهم فوجئوا بالغريب الذي أقدمه. لكن مع الوقت أحبوا ما أقوم به وصاروا يؤلفون لي قاعدة شعبية لا يستهان بها».
في ألبومها الجديد «إذا» تقدم نينا عبد الملك 6 أغنيات اختارتها بتأني الفنان المخضرم رغم أن غالبيتها تصنف بـ«كوفر»، أي بالأغاني القديمة التي تم تجديدها. وهي تتألف من «ساكن» (سبق وغنتها ديانا حداد) و«ليلي طويل» (أغنية مغربية معروفة) و«خليني بالجو» (لمايا نصري) و«انسَ اللي راح» (فضل شاكر) و«يا شمس غيبي» (لمغنية مصرية تدعى أميرة). كما يتضمن عملها الجديد أغنية «إذا هجرت» التي قدمتها في قالب حديث لم يقدمه أحد من الفنانين القديرين الذين سبق وغنوها أمثال جاهدة وهبي. صورت نينا عبد الملك هذه الأغنية التي تعود كلماتها إلى الحلاج، أحد الشعراء المعروفين في العصر العباسي، مع المخرج فادي حداد الذي كما ذكرت لنا عرف أن يقدمها في الإطار الذي يشبهها، وتقول: «لقد رغب فادي حداد في أن ينقلني أمام الكاميرا تماماً كما عرفني متابعي على حسابي الإلكتروني الخاص (إنستغرام)، والجميل في الموضوع أن عملية التصوير لم تتقيد بـ(ستوري بورد) محدد كما تدرج العادة في هذا النوع من الأعمال، فكان التركيز الأكبر على عملية المونتاج لتزويد العمل بجمالية المشهدية التي يتضمنها». ولماذا اخترتِ الحلاج لغناء كلماته؟ «لقد رغبت في نقل هذه الثقافة إلى جيل اليوم الذي لا يعرفها وأرفقتها بموسيقى حديثة يحبها، فكان خليطاً من الأصالة والحداثة معاً لاقى صدى طيباً لدى الشباب».
ظاهرة تقديم أغانٍ قديمة في توزيع جديد تجد طريقها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة على الساحة الفنية؛ وهو الأمر الذي عززته خيارات نجوم حاليين. أما بالنسبة للأسباب التي دفعتها لذلك، فهي توضح: «لقد سبق وعرفني متابعي على وسائل التواصل الاجتماعي في أدائي أغاني لغيري، ولم أشأ أن أخاطر وأدخل الساحة في لون غنائي لم يسبق أن عرفوني به؛ ولذلك قررت تقديم أغاني (هيت) على طريقتي وبإحساسي وبأسلوب محترف». ومن ساعدك في خياراتك تلك؟ ترد: «إنني حالياً أتعاون مع شركة الإنتاج (ميوزك إز ماي لايف) الرائدة في حقل الفن وتدور دائماً النقاشات بيني وبين القيّمين عليها حول خطواتي المستقبلية، وأنا سعيدة في عملي معهم، وأقف دائماً على آرائهم».
وعن الصعوبة التي واجهتها في أداء أغنية «ساكن» لديانا حداد، أجابت: «حاولت قدر الإمكان إجادة اللهجة البدوية التي تتميز بها ديانا حداد والتي أكنّ لها كل إعجاب وتقدير، ولا سيما أنها كانت المرة الأولى التي أؤديها في مشواري الفني». وهل سبق والتقيت بالمطربة حداد؟ «لا، لم تسنح لي الفرصة بعد للقائها، وأتمنى أن أحقق ذلك قريباً». أما بالنسبة لأغنية «انسَ اللي كان» لفضل شاكر، فتقول: «كانت الصعوبة تكمن في إيصال الأغنية بالإحساس نفسه الذي سبق وأداه شاكر».
وعن مدى رضاها عن المكانة الفنية التي استطاعت تحقيقها حتى اليوم، تقول: «أنا سعيدة جداً بما وصلت إليه، ولا سيما أنه تطلب مني جهداً كبيراً وعملاً مضنياً. فالأمور لم تقدم لي على طبق من فضة لأنني قررت أن أسلك الطريق الأصعب. واليوم أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الأعمال التي سأقدمها في المستقبل، فما يشغل بالي هو الغد وليس النجاح الذي أعيشه اليوم». وعما إذا كانت بصدد تقديم أغنية «ديو» مع فنان معين كناصيف زيتون الذي ينتسب لشركة الإنتاج نفسها، ترد: «فكرة الديو جميلة، لكن لا أعرف من سيشاركني فيها، رغم أن غالبية الناس تردد أمامي اسم المطرب زيتون؛ كوننا ننتمي إلى عائلة شركة الإنتاج نفسها، لكن بشكل عام فكرة أغنية (ثنائية) تعجبني، وأتمنى أن أقدمها في إطار جديد ينطوي على الغرابة التي أحبها في عملي». ولماذا تتمسكين بالغرابة؟ «لأنني تربيت على نمط موسيقي فني مغاير عن ذلك الذي يسمعه أبناء جيلي، وما قصدته بكلمة غرابة هو وضع العمل في قالب جديد يختلف عما يقدمه الفنان عادة». إذن أنت تهربين من العادية؟ توضح: «يمكن القول إنني أصبو نحو التجديد؛ لأنني أتوجه إلى جيل الشباب الذي أنتمي إليه (هي من مواليد 1992)؛ ولذلك أرغب دائماً في تقديم ما يتماشى مع تفكيرهم». وعما إذا هي متأثرة بفن «اندرغراوند» الرائج حالياً في عالمنا العربي من خلال نجومه أمثال ياسمين حمدان وفريق مشروع ليلى وغيرهما، فتقول: «أنني أستمع إلى هذا النوع من الأغاني، لكني لست متأثرة به بتاتاً». ونينا عبد الملك التي يستفزها ظاهرة تقليد الفنانين لبعضهم بعضاً، تؤكد أنها «عندما تشعر بالخوف من أمر ما فهي تحاول أن تتجاوزه بإيجابية؛ لأن الإنسان - في رأيها - هو من يجذب الأمور السلبية إليه والعكس صحيح، وفي إمكانه تحقيق هذا الأمر، ولو تطلب منه أحياناً حفنة من الخيال».



