إردوغان يؤكد أنه لم يبق إلا القليل على دخول عفرين

مقتل 7 جنود أتراك... وجاويش أوغلو يعتبر أن الدعم العسكري لـ«وحدات الحماية» يسمم الشراكة مع الأميركيين

تشييع مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية سقطوا في معركة عفرين أمس (أ.ف.ب)
تشييع مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية سقطوا في معركة عفرين أمس (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يؤكد أنه لم يبق إلا القليل على دخول عفرين

تشييع مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية سقطوا في معركة عفرين أمس (أ.ف.ب)
تشييع مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية سقطوا في معركة عفرين أمس (أ.ف.ب)

مع دخول عملية «غصن الزيتون» العسكرية التركية في عفرين يومها الرابع عشر، أمس (السبت)، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أنه لم يبق إلا القليل حتى الوصول إلى عفرين.
وقال إردوغان في خطاب جماهيري أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية بيتليس جنوب شرقي تركيا، إن القوات المسلحة التركية، ومعها قوات «الجيش السوري الحر» المشاركة في العملية، بدأت السيطرة على الجبال، وتتقدم حالياً نحو عفرين و«لم يبق إلا القليل».
ووجه إردوغان خطابه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» الكردية، قائلاً: «قلنا لكم إن زعزعتم أمن شعبنا ستكون طائرات (إف ـ 16) فوق رؤوسكم، وستدمر مروحياتنا ومدفعيتنا ودباباتنا أوكاركم».
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن «التنظيمات الإرهابية» لا تعرف أي حدود في الدعاية السوداء لتشويه صورة عمليات الجيش التركي، مشدداً خلال اجتماع مع محامين في مقر مجلس الوزراء التركي في أنقرة، أمس، على أن تركيا ستواصل عمليتها العسكرية في عفرين دون الاكتراث لما يقوله الآخرون.
وأضاف يلدريم أن تركيا تكافح، بلا هوادة، المنظمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها، مشيراً إلى أن بعض الأطراف (لم يحددها) تحاول تشويه الكفاح المشروع الذي تنفذه بلاده ضد الإرهاب.
وتابع أن «التنظيمات الإرهابية لا تعرف حدوداً في تشويه عمليات جيشنا، وتدعي أنه يقتل المدنيين، وهي بارعة في تقديم مشاهد وأحداث قديمة وقعت في مناطق أخرى من العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أنها وقعت اليوم».
وشدد على أن عملية «غصن الزيتون» مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا، وكذلك تأمين حياة وممتلكات مواطنيها، وأن العملية تهدف أيضاً لرفع ظلم التنظيمات الإرهابية عن قرابة نصف مليون شخص من الأكراد والعرب والتركمان الذين يعيشون في المنطقة.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة تمر بمرحلة حرجة، محذراً واشنطن من استمرار دعم «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وأضاف جاويش أوغلو، في تصريحات صحافية، أمس، أن الدعم العسكري الذي يقدمه الجيش الأميركي لـ«وحدات الحماية» الكردية في سوريا، ليس من شأنه تعريض أمن تركيا للخطر فحسب، بل تسميم الشراكة المستمرة منذ مدة طويلة بين أنقرة وواشنطن.
على صعيد تطورات عملية «غصن الزيتون» في عفرين، استهدفت مدفعية ودبابات الجيش التركي أمس، مواقع «الوحدات الكردية» في محيط جبل راجو، وقصفت المدفعية التركية المتمركزة على الحدود السورية بولاية كليس مواقع ومخازن أسلحة لـ«الوحدات الكردية». وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع التي استهدفها الجيش التركي، وسمع دوي انفجارات في المناطق المستهدفة.
ودفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات إلى ولاية كليس الحدودية مع سوريا تضمنت رتلاً مؤلفاً من 9 عربات مدرعة ما بين ناقلات جنود وعربات قتالية.
قُتل سبعة جنود أتراك، السبت، خلال العملية التي تشنها أنقرة على مقاتلين أكراد في شمال سوريا، وفق ما أفاد الجيش، ما يرفع عدد القتلى في الجانب التركي منذ بدء الحملة إلى عشرة.
وأفاد الجيش التركي بأن أحد جنوده قتل أمس (السبت) في اشتباك، فيما قتل آخر في هجوم بمحافظة كيليس الحدودية التركية. وأصدر الجيش التركي بياناً ثانياً، في وقت لاحق، أوضح فيه أن جندياً ثالثاً قتل السبت في شمال شرقي عفرين، إثر تعرض دبابة تركية للهجوم.
وأعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش التركي أمس، مقتل وإصابة 897 من عناصر «الوحدات الكردية» منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأشار البيان إلى أن سلاح الجو دمر أمس 15 هدفاً، كانت عناصر «الوحدات الكردية» تستخدمها أوكاراً ومستودعات أسلحة وذخيرة، وأن العملية الجوية أسفرت عن تحييد 74 «إرهابياً» من «داعش» و«الوحدات الكردية».
إلى ذلك، أعلنت ولاية العاصمة التركية أنقرة، مساء أول من أمس، تورط «وحدات حماية الشعب» الكردية في تفجير استهدف، الخميس، مبنى دائرة الضرائب بالعاصمة. وأوضحت الولاية، في بيان، أن التفجير ناجم عن حقيبة مفخخة وضعها إرهابي تلقى تدريبات بمناطق سيطرة «الوحدات الكردية» في شمال سوريا.
وأضافت أن التدقيق في الكاميرات الأمنية أثبت أن شخصاً يدعى أرسان أرتوغان ترك حقيبة مفخخة أمام مدخل دائرة الضرائب، قبل أن يعدّها للتفجير ويغادر.
وأكد البيان أن السلطات نفذت عملية أمنية واسعة عقب الانفجار، ووجدت المسؤول عن وضع الحقيبة مقتولاً، وتبيّن أنه يحمل وثائق مزورة، كما جرى توقيف 4 أشخاص قدموا المساعدة، و4 آخرين على صلة بهم، في ولايات أضنة وعثمانية (جنوب) وشرناق (جنوب شرق) وماردين (جنوب).
وأشار البيان أن أرتوغان من مواليد ولاية ماردين، وتلقى تدريبات ضمن صفوف وحدات الدفاع الذاتي التابعة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، ودخل تركيا بصورة غير مشروعة.
وألحق الانفجار أضراراً مادية كبيرة في الطابقين السفليين من المبنى، المكون من قرابة 15 طابقاً، والكائن بحي جوكار أنبار بأنقرة.
في غضون ذلك، دعا زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال كليتشدر أوغلو، الحكومة، إلى التواصل بشكل فوري مع حكومة النظام السوري، وإقامة علاقات معها للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولوقف سفك الدماء فيها.
وقال في كلمة خلال أعمال المؤتمر العام العادي لحزب الشعب الجمهوري الذي عقد أمس في أنقرة برئاسته، مخاطباً الحكومة، «تواصلوا بشكل فوري مع الحكومة السورية، فهي تقف مع وحدة الأراضي السورية كما نحن مع وحدتها أيضاً، إذا كان المراد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووقف سفك الدماء، فإنه ينبغي إقامة علاقات مع الدولة والحكومة السورية».
وأضاف كليتشدار أوغلو أنه ينبغي أيضاً إقامة علاقات مع الحكومة المركزية في العراق، لحل مشكلة الإرهاب (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور).
ووعد كليتشدار أوغلو بحل مشكلة الإرهاب خلال 4 سنوات، حال جاء إلى الحكم، واعتزال السياسة حال لم يستطع حل مشكلة الإرهاب خلال هذه الفترة.



