من إسرائيل إلى آيرلندا الشمالية... تعرف على جدران الفصل حول العالم

جزء من الجدار الفاصل في ضفة فلسطين الغربية (رويترز)
جزء من الجدار الفاصل في ضفة فلسطين الغربية (رويترز)
TT

من إسرائيل إلى آيرلندا الشمالية... تعرف على جدران الفصل حول العالم

جزء من الجدار الفاصل في ضفة فلسطين الغربية (رويترز)
جزء من الجدار الفاصل في ضفة فلسطين الغربية (رويترز)

أعلنت السلطات اللبنانية أمس (الثلاثاء) عزمها التحرك اقليمياً ودولياً، لمنع إسرائيل من بناء جدار عند حدودها الجنوبية وللحؤول دون "تعديها" على ثروات البلاد النفطية في المياه الاقليمية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها إسرائيل لبناء جدار حدودي. فتحيط اسرائيل نفسها بـ6 جدران تفصلها عن الدول التي تحد الأراضي التي تحتلها.
أول جدار عازل بنته إسرائيل هو الأشهر في الشرق الأوسط سبب الكثير من الاستنكار العربي والعالمي، حيث بدأت اسرائيل عام 2002 ببناء جدار بطول 710 كيلومترات، يمر 85 في المائة منه في عمق الضفة الغربية، ضمن خطة لضم نحو 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ونددت العديد من دول العالم بقرار بناء الجدار، وناشدت جهات عالمية عدة السلطات الإسرائيلية لوقف المشروع، إلا انها لم تكترث وباشرت بالتنفيذ.
واطلق الفلسطينيون على السياج اسم "جدار الفصل العنصري" باعتباره محاولة إسرائيلية لإعاقة حياة الفلسطينيين وضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل. كما وصفت هيئة التنسيق الفلسطينية الموحدة للدفاع عن الأراضي ومواجهة الاستيطان هذا الجدار بأنه أخطر مخططات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967.
ورغم الضغوطات الأممية، استمرت اسرائيل ببناء جدرانها، واقامت جدارها الثاني مع قطاع غزة. أما الثالث، فكان السياج الحدودي مع مصر، حيث بدأت اسرائيل ببناء ذلك السياج عام 2010 بهدف وقف تسلل مهاجرين أفارقة من سيناء المصرية إلى أراضيها. والجدار الرابع، بنته إسرائيل عام 2015 على حدودها مع الأردن، امتدادا من مدينة إيلات إلى وادي يمناع، حيث يجرى بناء مطار دولي، مشيرة إلى أن الهدف من السياج هو "حماية المطار". وفي نفس السنة أيضا، عمدت إسرائيل الى انشاء سياج حدودي بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة، وأعلنت أنه سيكون بارتفاع 5 أمتار.
وبما يتعلق بالجدار السادس، فهذه المرة اختارت اسرائيل ان يفصل الأراضي المحتلة بسياج طويل عن لبنان، وبدأت في بنائه عام 2017 بحجة "منع عمليات التسلل".
وتتعدد الأسباب التي تدفع الدول الى بناء جدران، وهناك الكثير من الجدران التي بنيت في العالم ومن أبرزها:
-الجدار الكوري "العجيب"
يعتبر هذا الجدار من أغرب الجدران في العالم، ذلك لأن السلطات الكورية الشمالية تؤكد أنه موجود، بينما تنفي كوريا الجنوبية ومعها الولايات المتحدة وجوده.
ووفقا لكوريا الشمالية، شيد جدار الفصل بين الكوريتين على طول المنطقة المنزوعة السلاح بين الجانبين والتي تمتد لمسافة 250 كيلومترًا بين عامي 1977 و1979م.
- الجدار المغربي
قامت المغرب بتشييد هذا الجدار الرملي بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني في منطقة الصحراء الغربية، وهدفه الفصل بين أراضي المملكة المغربية ومناطق الصحراء الغربية التي تسيطر عليها جبهة "البوليساريو".
وتعتبر المنطقة الشرقية للجدار بمثابة المنطقة العازلة طبقًا للأمم المتحدة.
- الجدار العراقي - الكويتي
بادرت الأمم المتحدة عام 1991 الى بناء جدار فاصل بين البلدين بإرتفاع 3 أمتار، بعد خروج القوات العراقية من الكويت.
وهو عبارة عن سياج مكهرب وأسلاك شائكة يمتد بطول الحدود العراقية - الكويتية وتتم مراقبته بطائرات الهيليكوبتر.
-الجدار الباكستاني - الإيراني
عمدت إيران لبناء جدار فاصل على طول حدودها مع باكستان، يبلغ سمكه 91 سنتيمترًا وارتفاعه 3 أمتار ويمتد على طول 700 كيلومتر.
والهدف منه وقف الهجرة غير الشرعية والحد من عبور المخدرات، وفقا لما اعلنته السلطات الإيرانية وقتها.
-الجدار الصيني - الكوري
أقيم السياج الحدودي الفاصل بين كوريا الشمالية والصين بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية للكوريين الهاربين الى الصين. وصمم السياج بارتفاع 13 قدمًا وتشدد الحراسة عليه خاصة عند منطقة داندونغ الحدودية.
- سياج سبتة ومليلية
سبتة ومليلية هما مدينتان مغربيتان، تسطير عليهما إسبانيا منذ قرون، وتحيطهما بحواجز ليس من السهل تجاوزها.
وأبرز هذه الحواجز، جداران سلكيان عملهما الأساسي الفصل بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية، وقامت بتشييدهما إسبانيا بين عامي 1995 و2000.
ودعم الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة بهدف وقف عمليات الهجرة غير الشرعية وتهريب السلع، ولا يزال هذا الحاجز قيد التجديد بين الحين والآخر.
-الخط الأخضر..الفاصل بين جزئي قبرص
هو حاجز حدودي تحرسه قوات من الجانبين بين قبرص التركية في شمال الجزيرة وقبرص اليونانية في الجنوب منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974 ردا على انقلاب قام به القبارصة اليونانيون وأيدته أثينا.
وتسيطر تركيا على أكثر من ثلث الجزيرة وفشلت جهود دبلوماسية متكررة لإعادة توحيدها. ولكن، يستطيع السكان من الجزئين اجتياز هذا الحاجز، على الرغم من التشديدات الأمنية عليه. وهناك أيضا قوة لحفظ السلام من الأمم المتحدة للفصل بين الجانبين.
- جدار بلفاست أو خط السلام
بني الجدار عام 1969، وهو من أشهر الجدران الأمنية في أوروبا. كانت مهمته الفصل بين الأحياء الكاثوليكية والبروتستانتية في بلفاست، عاصمة ايرلندا الشمالية خلال الحرب الدينية بين الطرفين.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي لا يرى تقدماً يسمح لتركيا بالحصول على عضويته

