تعهد القائد الجديد لقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، «أميصوم»، بكسر شوكة حركة الشباب المتطرفة، فيما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية، أن جيش بلاده سيوقف مشاركته في مهمة تدريب تابعة للاتحاد الأوروبي في الصومال بنهاية مارس (آذار) المقبل، مشيراً إلى «إحباط برلين وتيرة التقدم هناك».
وقال المسؤول الألماني، إن «الجيش الوطني الصومالي يتقدم ببطء شديد، ويرجع ذلك جزئياً إلى أوجه قصور في الهياكل السياسية والمؤسسية، إضافة إلى نقص في العتاد المتاح للجنود الصوماليين المدربين».
ولدى ألمانيا 5 جنود يشاركون في مهمة التدريب مع 15 آخرين من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية، هي أول من أورد نبأ قرار وقف ألمانيا مشاركتها في البرنامج الذي بدأ في 2010. ونقلت عن مصادر عسكرية أن الحكومة الاتحادية تعتزم إنهاء مشاركة قواتها في بعثة التدريب الأوروبية في الصومال، ولن تسعى للحصول على تفويض جديد من البرلمان الألماني.
وعلى الرغم من أن وكالة الأنباء الصومالية الرسمية قالت إن «مهمة الجيش الألماني في الصومال، تعد إحدى أصغر المهام التي يشارك فيها، بما يصل إلى 20 جندياً»، لكنها لفتت في المقابل إلى أنها «تعد أيضاً إحدى أخطر هذه المهام».
ومدد البرلمان الألماني مهمة عمل القوات الألمانية في الصومال نهاية مارس الماضي، حتى نهاية نفس الشهر في العام الحالي.
إلى ذلك، أعلنت قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» في بيان، عن تعيين قائد جديد لها هو الجنرال الأوغندي جيم بيسيغي أوويسيجير، الذي سيخلف سلفه الفريق عثمان نور سوباغليه، وتولى منصبه منذ يوليو (تموز) عام 2016.
وتعهد قائد «أميصوم» الجديد بمواصلة العمل الذي تقوم به القوات الأفريقية في الصومال، بالإضافة إلى بناء قدرات الجيش الوطني الصومالي.
وقال خلال حفل أقيم بمقر «أميصوم» في العاصمة الصومالية مقديشيو، بمناسبة تولي مهام عمله، حضره الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي للصومال، ورئيس بعثته هناك السفير فرانسيسكو ماديرا: «في حياتي المهنية، لم انسحب أبداً من ساحة المعركة على مدى السنوات الـ39 الماضية... وسنعمل مع الجيش الوطني الصومالي، وعندما يحين الوقت من أجل الانتقال إلى تسليم السلطة، سوف أفعل ذلك».
وتابع: «لدينا جميعاً مشكلة واحدة، وهي حركة الشباب، ليس علينا أن نتواصل مع معها، نحن بحاجة إلى محاربتها، وكسر العمود الفقري لها ثم القضاء عليها أخيراً، وهذا هو هدفي وسأحقق ذلك».
وقالت البعثة إن الجنرال أوويسيجير، يتمتع بخبرة تمتد إلى 39 عاماً بعد أن خدم في الجيش الأوغندي كقائد للقوات الجوية والمدفعية الميدانية، مشيرةً إلى أنه يحمل درجتي ماجستير في الدفاع والدراسات الاستراتيجية، وفي الدين والسلام وحل النزاعات.
وتتكون قوات الاتحاد الأفريقي من جنود من كينيا وإثيوبيا وأوغندا وبوروندي وجيبوتي وتقوم بمعظم القتال ضد متمردي «الشباب»، لكنها بدأت مؤخراً الانسحاب من الصومال، بعدما نجحت في استعادة أغلب البلدات والمدن الصومالية الرئيسية منذ أن ساعدت في طرد متمردي «الشباب» من العاصمة مقديشو في 2010.
وهناك تحذيرات عديدة من تعرض الوضع في الصومال لمزيد من التدهور بسبب انسحاب القوات الأفريقية، في وقت ما زالت فيه الحكومة الصومالية عاجزة بمفردها عن مواجهة الكابوس الأمني والعسكري الذي تمثله الهجمات المتصاعدة لحركة الشباب.
من جهة أخرى، امتنعت القيادة العسكرية الأميركية في شرق أفريقيا «أفريكوم» أمس، عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» على تقرير بثته وكالة «الأناضول» التركية، يكشف النقاب عن «إجبار الغارات الجوية التي تشنها الطائرات المسيّرة المسلحة في بعض الأقاليم الصومالية، آلاف القرويين، على النزوح خوفاً على حياتهم وممتلكاتهم».
وقال ناطق باسم «أفريكوم» في رد مقتضب عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»: «الأفضل توجيه الأسئلة المتعلقة بهذا التقرير إلى الحكومة الصومالية»، لكن مسؤولاً في وزارة الإعلام الصومالية قال إنه «بحاجة إلى مزيد من الوقت للتدقيق قبل الإدلاء بأي تصريحات».
وتصاعدت مؤخراً حدة الغارات التي تشنها في الأغلب طائرات أميركية أو كينية، ضد معاقل حركة «الشباب» التي تسيطر على معظم القرى والبلدات جنوبي البلاد، من أجل تقويض نفوذها ضمن الجهود الدولية لدعم حكومة مقديشو في حربها ضد الإرهابيين.
وكثّفت «أفريكوم»، مؤخراً من وتيرة عملياتها التي تستهدف حركة الشباب في جنوب الصومال، وتنظيم داعش في الشرق، بهدف دحر الأنشطة الإرهابية للتنظيمين، مما دفع مئات الأسر إلى الفرار من ويلات الغارات الجوية والعمليات العسكرية البرية، فتوافدوا تباعاً على ضواحي العاصمة مقديشو بحثاً عن الأمان.
ولا تهدد الغارات حياتهم فقط، لكنها أثّرت بشكل مباشر على موارد الرزق التي تعتمد على الرعي والزراعة، بينما قُتل 50 مدنياً جراء الغارات الجوية في آخر 5 ضربات جوية منذ يوليو الماضي، وفقاً لتقرير أممي. وعلى الرغم من عدم توافر أرقام دقيقة بأعداد النازحين، لكن منظمات محلية تقدر أعدادهم بالآلاف، أو بمئات الأسر.
ونقلت الوكالة عن نازحين، أن أطفالهم لا يستطيعون العيش في ذلك الذعر، ولفتوا إلى أن بعض أقاربهم فقدوا أرواحهم جراء الغارات، كانوا رعاة عندما خطفتهم شظايا الغارات الجوية في الغابات.
ومنذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه، قبل أكثر من عام، صعّدت «أفريكوم» وتيرة ضرباتها الجوية في الصومال، إذ نفذت خلال العام الماضي أكثر من 34 ضربة جوية أغلبها استهدف الأقاليم الجنوبية في البلاد، التي تنشط فيها حركة الشباب، ومنطقة جبال غلغلا التي يتحصن فيها تنظيم داعش.
وقال علي نور، نائب رئيس إقليم شبيلي السفلي للشؤون الأمنية، إن معظم الغارات الجوية «متقنة» وحققت أهدافها، و«دمرت معاقل عسكرية وقتلت عناصر وقياديين لمقاتلي الشباب»، مشيراً إلى أن الغارات قد تسبب أحياناً «خسائر بشرية بين المدنيين»، لكن معظمها تكلل بالنجاح وساهم في تقويض نفوذ «الشباب».
ورغم أن «أفريكوم» تنفي بين الحين والآخر استهداف مدنيين جراء غاراتها الجوية ضد «الشباب»، فإن بعض الهيئات الإنسانية تعبر عن قلقها حيال الضربات الجوية العشوائية في بعض أقاليم الصومال.
لكن المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي للصومال، اعتبر مؤخراً أن تصعيد الغارات الجوية الأميركية قد «يسهم في اجتثاث وتقويض جذور حركة الشباب الإرهابية» التي تسيطر على بلدات وقرى جنوبي الصومال.
الصومال: القائد الجديد لقوات «أميصوم» يتعهد بكسر شوكة «الشباب»
ألمانيا توقف مشاركتها في مهمة تدريب للاتحاد الأوروبي
الصومال: القائد الجديد لقوات «أميصوم» يتعهد بكسر شوكة «الشباب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة