بدأت موسكو تحركات لدفع مسار آستانة، وتحدث الكرملين عن «سعي لتطوير الصياغة الحالية للمسار». وعكست اتصالات نشطة بين القيادتين الروسية والإيرانية أمس، توجهاً إلى «معالجة مشتركة» لتحفظات الحكومة السورية على قرارات مؤتمر سوتشي أخيراً، وخصوصاً ما يتعلق بالبيان الختامي واللجنة الدستورية.
وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين محادثات هاتفية أمس، مع نظيره الإيراني حسن روحاني تلتها مباشرة محادثات تكميلية على مستوى وزيري خارجية البلدين. وأفاد بيان أصدره الكرملين بأن الرئيسين بحثا ملفي تطوير مسار آستانة، ونتائج مؤتمر الحوار السوري في سوتشي نهاية الشهر الماضي. وقال إن بوتين وروحاني ناقشا مساعي تطوير صياغة آستانة للتسوية في سوريا، وأعربا عن استعدادهما لمزيد من العمل المشترك في هذا الاتجاه، من دون أن يوضح تفاصيل عن التطوير الذي يسعى إليه البلدان. لكن مصدراً دبلوماسياً أشار إلى أن التطورات الأخيرة في إدلب، وفي مناطق خفض التصعيد بشكل عام، أبرزت أهمية إجراء مراجعة شاملة بهدف تثبيت الاتفاقات السابقة.
تزامن ذلك مع إعلان الخارجية الكازاخية احتمال الدعوة لعقد جولة من مفاوضات آستانة قبل حلول نهاية الشهر الجاري. وقال وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمانوف، إن «المعلومات التي تلقيناها من البلدان الضامنة لعملية آستانة، وهي روسيا وتركيا وإيران، تؤكد أن الأطراف تضع ترتيبات الجولة الجديدة من المفاوضات، وفقا لما تم الاتفاق عليه سابقا»ز لكن التركيز الروسي - الإيراني انصب على نتائج مؤتمر سوتشي والخطوات اللاحقة المطلوبة لتثبيتها. وأكد الجانبان، وفقاً لبيان الكرملين، أن قرارات سوتشي تهدف إلى دفع التسوية السياسية في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتسهم بشكل كبير في استقرار الوضع في المنطقة.
ونقلت وكالات روسية عن مصدر إيراني أن روحاني أكد لنظيره الروسي «أهمية تعزيز التعاون بين إيران وروسيا وتركيا لإعادة الاستقرار إلى سوريا والانتصار على الإرهاب»، وشدد على أن «استمرار التوتر في شمال سوريا لن يكون لصالح أحد، ونأمل من جميع دول المنطقة احترام السيادة السورية، ونرفض فرض أي قرارات على دمشق يكون مصدرها الخارج».
وأبلغ مصدر مطلع «الشرق الأوسط» أن موسكو تسعى عبر تنشيط الاتصالات مع طهران إلى تسريع عقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، تكون مكرسة بالدرجة الأولى إلى تكريس نتائج مؤتمر سوتشي، مشيرا إلى وجود عدد من النقاط العالقة التي تسعى موسكو عبر اتصالاتها مع الطرفين التركي والإيراني إلى تسويتها، وعلى رأسها موضوع اللجنة الدستورية. وأوضح أن الأطراف «اتفقت في سوتشي على نسب التمثيل فيها، وبدأت الآن تبحث في التفاصيل والأسماء». وزاد أن التحرك الروسي يتزامن مع تحركات عدة موازية، من جانب «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي تزور جنيف لبحث الملف ذاته مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ومن جانب الحكومة السورية التي تجري اتصالات مع حلفائها لتثبيت وجهات نظرها حيال قرارات سوتشي. وأكد المصدر أن مناقشات موسكو وطهران إلى التوصل لمعالجة مشتركة لموقف النظام، و«كيف يجب أن يتصرف في المرحلة اللاحقة وتحديدا عند مناقشة الملف في جولة جنيف المقبلة». خصوصاً بعدما «أثار سلوكه خلال سوتشي وما بعد المؤتمر استياء الروس».
ولفت إلى عقدتين تسعى موسكو إلى تجاوزهما خلال التحضيرات لجنيف: الأولى، تتعلق ببيان سوتشي، وضرورة رفع أي تحفظات عليه، والثانية، فنية تتعلق بتركيبة اللجنة الدستورية المقترحة، موضحاً أن «الروس ملتزمون بالصياغة التي تبناها مؤتمر سوتشي للبيان الختامي» في إشارة إلى تمسك موسكو بتأسيس «لجنة دستورية وليس لجنة إصلاح دستوري» كما تريد دمشق. ولفت إلى أن الحكومة السورية تريد أن تهيمن على «النصف زائد واحد»، وهو أمر يمكن أن توفره التفاهمات التي أفضى إليها مؤتمر سوتشي لجهة إقرار 100 عضو للنظام، و50 للمعارضة، و50 لدى دي ميستورا، لكن العقدة تكمن في أن آلية التصويت يجب أن تراعي رأي غالبية الثلثين، وهو أمر لا يرضي دمشق.
8:18 دقيقة
اتصالات روسية ـ إيرانية لتنفيذ بيان «سوتشي» ومناقشة الانتشار التركي في إدلب
https://aawsat.com/home/article/1167026/%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D8%B3%D9%88%D8%AA%D8%B4%D9%8A%C2%BB-%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8
اتصالات روسية ـ إيرانية لتنفيذ بيان «سوتشي» ومناقشة الانتشار التركي في إدلب
- موسكو: رائد جبر
- موسكو: رائد جبر
اتصالات روسية ـ إيرانية لتنفيذ بيان «سوتشي» ومناقشة الانتشار التركي في إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة