الجيش المصري: القضاء على «تكفيري شديد الخطورة» وضبط 6 آخرين شمال سيناء

وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي خلال حضوره أمس تدريبات عسكرية لوحدات المظلات («الشرق الأوسط»)
وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي خلال حضوره أمس تدريبات عسكرية لوحدات المظلات («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش المصري: القضاء على «تكفيري شديد الخطورة» وضبط 6 آخرين شمال سيناء

وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي خلال حضوره أمس تدريبات عسكرية لوحدات المظلات («الشرق الأوسط»)
وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي خلال حضوره أمس تدريبات عسكرية لوحدات المظلات («الشرق الأوسط»)

فيما أشاد وزير الدفاع المصري بما حققته قواته في القضاء على الإرهاب بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بسيناء، أعلن الجيش أمس نجاحه في القضاء على فرد «تكفيري شديد الخطورة»، وضبط 6 آخرين من المشتبه بهم، في إطار المواجهات الدائرة مع التنظيمات المتشددة في شمال سيناء.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، إن قوات إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني المصري بشمال سيناء تمكنت بالتعاون مع القوات الجوية من «القضاء على فرد تكفيري شديد الخطورة، وضبط 6 آخرين من المشتبه بهم»، موضحا في بيان، نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أمس، أنه تم خلال العملية (اكتشاف وتدمير عدد (2) عربة دفع رباعي وعدد (6) دراجات نارية خاصة العناصر التكفيرية... وتدمير مخزنين يحتويان على قطع غيار دراجات نارية وعدد (51) عبوة ناسفة)».
وأضاف المتحدث أنه تم أيضا «اكتشاف وتدمير عدد كبير من الأوكار التي تستخدمها العناصر التكفيرية في الاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية، وأجهزة الاتصال والذخائر والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة».
وأكد المتحدث أن هذه العملية «جاءت في إطار جهود القوات المسلحة من أجل دحر الإرهاب»، مشيرا إلى أن قوات الجيش الثاني الميداني تواصل جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية بشمال سيناء».
ويشن الجيش، بالتعاون مع قوات الشرطة، حربا شرسة في سيناء، خاصة الجزء الشمالي منها، للقضاء على عناصر مسلحة، تدين بالولاء لتنظيم داعش الإرهابي، اعتادت منذ سنوات تنفيذ عمليات إرهابية قتل خلالها المئات.
ونهاية فبراير (شباط) الحالي، تنتهي مهلة منحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لقادة الجيش، في 28 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحددها بثلاث أشهر، لاستعادة الأمن في المحافظة المضطربة أمنياً.
وفي السياق ذاته، أكد القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، أمس، أن القدرة العسكرية هي أحد أركان الأمن القومي والركيزة الرئيسية لتأمين الدولة المصرية ضد كافة التهديدات والعدائيات داخلياً وخارجياً، منوها إلى أن رجال القوات المسلحة ماضون في أداء المهام المكلفين بها لحماية الوطن والتصدي لكل من يحاول استباحة أرض مصر وسيادتها.
وأشار وزير الدفاع، خلال حضور عدد من الأنشطة التدريبية التي نفذتها عناصر من وحدات المظلات، إلى أن القوات المسلحة حققت طفرات غير مسبوقة في تطوير أساليب التدريب القتالي وزيادة معدلات الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، والارتقاء بالإعداد المعنوي والبدني للمقاتلين، مؤكدا أن ما يبذله رجال القوات المسلحة من جهد وتدريب شاق هو مهمة مقدسة حتى ينعم كل مواطن على أرض مصر بالأمن والأمان والاستقرار.
وأشاد القائد العام بمستوى الاستعداد والتدريب الجاد للمقاتلين وما يتمتعون به من قدرات مهارية وبدنية وثقة عالية بالنفس، ونقل خلال لقائه له مع قادة وضباط وضباط صف وجنود وحدات المظلات والصاعقة تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي لرجال الوحدات الخاصة وطالبهم بالحفاظ على أعلى معدلات الجاهزية والاستعداد القتالي لتنفيذ كافة المهام التي توكل إليهم.
ووجه التحية لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن أمن مصر واستقرارها، مشيداً بما حققته عناصر القوات الخاصة المشاركة ضمن قوات إنفاذ القانون في القضاء على الإرهاب بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بسيناء وعلى كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وطالبهم بالاستمرار في بذل المزيد من الجهد والعرق في التدريب والحفاظ على اللياقة البدنية والروح المعنوية العالية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.