أوروبا مفوضية الاتحاد الأوروبي وجهت انتقادات حادة لتركيا بسبب وضع حقوق الإنسان والديمقراطية واستقلال القضاء في تقريرها لعام 2025 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي لا يرى تقدماً يسمح لتركيا بالحصول على عضويته

رفضت تركيا ما جاء في تقرير يرصد تقدمها في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب انتقادات حادة تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ووضع القضاء

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جواز السفر الأميركي تراجع من المركز السابع العام الماضي (رويترز)

للمرة الأولى منذ 20 عاماً... أميركا تخرج من قائمة أقوى 10 جوازات سفر بالعالم

غاب جواز السفر الأميركي عن قائمة أقوى 10 جوازات سفر عالمياً للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وذلك في أحدث إصدار من مؤشر «هينلي» لجوازات السفر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مجموعة من جوازات السفر الروسية (رويترز)

تشيكيا تفرض قيوداً على دخول الروس حاملي الجوازات الدبلوماسية وتأشيرات الأعمال

أعلنت الحكومة التشيكية أنها تريد أن تكون قدوة من خلال كونها أول دولة في الاتحاد الأوروبي تفرض قيوداً بأثر فوري على دخول الروس حاملي جوازات السفر الدبلوماسية.

«الشرق الأوسط» (براغ)
آسيا ترمب بعد توقيعه أمراً تنفيذياً يتعلق بتأشيرات البطاقة الذهبية في البيت الأبيض يوم 19 سبتمبر 2025... القرار يقضي بأن يدفع الأجانب مليون دولار لتسريع طلباتهم للحصول على التأشيرة أو أن تدفع الشركات مليوني دولار لكفالة عامل أجنبي ترغب في جلبه إلى الولايات المتحدة (رويترز)

أميركا تقيّد تأشيرات العمّال المهرة... والصين تغريهم بـ«التأشيرة K»

في الوقت الذي يجعل فيه الرئيس دونالد ترمب من الصعب والمكلف على الشركات الأميركية استقدام العمالة الأجنبية الماهرة، تكشف الصين عن خطة جديدة لاستقطابهم.

فيفيان وانغ (بكين)
الولايات المتحدة​ صورة من شريط فيديو لدائرة الهجرة والجمارك الأميركية أثناء عملية الدهم واعتقال العمال الكوريين الجنوبيين في جورجيا (أ.ف.ب)

الكوريون الجنوبيون يشعرون بـ«الخيانة الأميركية» بعد مداهمة جورجيا

توجه وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو هيون إلى واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على إعادة مئات العمال الكوريين الجنوبيين بعدما احتجزتهم السلطات في ولاية جورجيا.

علي بردى (واشنطن)

«آخر صورة»... مسرحية اكتملت بالنقص

في العرس يرقص الجميع كأنهم يودّعون الحياة (الشرق الأوسط)
في العرس يرقص الجميع كأنهم يودّعون الحياة (الشرق الأوسط)
TT

«آخر صورة»... مسرحية اكتملت بالنقص

في العرس يرقص الجميع كأنهم يودّعون الحياة (الشرق الأوسط)
في العرس يرقص الجميع كأنهم يودّعون الحياة (الشرق الأوسط)

باتت مسرحيات الحرب تحمل في تعريفها ما يُحرّك جراح الروح قبل أن تبدأ المُشاهدة. فهذا الخريف الذي سبقه خريفٌ مُشتعل، لا يزال يحمل ندوب القصف والتهجير ورائحة الاحتراق التي لم تتبدَّد بعد في الذاكرة اللبنانية. ومع ذلك، حين عُرضت «آخر صورة» على خشبة «مسرح المدينة» في بيروت، من كتابة فاطمة بزّي وإخراجها، تراءت مسرحية عن الحرب، وفي الوقت نفسه ليست عنها.

المشهد الناقص يقول أكثر مما تُظهره الكاميرا (الشرق الأوسط)

مُغايرة لما يتوقّعه الذهن عند الحديث عن عروض تستعيد القسوة والدمار والذكريات في صور مُتكرّرة. هنا، الكوميديا تلتقي مع الموقف، والشخصيات التائهة تتقاطع في حيّز واحد يُشبه العالم المُصغَّر. في قرية يَعرف جميع سكانها بعضهم بعضاً، ويجمعهم الودّ والعفوية أكثر مما تجمعهم مهنية السينما، يجري تصوير فيلم لا بداية له ولا نهاية ولا حتى سياق واضح. موقع التصوير نفسه يبدو كأنه استعارة لحياة لا تكتمل مَشاهدها، إذ تتأجَّل اللقطة تلو الأخرى، فيما المُخرج الشابّ وفريقه يدورون في دائرة من المناكفات والمناقشات والعبث.

كلّ شيء في هذا العمل رفض المفردات الجاهزة لوصف الحرب. فبدلاً من عصف الانفجارات، هناك ارتباك في الكادر. وبدلاً من الموت، هناك عبث بالحياة. وبدلاً من البكاء، هناك ضحك انقلب فجأة إلى وجع. على المسرح، 15 شخصاً مثَّلوا 15 احتمالاً للوجود الإنساني وسط الخراب. أدّوا أدوارهم بعفوية وبساطة، كأنهم يعيشون لحظتهم القصوى أمام الكاميرا. إنهم هواة، لكنهم أمسكوا خيوط الشخصيات بحرفيّة. كانوا يُشبهون الناس في حياتهم اليومية، فيتعثّرون ويتنازعون ويتراشقون بالمزاح والجدّ، لكنّ ألفةً تجمعهم تُخفّف من حدّة التوتّر وتربط ما يتبعثر.