سكان قطاع غزة يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار

نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
TT

سكان قطاع غزة يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار

نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)

أعد فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة، الخميس، قبل عودتهم المتوقعة بعد يومين إلى مناطق كانت فيها منازلهم وفقاً للجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة «حماس» عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة إلى منازل تحولت أطلالاً بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً وحولت أغلب القطاع أنقاضاً وقتلت أكثر من 47 ألفاً من سكانه.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، عادت القوات الإسرائيلية برياً إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ضد عناصر «حماس» ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا، وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.

تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجأوا إليها في الجنوب كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام «هاي الخيمة اللي بنحلم فيها؟ هتكفي 8 أنفار 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب... هاي مساحة هادي؟»

وتابع قائلاً لـ«رويترز»: «المفروض مساحة أكبر من هيك... طب يوم السبت هييجوا من الجنوب هيغمروا غزة كلها. وين هيروحوا؟ هذا المخيم كام نفر بده ياخد؟ ميه متين؟ طب والباقي. مليون ونص إحنا جايين من الجنوب».

الخيام الجديدة تحيطها الأبنية المدمَّرة جراء الحرب (رويترز)

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حركة «حماس» الحدود في السابع من أكتوبر 2023. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ونشرت «حماس» بياناً، الخميس، تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلية إلى الشمال، ومن المتوقع تسليم أربعة رهائن على الأقل لإسرائيل يوم السبت.

وجاء في بيان «حماس»: «من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير/كانون الثاني 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد (البحر)... سيُسمح للنازحين داخلياً المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله».

وأضاف البيان: «سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات».

العودة سيراً على الأقدام

قالت «حماس» إنها ستسمح للناس بالعودة سيراً على الأقدام على طول الطريق الساحلية؛ وهو ما يعني المشي لكيلومترات عدة حتى المنطقة الرسمية في الشمال من حيث يمكنهم محاولة استقلال مركبات سيتم تفتيشها عند نقاط التفتيش.

وشددت الحركة على عدم حمل العائدين أسلحة.

وذكر سامي أبو زهري القيادي الكبير في «حماس» أن الحركة على اتصال بأطراف عربية ودولية عدة للمساعدة في عملية العودة والإغاثة بطرق، من بينها توفير الخيام.

وأضاف أن «حماس» ستبدأ العمل فوراً على ترميم المنازل التي لم تدمر بالكامل.

وقال لـ«رويترز»: «سنقوم بتوظيف كل إمكاناتنا من أجل مساعدة أهلنا، البلديات لديها خطة معدّة لاستقبال العائلات العائدة إلى الشمال وتوفير خيام لهم».

وعاد كثيرون للعيش داخل منازلهم المدمرة في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في قطاع غزة الذي كان محط تركيز الحملة الإسرائيلية في الأشهر الثلاثة الماضية، وأشعلوا نيراناً محدودة في محاولة لتدفئة أطفالهم.

وقال محمد بدر، وهو أب لعشرة أطفال: «بيقولك هدنة ووقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، هاي إلنا تالت يوم مروحين، الماي (المياه) مش لاقيين نشربها، ولا (أغطية) لاقين نتغطى فيه إحنا وأطفالنا، طول الليل نتناوب على أي اشي، على النار، والنار يا ريت عندنا حطب، بنولع بلاستيك، قتلنا خلى معانا أمراض».

وقالت زوجته إنها لا تستطيع أن تصدق حجم الدمار.

وأضافت: «اتصدمت، ولا في دار واحد، كله ردم، مفيش ولا حاجة، الشوارع ما تعرفش تمرق (تسير) منها، كله فوق بعضه، أصلاً انت بتوه هايدي داري ولا مش داري؟ وريحة الجتت والشهداء في الشوارع».