إسرائيل تنفذ عملية واسعة في الضفة للوصول إلى «قاتل الحاخام»

اقتحام برقين في جنين وتحقيقات ميدانية

جنود إسرائيليون خلال عمليات تفتيش شمال مدينة جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عمليات تفتيش شمال مدينة جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تنفذ عملية واسعة في الضفة للوصول إلى «قاتل الحاخام»

جنود إسرائيليون خلال عمليات تفتيش شمال مدينة جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عمليات تفتيش شمال مدينة جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

نفذت إسرائيل عملية واسعة النطاق في بلدة برقين جنوب غربي جنين بالضفة الغربية في محاولة لاعتقال أحمد جرار (22 عاماً) الذي تتهمه بالمسؤولية عن تنفيذ عملية قتل الحاخام الإسرائيلي رزئيل شيباح قرب نابلس في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي.
واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي برقين وبلدة الكفير فجر أمس، واشتبكت مع فلسطينيين وأجرت تفتيشاً واسعاً في المنازل ثم انسحبت، قبل أن تعود وتركز على برقين مساءً. وفوجئ أهالي برقين في المساء بعودة قوة إسرائيلية كبيرة مدعومة بقوات خاصة ومستعربين.
وأجرى الجنود الإسرائيليون تحقيقات ميدانية ونفذوا عمليات تفتيش عشوائية داخل منازل المواطنين في الحارة الشرقية ونصبوا حواجز وأعلنوا برقين بلدة مغلقة.
وأفيد بأن القوات الإسرائيلية أصابت عشرات المواطنين في مواجهات في أحياء البلدة، حيث كان الإسرائيليون ينادون بمكبرات الصوت داعين أحمد جرار إلى تسليم نفسه، قائلين: «أحمد سلّم نفسك قبل أن نهدم البيوت بيتاً بيتاً».
ويبدو أن الإسرائيليين تحركوا بناءً على معلومات حول تواجد جرار في المكان دون أن يحددوا مكانه بشكل دقيق.
وقبل أسبوعين فشلت القوات الإسرائيلية في اعتقال جرار في عملية مشابهة، لكنها قتلت ابن عمه أحمد بعد اشتباك مسلح. وأعلن الجيش الإسرائيلي آنذاك أنه قتل أحد المشتبه فيهم في قتل المستوطن في نابلس وألقى القبض على مشتبه آخر، في حين أصيب جنديان.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجيشه، وقال إنه «يبارك العملية»، مضيفاً أنه «يمكننا أن نصل إلى كل شخص يحاول المس بمواطني دولة إسرائيل، وإسرائيل سوف تقدمه إلى العدالة». لكن الإسرائيليين أقروا لاحقاً بأنهم فشلوا في قتل أو اعتقال المسؤول الرقم واحد عن عملية قتل الحاخام.
وحتى وقت متقدم مساء أمس لم تكن القوات الإسرائيلية قد انتهت من عمليتها الجديدة في برقين. وأفيد بأن بعض الشبان حاولوا تشتيت انتباه الاحتلال عبر مواجهات جانبية، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 8 منهم أصيبوا في الاشتباكات في حين اعتقال 4 آخرين.
وتفاعل الفلسطينيون مع العملية الواسعة عبر إطلاق الدعاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نجاة جرار، وهو نجل قيادي فلسطيني قتلته إسرائيل عام 2002 في مدينة جنين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.