إضاءة توفيق صفاوي تفتّش عن حكاية مؤجَّلة (الشرق الأوسط)

وإذا بالمشهد السينمائي لا يكتمل. ثم نُدرك أنه لم يُعَدّ أصلاً للاكتمال، تماماً كما في الحياة التي تترك دائماً فصولاً بلا خواتيم. ننتقل فجأة إلى مشهد عرس لا ندري علاقته بالحرب. قالت المُنتجة المُنفّذة ملاك بزّي إنّ المسرحية «عن الحرب»، لكنها لم تغرق فيها. كلّ شيء توقّف عند حدّ الغموض، فلا الديكور اكتمل، ولا الأدوار استقرَّت، ولا المُخرج الذي يُفترض أن يقود الجوقة بدا واثقاً بالمسار. إنها تجربة أقرب إلى شظايا حكاية، كأنّ الأقارب هم مَن يُحاولون صناعة فيلم مستحيل في بيت واحد جمعهم على فرح أُرجئ حتى إشعار آخر. وبعد ضحك طويل، تهبط «الصدمة»... لم يبقَ أحد.

يمرّ الجميع كأنهم يبحثون عن مشهدهم المفقود (الشرق الأوسط)

لم تستخدم فاطمة بزّي الإخراج النمطي للحرب لتقول «لقد تألّمنا» أو «لم يعد شيء كما كان». قوّة «آخر صورة» تكمن في الاستعارة والتحايُل الذكي على المعنى. فالفوضى الظاهرية في الديكور، وتبعثُر الشخصيات، والضحك العابر، ولغة أهل القرية البسيطة، جميعها أدوات درامية تُولّد قوة داخل العرض. من خلالها، تتجلَّى مفارقة الحياة في ظلّ الدمار؛ حيث النكتة قد تكون قناعاً للخيبة، والضحك حيلة للبقاء.

وتحضُر إشارات سياسية تُمرّرها المُخرجة، كما حين يُذكَر أنّ المهرجان الذي سيُعرَض فيه الفيلم المُرتقب هو «مهرجان 7 أكتوبر»، لكنها تُقدَّم مثل تلميح يعلم أنّ الفنّ مساحة تساؤل واكتشاف، وليس بياناً جاهزاً. الإضاءة التي صمَّمها توفيق صفاوي جاءت مُكمّلة لهذا المزاج، تتنقَّل بين الظلال الخفيفة والبقع المكسورة، كأنها تُجسّد تلك المسافة بين ما يظهر وما يتوارى، وبين الضوء الذي يشتهي اكتماله والعتمة التي تبتلع المشهد.

وجوهٌ تبحث عن معنى في فيلم لا نهاية له (الشرق الأوسط)

في نهاية العرض، لا يخرج المُتفرّج ببطولة أو خلاص. يطفو إحساس بأنّ الحكاية في الأصل لم تُروَ، والفصول بقيت في الظلّ كما بقيت حيوات كثيرة على حافة الصورة. فالنهاية غير المُتوقَّعة هي الأخرى جزء من جماليات المسرحية، تماماً كما في الحياة؛ حيث بعض القصص تنتهي قبل أن تكتمل، تاركة وراءها فراغاً يملؤه الألم.

حين تروي فاطمة بزّي أنّ معهد «شمس آكتينغ سبايس»، الذي يُدرّب الهواة على التمثيل، قد قُصف خلال حرب الخريف الماضي، نُدرك أنّ «آخر صورة» شهادة صمود أيضاً. لقد احتاج العقل إلى وقت ليفهم ما جرى وتُعاد الكتابة من الأنقاض. والمسرح، كما تقول، كان مساحة للقبول والتجاوز والبدء من جديد.

حين لا يبقى أخد... (الشرق الأوسط)

هكذا يُصبح ما رأيناه على الخشبة أكثر من حكاية عن التصوير المُعلَّق أو اللقطة الناقصة. إنه تأمُّل في الحياة نفسها حين تكون كلّ العناصر جاهزة، إلا «المشهد الأهم» الذي لا يأتي أبداً. وربما، كما تقول المسرحية في عمقها، ليس النقص في المشهد، وإنما فينا نحن العالقين بين ما نعيشه وما لا نقدر على روايته.


