الجيش اليمني يحرر قلعة «لوزم» الاستراتيجية في تعز

عناصر الميليشيات تفر من مواقعها في جبهة الساحل الغربي

TT

الجيش اليمني يحرر قلعة «لوزم» الاستراتيجية في تعز

لليوم العاشر على التوالي، تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية، بدعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن، لاستكمال تحرير محافظة تعز من ميليشيات الحوثي الانقلابية، وفك الحصار المفروض على المدينة من قبل الانقلابيين لمدة ثلاثة أعوام، في ظل إحراز تقدمات جديدة، وتطهير عدد من المواقع والقرى، في الوقت الذي استعادت فيه مواقع جديدة في البقع، بمحافظة صعدة.
وأعلن الجيش الوطني في تعز استكمال تحرير قلعة «لوزم» الاستراتيجية، شرق المدينة، وإحكام السيطرة عليها، فيما تستميت ميليشيات الحوثي الانقلابية لاستعادتها، إضافة إلى استكمال السيطرة على قرية أشعب المقابلة للصرمين، جنوب شرقي صبر، بالتزامن مع شن قوات الجيش لهجوم عنيف على مواقع الانقلابيين شرق وغرب المدينة، واستمرار المعارك في الساحل الغربي وفي محيط مديرية حيس، جنوب الحديدة، بمشاركة مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت مواقع للانقلابيين في مديرية اللحية بالحديدة.
وقال مصدر عسكري في محور تعز إن «ميليشيات الحوثي شنت هجوماً على مواقع الجيش في القلعة، محاولة استعادتها، غير أن القوات تصدت لها وأجبرتها على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات».
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «سبب استماتة الانقلابيين على قلعة لوزم يرجع لكونها إحدى القلاع التاريخية في محافظة تعز، التي تم بناؤها لحماية المدينة من الجهة الشرقية، وتطل على عدد من المناطق شرق جبل صبر»، وأنه «بتحرير القلعة، خسرت ميليشيات الحوثي حماية بعض مواقعها، وأبرزها جبل السلال، حيث قصفت مدفعية الجيش عربة للانقلابيين (بي إم بي) كانت تتمركز هناك، وبذلك يكون الجيش قد سيطر على أهم التحصينات التابعة للانقلابيين شرق المدينة، بعد استكمال السيطرة على قلعة لزوم».
وأشار إلى «اشتداد حدة المواجهات في الجبهة الشرقية، وبشكل أعنف في محيط معسكر التشريفات ومدرسة محمد علي عثمان ووادي صالة وعدد من المواقع شرق جبل الكريفات الاستراتيجي، المطل على جبل السلال والجعشة، وسيطرت عليه قوات الجيش الوطني قبل يومين».
جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية فرار العشرات من عناصر الميليشيات من مواقعهم في جبهات الساحل الغربي باليمن، بعد التقدم المتسارع من قبل الجيش الوطني والمقاومة التهامية، واقترابهم من السيطرة على مديرية حيس، بعد مقتل العشرات منهم، بينهم قادة ميدانيون.
وقال أيمن جرمش، ركن التوجيه المعنوي في المقاومة التهامية، إن «الجيش الوطني والمقاومة التهامية تواصل عملياتها العسكرية في الشريط الساحلي، وتقترب من السيطرة الكاملة على مركز مديرية حيس، جنوب الحديدة، وذلك بعد تحرير عدد من المواقع خلال الأيام القليلة الماضية، وبدعم من التحالف العربي، واستكمال حصار المديرية من اتجاه مديرية الخوخة، غرباً، وموزع التابعة لتعز، جنوباً».
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تستميت لاستعادة مواقع خسرتها وأصبحت بيد المقاومة التهامية، أبرزها قرى ومناطق القرينية وحسي أحمد ومحوى السبع والخراب وحسي الحنجلة، ومفرق حيس - الخوخة».
وفي حين تعتبر جبهة الساحل الغربي لليمن من أكثر الجبهات اشتعالاً منذ إعلان الجيش الوطني، وبإشراف من الرئيس هادي وقيادة التحالف العربي، عملياتها العسكرية لتطهير الساحل، والتقدم نحو مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية بتعزيزات كبيرة لمواقعها في ذات المديرية، علاوة على إجبار الأهالي على الدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال.
وأوضح جرمش أن «الانقلابيين يواصلون الدفع بتعزيزات إلى مواقعهم عقب الخسائر الكبيرة التي يتلقونها بشكل يومي، في الوقت الذي تشهد فيه صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية انهيارات متسارعة، وفرار عدد من المقاتلين الذين أجبرتهم على المشاركة في القتال من المعارك بعد رؤية المئات منهم قتلى».
وأكد أن الانقلابيين يواصلون «الزج بالأطفال إلى جبهات القتال، وزرع الألغام الكثيفة في عدد من المناطق، بما فيها في محيط حيس والتحيتا، فيما تم العثور آخر الأسبوع الماضي على حقل للعبوات الناسفة شرق منطقة الزهاري، وأجهزة تحكم عن بعد كانت موجودة في مخزن كانت الميليشيات الانقلابية تستخدمه بالقرب من الحقل، لكن فريق نزع الألغام سارع وفكك تلك العبوات، علاوة على العثور على صاروخ قاهر (1) في أحد المزارع بمنطقة الزهاري، وتم تسليمه إلى قيادة التحالف مع العبوات التي تم نزعها»، ونفى «استكمال سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية على ميناء الحيمة في التحيتا»، قائلا إن «الميناء يخضع للسيطرة النارية من قبل قوات الشرعية، وفي القريب العاجل سيسمع ما يسرهم من خلال تحقيق انتصارات ميدانية جديدة».
إلى ذلك، استعادت قوات الجيش الوطني، بدعم وإسناد جوي من التحالف، مواقع جديدة خلف سلسلة جبال البقع بمحافظة صعدة، معقل الانقلابيين، في الوقت الذي تمكنت فيه قوات من اللواء الخامس حرس حدود بجبهة علب من صد محاولة هجوم وتسلل للانقلابيين قرب منطقة مندبة، طبقاً لما أفاد به المصدر العسكري ذاته الذي أكد «سيطرة قوات الجيش الوطني على مواقع جديدة في منطقة العطفين بمديرية كتاف، بعد معارك سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين».
فيما نقل موقع «العربية» عن مصدر عسكري قوله إن «قوات الجيش الوطني استعادت، بدعم من التحالف، مواقع جديدة قبالة سلسلة جبال أضيق في مدينة البقع بمحافظة صعدة، ليل الجمعة - السبت، وسيطرت على الميمنة والقلب والميسرة، ضمن سلسلة جبال أضيق الاستراتيجية، وتمشيطها بالكامل بعد هروب الميليشيات الحوثية، تاركة خلفها جثث قتلاها»، وأفاد بأن الجيش الوطني يقوم الآن بتأمين المواقع التي استعادها، ووضع نقاط رقابة عسكرية لبدء استكمال التقدم واستعادة المواقع الجديدة التي يسيطر عليها الحوثيون.
وعلى الصعيد الميداني أيضاً، تكبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية الكبيرة خلال الـ48 ساعة الماضية، بغارات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت كثيراً من المواقع والتحصينات ومخازن الأسلحة في مختلف المحافظات، بما فيها تدمير خنادق وتحصينات الانقلابيين ومنصات إطلاق صواريخ في ميدي وحرض، طبقاً لما أفادت به مصادر عسكرية.
كما استهدفت تحركات ومواقع متفرقة للانقلابيين في صعدة، وأبرزها في منطقتي آل عمار والمهار بمديرية سحار، وفي منطقة العطفين التابعة لمديرية كتاب، وفي مديريتي غمر ورازح الحدوديتين، علاوة على الغارات المماثلة والمستمرة على مواقع تمركز الانقلابيين وآليات عسكرية في تعز، ومخازن أسلحة ومواقع وتعزيزات تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في مدينة حيس.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.