غادة رجب: تكاليف الإنتاج الباهظة تمنعني عن تصوير أغنياتي

تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
TT

غادة رجب: تكاليف الإنتاج الباهظة تمنعني عن تصوير أغنياتي

تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})

نفت المطربة المصرية غادة رجب غيابها عن الحفلات الغنائية خلال الآونة الأخيرة، وقالت إنها قدمت حفلاً في ليبيا أُطلق عليه «ليلة الياسمين» وجاء بمناسبة إعادة إعمار مدينة درنة، كما قدمت حفلاً بالقاهرة في «عيد الطاقة النووية الرابع».

وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها لا تتوقع تصوير أغنيات جديدة لها في الوقت الحالي بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، مشيرة إلى أنها تتطلع لتكرار عملها مع المطرب الكبير كاظم الساهر الذي عَدته في مكانة خاصة للغاية.

غنت غادة مرتدية الزي التقليدي الليبي في حفل إعمار درنة ({الشرق الأوسط})

وعن حفلها الأخير الذي أحيته في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ليبيا، تقول: «الحفل أقيم بمناسبة إعادة إعمار مدينة (درنة) بعد السيول التي تعرضت لها، والكارثة التي شهدتها العام الماضي، وبمشاركة الفنان الليبي خالد زروق، وقدمت فيه أغنياتي الليبية، وهي معروفة هناك ومحبوبة، وحرصت خلال الحفل على ارتداء الزي الليبي التقليدي، ولم تكن أول مرة أرتديه، وكان للحفل ردود فعل جيدة جداً؛ لأنه منذ وقت طويل لم تكن هناك حفلات في درنة».

تبدي غادة إعجابها بصوت الفنانة داليا مبارك ({الشرق الأوسط})

وتؤكد أن لها تاريخاً طويلاً مع المشاركات والحفلات في ليبيا؛ فقد بدأت تقديم أغنيات باللهجة الليبية مع دخول الألفية الجديدة، كما طرحت أول ألبوم لها باللهجة الليبية بعنوان «حبيبي وتجرح فيَ» وقد حقق نجاحاً كبيراً، وتوالت أغنياتها التي تعاونت فيها مع موسيقيين وشعراء ليبيين، من بينهم: محمد حسن، وناصف محمود، ود. إبراهيم فهمي، والشاعر الكبير عبد الله منصور.

وترى غادة أن «اللهجة الليبية مميزة في الغناء وقدمت بها أغاني وطنية وعاطفية، كما أن الشعب الليبي كريم وطيب» حسبما تقول، وتلفت: «من شدة إتقاني للهجتهم ظن ليبيون أنني ليبية».