«الدبّ المتساقط»... كوالا مفترس جاب أستراليا قبل 40 ألف عام

«الدبّ المتساقط» أرعب أستراليا القديمة (المتحف الأسترالي)
«الدبّ المتساقط» أرعب أستراليا القديمة (المتحف الأسترالي)
TT

«الدبّ المتساقط»... كوالا مفترس جاب أستراليا قبل 40 ألف عام

«الدبّ المتساقط» أرعب أستراليا القديمة (المتحف الأسترالي)
«الدبّ المتساقط» أرعب أستراليا القديمة (المتحف الأسترالي)

عاشت نسخة من «الدبّ المتساقط» الأسترالي الأسطوري، وهو حيوان جرابيّ آكلٌ للحوم يشبه الكوالا، بالفعل هناك قبل ما لا يقلّ عن 40 ألف عام، وفق ما كشف عنه علماء في دراسة جديدة. و«الدبّ المتساقط» هو أسطورة أسترالية كلاسيكية لنسخة آكلة للحوم من الكوالا يُقال إنها كانت تعيش على الأشجار وتهاجم الناس من خلال السقوط على رؤوسهم من الأعلى.

وعلى عكس الكوالا الوديعة، توصف تلك الدببة المتساقطة بأنها حيوانات جرابية ضخمة وشرسة في الفولكلور أو التراث الشعبي الأسترالي. وقد عثر باحثون الآن على أدلّة أحفورية تشير إلى أنّ حيواناً جرابياً آكلاً للحوم عاش بالفعل في تلك القارة حتى انقراضه قبل نحو 40 ألف عام. وتُعدّ حيوانات الكوالا الموجودة حالياً الأقرب إلى هذا «الأسد الجرابي» أو «ثيلايكوليو كارنيفس»، وفق دراسة نقلتها «الإندبندنت» عن دورية «بروسيدينغز أوف رويال سوسايتي بي».

كانت تلك الحيوانات الجرابية آكلة اللحوم تعيش وتنتشر خلال حقبة البليستوسين المتأخر، الممتدّة من نحو 126 ألف عام حتى وقت حدوث إحدى كبرى موجات انقراض الحيوانات الضخمة على كوكب الأرض قبل نحو 40 ألف عام.

وانقرض جزءٌ كبير من الحيوانات الضخمة على الكوكب خلال تلك المدّة، إذ خسرت أستراليا نحو 90 في المائة من الأنواع البرّية التي يزيد وزنها على 44 كيلوغراماً، منذ نحو 46 ألف عام. وقد أثَّرت تلك المدّة، التي تتزامن أيضاً مع وصول البشر إلى القارّة، تأثيراً بالغاً على التنوّع الحيوي في أستراليا، ومثَّلت خسارة كبيرة في تاريخ النشوء والارتقاء.

مع ذلك، تظلّ أسباب هذا الانقراض الجماعي الضخم غير مفهومة بشكل كامل ووافٍ. وفي أحدث دراسة، طبَّق علماء طريقة جديدة تصنع «بصمة إصبع» فريدة للأنواع، استناداً إلى بروتينات الكولاجين الموجودة في أحافيرها. وتمكّن الباحثون باستخدام هذه الطريقة من تتبُّع تاريخ النشوء والارتقاء لثلاثة حيوانات أسترالية ضخمة منقرضة هي: زيغوماتوروس، وهو حيوان عاشب يشبه الومبت ويزن نحو 500 كيلوغرام، و«بالورتشستس»، وهو حيوان عاشب أيضاً يشبه التابير، و«ثيلايكوليو كارنيفس» أو «الأسد الجرابي».

وكشف التحليل عن أنّ الثيلايكوليو هو النوع الأقرب للكوالا مقارنةً بأيّ فصيلة أخرى. وكتب الباحثون: «تُرجّح الأدلة، التي تستند إلى بيانات ببتيدات الكولاجين، وجود صلة قرابة قوية بين الثيلايكوليو والكوالا ضمن شعبة حيوية (فرع) أكبر تشمل فصيلة الومبتيات».

كما تشير تلك النتائج إلى فائدة الطريقة الجديدة، التي تعتمد على استخدام بروتين الكولاجين المُستخرَج من العينات الأحفورية، في بناء أشجار تطورية وفَهْم تنوُّع الحياة السابقة على كوكب الأرض بشكل أفضل، وفق ما يقول العلماء. ويأمل الباحثون أن يسفر مزيد من العمل بهذه التقنية عن تحديد أكثر دقّة لأسباب الانقراض الجماعي الكبير.


