النفط والفائدة يزيدان عبء عجز الموازنة في مصر

صندوق النقد يرفع توقعاته للنمو إلى 5 %

النفط والفائدة يزيدان عبء عجز الموازنة في مصر
TT

النفط والفائدة يزيدان عبء عجز الموازنة في مصر

النفط والفائدة يزيدان عبء عجز الموازنة في مصر

قال محمد معيط نائب وزير المالية المصري لشؤون الخزانة لـ«رويترز» أمس الثلاثاء إن الحكومة رفعت توقعاتها لعجز الموازنة إلى 9.4 في المائة في السنة المالية 2017 - 2018، بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية وأسعار الفائدة المحلية.
وكانت مصر تستهدف في السابق عجزاً نسبته نحو تسعة في المائة في السنة المالية الحالية التي بدأت في الأول من يوليو (تموز). وقبل نحو أسبوعين، أعلنت وزارة المالية أن عجز الموازنة في مصر تراجع إلى 4.4 في المائة في النصف الأول من السنة المالية 2017 - 2018، مقارنة مع 5 في المائة قبل عام. فيما كان العجز الكلي للموازنة تراجع في السنة المالية الماضية (2016 - 2017) إلى 10.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع 12.5 في المائة في السنة المالية السابقة.
وفي تصريحات له قبل 10 أيام، قدر وزير المالية المصري عمرو الجارحي أن تتراوح الفجوة التمويلية للعام المالي المقبل ما بين 12 إلى 14 مليار دولار. وبحسب الجارحي، تسعى الحكومة لخفض معدل إجمالي الدين للناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي 2018 - 2019 لأقل من 9 في المائة.
وأوضحت وزارة المالية في بيان لها منتصف الشهر الجاري، أن الاستثمارات الحكومية زادت 24 في المائة في النصف الأول من السنة المالية إلى 33.9 مليار جنيه (نحو 1.9 مليار دولار)... فيما أشارت وزارة التخطيط إلى أنها رفعت توقعاتها للنمو الاقتصادي المستهدف في السنة المالية الحالية 2017 - 2018 إلى ما بين 5.3 و5.5 في المائة، من مستوى توقعات سابق عند 4.8 في المائة فقط.
وتنفذ الحكومة المصرية برنامج إصلاح اقتصادي منذ 2016، شمل فرض ضريبة القيمة المضافة وتحرير سعر الصرف وخفض الدعم الموجه للكهرباء والمواد البترولية سعيا لإنعاش الاقتصاد وإعادته إلى مسار النمو، وخفض واردات السلع غير الأساسية. وتضمن البرنامج قانوناً جديداً للاستثمار وإصلاحات في قانون ضريبة الدخل وإقرار قانون للإفلاس.
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 700 نقطة أساس إجمالاً منذ أن حرر سعر صرف الجنيه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، في إطار برنامج إصلاحات يشتمل على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي يهدف لدعم الاقتصاد.
وارتفعت أسعار النفط نحو 60 في المائة منذ منتصف 2017 بدعم من تخفيضات الإنتاج التي تعكف عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها بقيادة روسيا منذ يناير (كانون الثاني) 2017. ومن المقرر أن يستمر سريان اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2018.
من جهة أخرى، توقع جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، أن تكون معدلات النمو الاقتصادي في مصر عام 2018 «جيدة»، وأن تصل إلى نحو 5 في المائة، وهي أعلى من التوقعات السابقة.
وقال أزعور، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، على هامش أعمال مؤتمر مراكش، إن برنامج الإصلاح الذي تبنته مصر حقق في عامه الأول نتائج إيجابية حيث ساهم في تحسين الوضع المالي بصورة ملحوظة من خلال رفع احتياطي النقد الأجنبي ومعالجة المشكلة المزمنة التي واجهت سوق النقد الأجنبي وزيادة الاستثمار وتدفق رأس المال وتحسن التصنيف السيادي لمصر.
وأضاف أن التوقعات الخاصة بمؤشرات التضخم هي الأخرى جيدة، بعد أن انخفض حاليا إلى 22 في المائة‏، ومن المتوقع أن يصل إلى 12 في المائة بنهاية العام الحالي، وذلك بعد أن كان قد وصل إلى أكثر من 30 في المائة العام الماضي... واصفا هذا بأنه هدف اقتصادي أساسي لأن التضخم يلعب دورين سلبيين؛ وهما خلق حالة من عدم الاستقرار، و«ضريبة مُقنّعة» يدفعها جميع المواطنين، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالتحديات التي يرى أن مصر ستواصل مواجهتها هذا العام، قال أزعور إن الاستمرار في النهج الإصلاحي في مصر هو التحدي الأساسي حتى يشعر المواطن أكثر فأكثر بأن المعاناة التي تحملها تنعكس إيجابياً على حياته، «وأهم شيء للمواطن هو أن يجد فرصة للعمل».
وكان صندوق النقد، في تقرير للخبراء حول المراجعة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والذي تطبقه الحكومة، والذي صدر قبل أسبوع، شدد على ضرورة العمل على خفض عجز الموازنة لاحتواء الدين العام، مقترحاً جمع المزيد من الإيرادات لدفع الخدمات الاجتماعية للحاجة الماسة إليها، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية والحد من الإعفاءات الضريبية، وجعل النظام الضريبي أكثر تقدماً بأن تكون تدريجية من الأشخاص الأكثر ثراء.
وقال الصندوق إنه يجب على مصر أن ترسّخ الاستقرار الذي تحقق، حتى الآن، وهذا ينطوي على الحفاظ على مرونة سعر الصرف ومواصلة خفض التضخم.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.