عدها ليبيون تنتمي لهم لإجادتها الغناء بلهجتهم ({الشرق الأوسط})

واشتهرت غادة رجب بقدرتها على الغناء بعدة لهجات، فقدمت أغنيات باللهجة الخليجية على غرار «يحتاجني»، و«يا ليت»، و«خسارة»، كما لها جمهور تعتز به بالخليج، مثلما قدمت أغنيات باللغة التركية التي تجيدها.

وفي القاهرة، شاركت رجب بحفل «العيد الرابع للطاقة النووية» الذي أقيم بحضور د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، ونظمه الشاعر عبد الله حسن والملحن شريف حمدان، وضم مجموعة من المطربين والمطربات، من بينهم: مدحت صالح، ونادية مصطفى، وقد شاركوا جميعاً في غناء أوبريت «قد المستحيل». وتقول غادة عن هذا الحفل: «قبل هذا الحفل غبت فترة طويلة عن الحفلات الغنائية في مصر».

اللهجة الليبية مميزة في الغناء وقدمت بها أغاني وطنية وعاطفية

غادة رجب

واستبعدت رجب تصوير أغان جديدة في الوقت الحالي، مبررة ذلك بالتكلفة المادية الكبيرة التي يتطلبها التصوير، وعدم وجود شركات تتصدى لإنتاج الأغاني مثلما تقول: «مطلوب من المطرب أن يتصدى لهذه المهمة، وكنت أقوم بها من قبل، لكن الوقت اختلف في ظل ارتفاع أجور المؤلفين والملحنين والموسيقيين وتأجير الاستوديوهات، ثم دعاية (السوشيال ميديا) التي تصدرت المشهد ولكل منها طريقة وأسلوب مختلف».

وترصد المطربة التي بدأت الغناء منذ طفولتها واقع الغناء حالياً: «هناك أعمال فنية جيدة تستحق الاحترام، وقد لفتت نظري المطربة السعودية داليا مبارك، فهي صاحبة صوت مميز وأداء أحببته، كما أن هناك أعمالاً أخرى لا علاقة لها بالفن، لكننا عموماً نعيش في زمن السيئ فيه أكثر، ليس فقط في الغناء بل في كل شيء، الناس والأخلاق والمعاملات والضمائر».

وقدمت غادة التي تغنت بألحان كبار الموسيقيين في مصر أعمالاً جمعتها بالمطرب العراقي الكبير كاظم الساهر، الذي تقول عنه: «هو قصة كبيرة وحكاية مختلفة، وفنان يتسم بالاحترام تجاه فنه ونفسه وجمهوره، وهو (ابن أصول) في كل تصرفاته، وفنان لأقصى درجة، ولعل ما قدمه في أحدث ألبوماته يعد من أجمل ما سمعت في السنوات الأخيرة على الإطلاق، لذا يظل كاظم الساهر في مكانة خاصة لا يمكن مقارنته بالعبث الذي يجري في مجالنا وزماننا».

تعاوني مع كاظم الساهر من أكثر التجارب المهمة والناجحة في مشواري

غادة رجب

وتلفت إلى أن تعاونها مع الساهر من أكثر التجارب المهمة والناجحة التي أثرت في مشوارها، ومن بينها أغنيتا «ابعد عني يا ابن الناس» و«لماذا»، والبرامج والحفلات الكثيرة التي جمعتهما في مصر والدول العربية، متطلعة لتكرار التجربة في أقرب وقت.

وشاركت غادة رجب الفنان محمد صبحي في برنامجه «مفيش مشكلة خالص»، حيث شاركت في بعض عروضه المسرحية ومنها «راجل ونص»؛ ما جعلها تتحمس للتمثيل بشكل أكبر: «بقدر رفضي للتمثيل قبل ذلك، صرت أتحمس له بعدما عملت مع الفنان الكبير محمد صبحي الذي منحني ثقة في قدراتي، حيث قدمت شخصيات بعيدة كل البعد عني، لذا أتمنى تكرار التجربة في أعمال جيدة، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون».

لم تقدم غادة وزوجها الشاعر عبد الله حسن أغنية لطفلتهما ليلى، وتفسر ذلك قائلة: «نشعر بأنه مهما كتب وغنى لن يعبر عن مشاعرنا الحقيقية تجاه طفلتنا، فقد غيرت حياتنا وجعلتني أتحول لشخص آخر منذ استيقاظي من النوم، وأكرس حياتي لها».

واستعادت رجب لياقتها بعدما تعرضت للتنمر على مواقع «السوشيال ميديا» لظهورها بوزن زائد عقب إنجاب طفلتها ليلى، وقالت عن ذلك: «هي مرحلة في حياة كل امرأة وأم، وقد خضعت لـ(ريجيم) ونجحت في إنقاص وزني بشكل كبير».