صفية بن زقر وأنيش كابور نجما مزاد سوذبيز الثاني في الرياض

لوحة «مقهى في طريق المدينة» للفنانة صفية بن زقر (سوذبيز)
لوحة «مقهى في طريق المدينة» للفنانة صفية بن زقر (سوذبيز)
TT

صفية بن زقر وأنيش كابور نجما مزاد سوذبيز الثاني في الرياض

لوحة «مقهى في طريق المدينة» للفنانة صفية بن زقر (سوذبيز)
لوحة «مقهى في طريق المدينة» للفنانة صفية بن زقر (سوذبيز)

بعد نجاح أول مزاد عالمي لدار سوذبيز في السعودية، والذي أُقيم في بداية العام الحالي، أعلنت الدار عن موعد عقد مزادها الثاني، وذلك في يوم 31 يناير (كانون الثاني) المقبل. يأتي توقيت المزاد الثاني في بداية الموسم الفني بالمنطقة، حيث يتزامن مع افتتاح بينالي الدرعية للفن المعاصر في الرياض، ويسبق انطلاق معرض «آرت بازل الدوحة» في فبراير (شباط) المقبل.

يحمل المزاد الثاني عنوان «الأصول»، وهو عنوان المزاد الأول نفسه، وسيضم أعمالاً لفنانين سعوديين محليين وأسماء عالمية مثل أنيش كابور. وقبل المزاد، ستُعرَض الأعمال المُدرجة في «الأصول» بمعرض عام مجانيّ لمدة أسبوع، وسيجري تأكيد تفاصيل مكان المعرض، في وقت لاحق.

ومِن بين القِطع الرئيسية التي جرى تأكيد عرضها للبيع، عمل نادر ومهم للفنانة صفية بن زقر (1940-2024)، إحدى الفنانات الرائدات في المملكة العربية السعودية، والتي تُعد، على نطاق واسع، «الأم الروحية» للفن السعودي المعاصر. وُلدت بن زقر في جدة، قلب المدينة القديمة، وقد استلهمت فنها بعمق من التراث الثقافي الغني للمملكة، فسافرت عبر مناطقها لتوثيق التقاليد والعادات والأزياء المحلية. تُقدم لوحة «مقهى في طريق المدينة»، التي رُسمت عام 1968، فرصة نادرة لاقتناء عمل من إرث بن زقر الشخصي، حيث نادراً ما كانت الفنانة تبيع أو تُهدي لوحاتها.

لوحة «مقهى في طريق المدينة» للفنانة صفية بن زقر (سوذبيز)

ومن أعمال الفنان السعودي الراحل محمد السليم يعرض المزاد لوحة من مجموعة خاصة في البحرين. رُسمت هذه اللوحة في عام 1989، وهي مثال بارز على أسلوب السليم الرائد والمعروف بـ«الآفاقية»، وهي لغة بصرية مستوحاة من أفق الصحراء. يتميز أسلوب «الآفاقية» بتقسيمه الإيقاعي وخطوطه اللونية الجريئة والممتدة، وقد شكّل جوهر رؤية الفنان الجمالية، مما مكّنه من إعادة تصور الكثبان الرملية البعيدة بتوازن دقيق بين التجريد والتصوير.

لوحة دون عنوان للفنان محمد السليم (سوذبيز)

أقام السليم أكثر من 36 معرضاً فردياً عالمياً، ويحمل حالياً الرقم القياسي العالمي في مزاد لفنان سعودي، حيث بِيعت لوحة له مقابل 1.1 مليون دولار أميركي في دار سوذبيز بلندن خلال عام 2023.

من مزاد سوذبيز الأول بالرياض والذي أقيم في الدرعية (الشرق الأوسط)

من جانبه يعلّق أشكان باغستاني، رئيس قسم المبيعات واختصاصي الفن المعاصر في سوذبيز، على المزاد بقوله: «ستستمر رحلتنا الرائدة في الشرق الأوسط مع مزاد ثانٍ في المملكة العربية السعودية مُقرَّر إقامته في 31 يناير 2026، بالتزامن مع بينالي الفن المعاصر، عقب النجاح الباهر الذي حققه مزادنا الافتتاحي، في وقت سابق من هذا العام».