الجيش المصري يدمر «أوكارا إرهابية» في سيناء وينفي مشاركة إسرائيل في العمليات

وسط مواصلة الجيش الثالث الميداني جهوده للقضاء على العناصر التكفيرية

جانب من عمليات الجيش المصري وسط سيناء من حساب المتحدث العسكري على «فيسبوك» («الشرق الأوسط»)
جانب من عمليات الجيش المصري وسط سيناء من حساب المتحدث العسكري على «فيسبوك» («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش المصري يدمر «أوكارا إرهابية» في سيناء وينفي مشاركة إسرائيل في العمليات

جانب من عمليات الجيش المصري وسط سيناء من حساب المتحدث العسكري على «فيسبوك» («الشرق الأوسط»)
جانب من عمليات الجيش المصري وسط سيناء من حساب المتحدث العسكري على «فيسبوك» («الشرق الأوسط»)

بينما نفى العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، مشاركة إسرائيل في العمليات ضد الجماعات الإرهابية داخل شبه جزيرة سيناء الحدودية، أعلن أمس اكتشاف وتدمير مخزن كبير للذخائر، و16 وكرا تستخدمها «العناصر التكفيرية» وسط سيناء.
ويشن الجيش المصري، بالتعاون مع قوات الشرطة، حربا شرسة في سيناء، خاصة الجزء الشمالي منها، للقضاء على عناصر مسلحة، تدين بالولاء لتنظيم داعش الإرهابي، اعتادت منذ سنوات تنفيذ عمليات إرهابية قتل خلالها المئات.
وقال المتحدث العسكري في بيان أمس إن «قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني بوسط سيناء تمكنت من اكتشاف وتدمير مخزن عثر بداخله على كمية كبيرة من الذخائر، فضلاً عن تدمير 3 دراجات نارية و16 وكرا تستخدمها العناصر التكفيرية في الاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية والطبية».
وأوضح المتحدث أن «ذلك يأتي في إطار الجهود المكثفة للقوات المسلحة لدحر الإرهاب»، مشيرا إلى أنه «تم تدمير 4 أفدنة من النباتات المخدرة، بالإضافة إلى كمية كبيرة أخرى معدة للتوزيع». وأشار إلى مواصلة قوات الجيش الثالث الميداني جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية بوسط سيناء.
ونهاية فبراير (شباط) الجاري، تنتهي مهلة أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 28 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحددها بثلاثة أشهر لاستعادة الأمن في المحافظة المضطربة أمنياً بسبب انتشار عناصر مسلحة.
في السياق ذاته، نفى العقيد تامر الرفاعي، ما ورد في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، بشأن مشاركة إسرائيل في عمليات عسكرية داخل سيناء بموافقة القاهرة. وقال في تصريحات صحافية أمس إن «هذا التقرير غير صحيح وعار تماماً من الصحة».
وزعمت «نيويورك تايمز» أن هناك تعاونا عسكريا سريا بين مصر وإسرائيل، تشن بموجبه الأخيرة غارات ضد مسلحين في شمال سيناء. وذكرت أن طائرات من دون طيار ومروحيات ومقاتلات إسرائيلية نفذت خلال مدة تزيد عن عامين أكثر من 100 ضربة جوية داخل الأراضي المصرية بموافقة من الرئيس السيسي.
لكن المتحدث العسكري شدد على أن «الجيش المصري وحده هو المخول، والذي يقوم بعمليات عسكرية بالتعاون مع الشرطة المدنية، في مناطق محددة في شمال سيناء».
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بمعاقبة كل من معتز عبد المعطي علي مصطفى وحسن حامد محمد عبد السميع، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات لكل منهما، في إعادة إجراءات محاكمتهما بقضية أحداث العنف المعروفة إعلاميا بـ«اقتحام قسم شرطة التبين» جنوب القاهرة. وتضمن الحكم إلزامهما بالتضامن بدفع قيمة ما أتلفاه بمبلغ 10 ملايين و101 ألف جنيه، ووضعهما تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات عقب قضاء مدة العقوبة.
وتعود القضية إلى أعمال العنف التي وقعت في أعقاب فض اعتصام أنصار الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي عام 2013. ومحاولة تهريب محتجزين داخل قسم التبين، وإضرام النيران بمبنى القسم وملحقاته وحرق محتوياته.
وسبق أن قضي بمعاقبة المتهمين غيابيا بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، قبل أن يتم ضبطهما وإعادة إجراءات محاكمتهما حضوريا في القضية.
وصدر في نوفمبر 2016 حكم بمعاقبة 21 متهما بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، ومعاقبة 15 متهما آخرين بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، ومعاقبة 11 متهما بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات، وإلزام المحكوم عليهم متضامنين بدفع مبلغ 10 ملايين و100 ألف جنيه، تمثل قيمة التلفيات والتخريب الذي لحق بالمنشآت بسببهم، ووضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات.
وفي قضية أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل محاكمة 739 متهما من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، يتصدرهم محمد بديع المرشد العام، إلى جلسة 13 فبراير (شباط) الجاري، في قضية اعتصام «رابعة العدوية». وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى أقوال شهود الإثبات ومناقشتهم.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.