«بلاكستون» تقتحم خدمات المعلومات بالاستحواذ على حصة في «تومسون رويترز»

صفقة قيمتها 20 مليون دولار

TT

«بلاكستون» تقتحم خدمات المعلومات بالاستحواذ على حصة في «تومسون رويترز»

انضمت مجموعة بلاكستون‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬الأميركية للاستثمار المباشر إلى مصاف عمالقة قطاع خدمات المعلومات المالية في وول ستريت، باستحواذها على حصة أغلبية في قطاع الخدمات المالية والمخاطر لشركة تومسون رويترز.
والصفقة التي نفذت أول من أمس، والبالغة قيمتها 20 مليار دولار، هي أكبر رهان لـ«بلاكستون» منذ الأزمة المالية العالمية، وتضع ستيفن شوارتزمان، الشريك المؤسس للمجموعة، في منافسة مع الملياردير وحاكم نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ. وتتصدر خدمة بلومبيرغ التي تحمل اسمه السوق في تزويد المتداولين والمصرفيين والمستثمرين بالأخبار والبيانات والتحليلات.
وقال بيان أصدرته الشركتان، إن «بلاكستون» ستستحوذ على حصة 55 في المائة من أنشطة الخدمات المالية والمخاطر المنفصلة حديثا. وقالت الشركتان إن «تومسون رويترز» سوف تحتفظ بحصة نسبتها 45 في المائة، وتحصل على قرابة 17 مليار دولار، بما في ذلك ثلاثة مليارات نقدا، و14 مليارا في صورة دين وأسهم أفضلية يصدرها النشاط الجديد.
وستمنح الصفقة «تومسون رويترز»، التي تسيطر عليها عائلة تومسون الكندية، حليفا كبيرا في الوقت الذي تسعى فيه لتعزيز قطاع أعمال يواجه تحديات تتمثل في انكماش قاعدة العملاء وتركيزها على ضغط النفقات.
ولدى «بلاكستون» سجل حافل في خفض التكاليف، كما تتمتع بوصفها من أكبر المستثمرين في العالم بعلاقات عمل مع معظم البنوك الكبرى في وول ستريت، وهم عملاء لمنصة «تومسون رويترز» الشهيرة «آيكون» للمعلومات والأخبار المالية.
وسوف يشارك مجلس استثمار خطة معاشات التقاعد في كندا وصندوق «جي آي سي» في سنغافورة «بلاكستون» في الاستثمار، لكن لم يتم الكشف عن المبلغ الذي سيقدمانه. وامتنع المجلس الكندي عن التعليق، كما امتنعت متحدثة باسم «جي آي سي» عن التعقيب.
وقال مصدران مطلعان على المفاوضات لـ«رويترز»، إن المحادثات بشأن صفقة محتملة بدأت بشكل جدي في الصيف الماضي.
وسوف يدير الشراكة الجديدة مجلس من عشرة أعضاء يضم خمسة يمثلون «بلاكستون» وأربعة من «تومسون رويترز». وسيكون الرئيس والرئيس التنفيذي للشراكة الجديدة عضوا لا يملك حق التصويت في مجلس الإدارة بعد إنجاز الصفقة. ولم تذكر الشركتان من سيكون هذا الشخص.
وعولت «تومسون رويترز» كثيرا على خفض التكاليف في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي خفض فيه الزبائن الأساسيون للشركة، بما في ذلك البنوك وشركات الوساطة والاستثمار، الإنفاق في مواجهة ضعف التعاملات وتشديد القواعد التنظيمية وتنامي الاستثمار الخامل.
وذكر المصدران، اللذان طلبا عدم الكشف عن اسميهما، أنه مع تسارع وتيرة المحادثات، فإن النقطة الشائكة الرئيسية خلال المفاوضات كانت ما ستعنيه الشراكة بالنسبة لوكالة رويترز للأنباء التي تزود منصة «آيكون» بالأخبار والتحليلات.
وسوف تقدم الشركة الجديدة مدفوعات سنوية لـ«رويترز» قيمتها 325 مليون دولار حدا أدنى على مدى 30 عاما، من أجل الحصول على خدمتها الإخبارية، أي ما يعادل عشرة مليارات دولار تقريبا. وقال مسؤولون تنفيذيون بالشركة إن المدفوعات ستخضع للتعديل في ضوء التضخم.
وأبلغ ستيفان بيلو، المدير المالي لـ«تومسون رويترز»، مستثمرين عبر الهاتف، أن المدفوعات تمثل ما اعتاد قطاع الخدمات المالية والمخاطر تخصيصه لوكالة رويترز، علاوة على «قدر أزيد قليلا».
وقال بيلو إنه بعد الاتفاق ستبلغ إيرادات وكالة رويترز نحو 625 مليون دولار، شاملة المدفوعات السنوية من قطاع الخدمات المالية والمخاطر ونحو 300 مليون دولار إيرادات من أنشطتها الإعلامية، وهو ما يزيد قليلا على قاعدة تكاليف الوكالة.
وتتوقع «تومسون رويترز» إتمام الصفقة في النصف الثاني من 2018، وقالت الشركة أول من أمس (الثلاثاء)، إنها تتوقع أن تتماشى نتائج أعمال عام 2017 مع التقديرات أو تتجاوزها، مع توقعات بارتفاع الإيرادات واحدا في المائة. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نتائج أعمال 2017 الشهر المقبل.
وتخطط الشركة لاستخدام ما يتراوح بين تسعة وعشرة مليارات دولار لإعادة شراء أسهم، وستستخدم المبلغ المتبقي في سداد ديون وللاستثمار في وحدات الخدمات القانونية والضرائب والمحاسبة إلى جانب القيام بعمليات استحواذ انتقائية.


مقالات ذات صلة

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الين، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركي المنتظرة التي قد تكشف عن مؤشرات حول وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن: خطة ترمب الاقتصادية ستكون «كارثة»

وصف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن اليوم الثلاثاء الخطط الاقتصادية لخليفته دونالد ترمب بأنها «كارثة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«سيتي غروب» تعدّل توقعاتها وتنتظر خفضاً للفائدة 25 نقطة أساس

انضمّت «سيتي غروب» التي توقعت سابقاً خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل «الاحتياطي الفيدرالي»، إلى بقية شركات السمسرة في توقعها بخفض 25 نقطة أساس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا: «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول عام 2030. على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها، بفضل المطورين الموهوبين ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها.

ويُعدّ «سبيربنك» في طليعة جهود تطوير الذكاء الاصطناعي في روسيا، التي تحتل حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة على مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «تورتويز ميديا» البريطانية، متأخرة بشكل ملحوظ عن الولايات المتحدة والصين، وكذلك عن بعض أعضاء مجموعة «البريكس»، مثل الهند والبرازيل.

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال فيدياخين: «أنا واثق من أن روسيا قادرة على تحسين وضعها الحالي بشكل كبير في التصنيفات الدولية، بحلول عام 2030، من خلال تطوراتها الخاصة والتنظيمات الداعمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي». وأضاف أن روسيا تتخلف عن الولايات المتحدة والصين بنحو 6 إلى 9 أشهر في هذا المجال، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية قد أثَّرت على قدرة البلاد على تعزيز قوتها الحاسوبية.

وأوضح فيدياخين قائلاً: «كانت العقوبات تهدف إلى الحد من قوة الحوسبة في روسيا، لكننا نحاول تعويض هذا النقص بفضل علمائنا ومهندسينا الموهوبين».

وأكد أن روسيا لن تسعى لمنافسة الولايات المتحدة والصين في بناء مراكز بيانات عملاقة، بل ستتركز جهودها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الذكية، مثل نموذج «ميتا لاما». واعتبر أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية باللغة الروسية يُعدّ أمراً حيوياً لضمان السيادة التكنولوجية.

وأضاف: «أعتقد أن أي دولة تطمح إلى الاستقلال على الساحة العالمية يجب أن تمتلك نموذجاً لغوياً كبيراً خاصاً بها». وتُعدّ روسيا من بين 10 دول تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الوطنية الخاصة بها.

وفي 11 ديسمبر (كانون الأول)، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركائها في مجموعة «البريكس» ودول أخرى، في خطوة تهدف إلى تحدي الهيمنة الأميركية، في واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في القرن الحادي والعشرين.

وقال فيدياخين إن الصين، خصوصاً أوروبا، تفقدان ميزتهما في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب اللوائح المفرطة، معرباً عن أمله في أن تحافظ الحكومة على لوائح داعمة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وقال في هذا السياق: «إذا حرمنا علماءنا والشركات الكبرى من الحق في التجربة الآن، فقد يؤدي ذلك إلى توقف تطور التكنولوجيا. وعند ظهور أي حظر، قد نبدأ في خسارة السباق في الذكاء الاصطناعي».

تجدر الإشارة إلى أن العديد من مطوري الذكاء الاصطناعي قد غادروا روسيا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد حملة التعبئة في عام 2022 بسبب الصراع في أوكرانيا. لكن فيدياخين أشار إلى أن بعضهم بدأ يعود الآن إلى روسيا، مستفيدين من الفرص المتاحة في قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي.