الجزائر: دعوة من المعارضة إلى اختيار «مرشح واحد» لانتخابات 2019

TT

الجزائر: دعوة من المعارضة إلى اختيار «مرشح واحد» لانتخابات 2019

تروج المعارضة في الجزائر، باحتشام، لدخولها معترك انتخابات الرئاسة المنتظرة في مارس (آذار) 2019، بمرشح واحد لمنافسة «مرشح السلطة»، الذي سيكون على الأرجح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، أو واحد من الشخصيات العامة المعروفة أبرزها رئيس الوزراء أحمد أويحيى.
ونشر حزب «جيل جديد»، أمس، نتائج اجتماع لكوادره بحث الأوضاع في البلاد، في ضوء جدل حول خصخصة الشركات الحكومية، التي أعلنها أويحيى قبل 20 يوما، وتدخلت الرئاسة للاعتراض على المسعى. وقال الحزب، المعروف بتشدده تجاه الحكومة، إنه يقترح على المعارضة مرشحاً واحداً بـ«ولاية انتقالية»، لم يذكر مدتها، بينما الدستور يحددها بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
وتتمثل مهمة مرشح «الولاية الانتقالية» في حال فوزه، حسب «جيل جديد»، في «تحرير المبادرات الاقتصادية وتحديث النظام المصرفي وإصلاح المنظومة الجبائية، وحماية الإنتاج الوطني، وإحداث توازن بين القطاعين العام والخاص، والعمل على تحقيق دول القانون، وحماية الفئات الهشة». وتعكس خريطة الطريق هذه، التوجه الليبرالي الذي عرف به الحزب الذي يقوده الطبيب البيطري سفيان جيلالي.
ودعا الحزب زملاءه في المعارضة إلى «الوحدة» وتزكية المرشح الواحد المحتمل، وقال إن اختياره يتم بالتشاور بين أحزاب المعارضة والنقابات والتنظيمات غير الموالية للحكومة، مشيراً إلى أنه لا يستبعد تنظيم «انتخابات تمهيدية» داخل أحزاب المعارضة، لانتخاب مرشح واحد يمثلها في الاستحقاق السياسي. وتابع الحزب أن «التذمر الشعبي من السياسات الحكومية، يدفع المعارضة إلى التفكير جدياً في دخول المعترك الرئاسي بمرشح واحد، لمواجهة مرشح النظام»، من دون أن يذكر بالاسم من سيكون مرشح النظام، فيما يتوقع المراقبون تمديد حكم بوتفليقة بفترة خامسة.
ويرجح أن مقترح «جيل جديد» لن يحقق التوافق بين أحزاب المعارضة، قياساً على اختلاف مواقفها من الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (أيار) 2017؛ فقطاع منها رفض المشاركة، ومنها «جيل جديد» بينما خاضها كثير منها؛ أبرزها «حركة مجتمع السلم» (إسلامي)، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» (علماني).
وأطلقت المعارضة عام 2014، مبادرة هادفة إلى الوحدة سميت «تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي»، جمعت الإسلاميين والعلمانيين واليساريين، وغاب عنها أقدم حزب معارض؛ «جبهة القوى الاشتراكية»، الذي مشى في مسار آخر؛ إذ اقترح مشروعا سماه «الإجماع الوطني»، عرضه على السلطة والمعارضة معا، كان الهدف منه التوافق على «حكومة انتقالية». ولقيت الخطوة رفضاً من طرف الرئيس بوتفليقة، بحجة أنها «تصلح عندما يكون الحكم ناقص شرعية، بينما الجزائريون اختاروا رئيسا في انتخابات 2014، وهم وحدهم من يسحبون الثقة منه وعن طريق الاقتراع».
ودعا القيادي الإسلامي رئيس «مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى مشاورات مع أحزاب المعارضة بهدف توحيد صفوفها، لمواجهة ما يعرف في الساحتين السياسية والإعلامية بـ«الولاية الخامسة للرئيس». وقال مقري للصحافة: «نرفض الخضوع لإشاعات الولاية الخامسة والتوريث»، في إشارة إلى احتمال انتقال الحكم من بوتفليقة إلى أصغر أشقائه، سعيد، وهو في الوقت نفسه كبير مستشاريه. ولم يذكر مقري الأحزاب المعنية بالمشاورات التي يريدها، وفهم من كلامه أنه كان يقصد الأحزاب التي تنتمي للتيار الإسلامي، وهي «جبهة العدالة والتنمية» التي يقودها عبد الله جاب الله، و«حركة النهضة» بقيادة محمد ذويبي، و«حركة الإصلاح الوطني» برئاسة فيلالي غويني. ولا تملك الأحزاب الثلاثة تأثيراً قوياً على المستويين السياسي والشعبي، ولها تمثيل رمزي في غرفتي البرلمان.
وفي مقابل «الحلف» الذي يريده مقري، تدفع أحزاب كبيرة بقوة باتجاه استمرار بوتفليقة في الحكم، وأهمها على الإطلاق، حزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني» التي يرأسها بوتفليقة، ولكن لا يحضر اجتماعاتها مطلقا، و«التجمع الوطني الديمقراطي» بقيادة رئيس الوزراء أويحيي، و«الحركة الشعبية الجزائرية» برئاسة وزير التجارة سابقا عمارة بن يونس، و«تجمع أمل الجزائر» بقيادة وزير الأشغال العمومية سابقا عمر غول.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.