واصلت قوات النظام السوري، يوم أمس، قصفها لمناطق الغوطة الشرقية المحاصرة قرب العاصمة دمشق، ما أدّى لارتفاع عدد القتلى خلال يومين إلى أكثر من مائة، فيما أفيد عن تفجير «هيئة تحرير الشام» عربة مفخخة في إدلب أدّت لمقتل عناصر من القوات الحكومية بالتزامن مع استمرار عمليات القصف في المحافظة الواقعة شمال البلاد.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء مقتل «26 شخصاً على الأقل نصفهم من الأطفال في 3 مجازر بالغوطة الشرقية»، وذلك بعد ارتفاع حصيلة قتلى يوم الثلاثاء إلى ثمانين مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلاً.
وأشار المرصد إلى أن 11 مدنياً قُتِلوا بينهم 6 أطفال في مجزرة بمدينة حمورية نفذتها الطائرات الحربية، فيما قُتِل 10 آخرون بينهم 4 أطفال في مجزرة نفذتها الطائرات الحربية في بلدة بيت سوى، لافتاً إلى أن مقتل 5، بينهم طفلان في الغارات الجوية على مدينة دوما، وجرح 10 في مناطق في مدينة عربين.
وبالتزامن مع استمرار عمليات القصف والقتل، انصرف سكان الغوطة، يوم أمس، إلى دفن قتلاهم ورعاية الجرحى. وفي مشفى نُقِل إليه الضحايا في مدينة دوما، معقل فصيل «جيش الإسلام» الأكثر نفوذاً في المنطقة، شاهد مراسل وكالة «الصحافة الفرنسية» وصول أربع جثث على الأقل وعدد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال الذين كان صراخهم يملأ المستشفى. وقال إن مآذن المساجد منذ الصباح دعت الأهالي إلى «أخذ الحيطة والحذر» جراء تحليق الطيران الحربي في الأجواء، وإلى «فض التجمعات وإخلاء الطرقات». وفي مدينة حمورية، شاهد المراسل شاباً يبكي شقيقه الأصغر الذي كانت جثته بين جثث خمسة أطفال. ونقل عنه أنه شاهد قبل دقائق من الغارات الأطفال الخمسة يقومون بملء المياه.
وبحسب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن حصيلة القتلى الأربعاء «هي الأكبر في صفوف المدنيين في سوريا منذ تسعة أشهر، وواحدة من بين الأكثر دموية في الغوطة الشرقية منذ سنوات»، وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013، ما أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية. ودخلت آخر قافلة مساعدات إلى المنطقة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق الأمم المتحدة.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس للصحافيين في بيروت، الثلاثاء، إن ما يحدث في الغوطة «هو تصعيد خطير (...) نهاية النزاع في سوريا لا تزال بعيدة»، لافتاً إلى أنها «المرة الأولى التي يكون فيها الناس على جبهات عدة، بين الغوطة الشرقية وعفرين وإدلب، في خطر شديد من دون أي أفق للحل». وتابع: «نشعر الآن أننا وصلنا إلى حافة الانهيار».
وأعلنت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق يوم أمس، عن إيقاف العملية التعليمية بمراحلها كافة احتجاجاً على قصف المدارس والمنشآت المدنية والطبية ومنازل المدنيين في الغوطة، لافتة إلى أنّها اتخذت هذه الخطوة «لعدم قدرتها على حماية الطلاب والكوادر التعليمية من قصف طائرات روسيا والأسد».
وفي منطقة إدلب شمال البلاد، هزَّ، بحسب ناشطين، انفجار عنيف المنطقة الواقعة بين بلدة أبو الضهور ومنطقة سراقب في القطاع الشرقي من ريف إدلب. وقال المرصد إن «هيئة تحرير الشام» قامت بتفجير عربة مفخخة استهدفت قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة الحسينية «تل كلبة» الواقعة بغرب أبو الضهور، ما أدّى إلى مقتل وجرح عناصر من قوات النظام وحلفائها في التفجير الذي تبعه عمليات استهداف متبادلة واشتباكات عنيفة على محاور في محيط الحسينية ومحاور أخرى قرب تل السلطان وفي المنطقة الواقعة بين أبو الضهور وسراقب. وقد تسبب القصف الجوي المتجدد على مناطق في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من ريف إدلب، في سقوط مزيد من الخسائر البشرية. ووثق المرصد مقتل 241 مدنياً بينهم 71 طفلاً منذ الـ25 من ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
النظام يواصل مجازره في الغوطة ويقتل أكثر من 100 خلال يومين
«هيئة تحرير الشام» فجّرت عربة مفخخة استهدفت قواته في إدلب
النظام يواصل مجازره في الغوطة ويقتل أكثر من 100 خلال يومين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة