رئيس المعارضة الإسرائيلية يتنبأ بسقوط حكومة نتنياهو قريباً على خلفية الفساد

الشرطة توصي بتقديم لائحة اتهام ضد وزير كان مسؤولاً في الصناعات الجوية

TT

رئيس المعارضة الإسرائيلية يتنبأ بسقوط حكومة نتنياهو قريباً على خلفية الفساد

مع توصية الشرطة بتقديم لائحة اتهام ضد وزير آخر في حكومة بنيامين نتنياهو، بشبهات فساد، واقتراب تقديم توصيات شبيهة ضد نتنياهو نفسه، تنبأ رئيس حزب العمل الإسرائيلي المعارض، آفي غباي، بسقوط الحكومة في وقت قريب. وقال إنه في حال تغيير الحكم، سيعمل على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي حال فشلت سيكون على إسرائيل أن تتخذ خطوات أحادية الجانب وتنسحب من غالبية المناطق الفلسطينية.
وقال غباي، خلال مشاركته في برنامج «سبت الثقافة»: «يجب علينا عمل كل شيء من أجل إدارة مفاوضات حقيقية. وإذا تبين بعد كل الجهود أن الفلسطينيين لا يريدون التوصل إلى اتفاق، يتعين علينا اتخاذ إجراء من جانب واحد لضمان أن تبقى دولة إسرائيل، إلى الأبد، بيتاً للشعب اليهودي». وأضاف: «إن حرية اتخاذ القرار ليست لهم، بل هي من حقنا، لأنه إذا لم تكن دولتان لشعبين هنا، فستكون هناك دولة واحدة ذات أغلبية عربية، ونحن لا نريد الوصول إلى هناك. نحن الذين يجب أن نتخذ القرارات، ويجب أن يصل الفلسطينيون إلى وضع يكون عليهم، هم أيضاً، التوصل إلى تفاهمات. أعتقد أن علينا أن نفعل كل شيء من أجل الوصول إلى المفاوضات وبناء الثقة الحقيقية بين الطرفين، حتى نتمكن من المضي قدماً».
كانت الشرطة الإسرائيلية، قد أكدت أنها أوصت، أمس (الأحد)، بمحاكمة وزير الرفاه حاييم كاتس، وتقديم لائحة اتهام ضده في قضية شبهات فساد عندما كان رئيساً لنقابة عمال الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية. ووفقاً للشرطة، فإن نتائج التحقيق دلّت على وجود نمط عمل منظم ومخطط له من جانب بعض المشاركين، الذين تصرفوا بقصد تعزيز المصالح الشخصية. وقالت إن التحقيق مع الوزير كاتس جزء من تحقيق واسع النطاق في الصناعات الجوية، شمل عدداً كبيراً من المسؤولين الضالعين بشبهات الفساد.
وحسب الشبهات، عمل كاتس مع نجله بشكل ممنهج، لتقديم مصالحه في حزب الليكود الحاكم. وضمن ذلك، عمل على جمع انتساب إلى الحزب في صفوف طاقم الموظفين في الصناعات الجوية، وأيضاً الحصول على أمور أخرى عن طريق الغش والخداع. كما دأب كاتس ونجله على مساعدة كل من تعاون معه من طاقم لجنة المستخدمين. وفي المقابل، حصلوا على منافع داخل الصناعات الجوية وخارجها.
الجدير ذكره أن بضعة ألوف من الإسرائيليين تظاهروا، مساء أول من أمس (السبت)، وللأسبوع التاسع على التوالي، ضد الفساد السلطوي، في كل من تل أبيب وبيتح تكفا والعفولة وحيفا وروش بينا.
وقال إلداد يانيف، أحد قادة هذه المظاهرات: «إن قضية الفساد المتعلقة بصفقة الغواصات، هي شيء حقيقي حدث في مكتب نتنياهو، وبفضل النضال، سيكون نتنياهو في القريب العاجل، أول رئيس وزراء يجري التحقيق معه في قضية بيع الأسلحة الأكثر استراتيجية لدولة إسرائيل». وأضاف يانيف: «إن مهمتنا هي الحفاظ على استمرارية المظاهرات، وفي غضون أسابيع قليلة سيكون هنا عشرات الآلاف. هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها أمثال بينت وكحلون وسموطريتش».
وتحدث ضابط الشرطة السابق إليك رون، وقال إن «نتنياهو لم يكن يعلم أنه يغوص بشكل عميق، وآمل أن تضبطه الشبكة ويدفع الثمن بشكل قانوني». ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «الفاسدون إلى البيت»، و«الجميع معتقلون، ورأس الثعبان حر»، و«ابن ألف تحقيق»، و«لا تشككوا أبداً بأن مجموعة صغيرة من المواطنين المفكرين والضالعين يمكن أن تغيّر العالم. في الواقع، هذا هو الشيء الوحيد الذي غير العالم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.